هل كان البرازيلي نيمار اختيارًا هلاليًا محضًا؟! وهل كان هو خيار الهلاليين الأول أو الثاني أو الثالث من فئة اللاعبين A التي تكفل بجلبها برنامج الاستقطاب أسوة برونالدو وماني في النصر ثمَّ بن زيما وكانتي في الاتحاد ومحرز وكيسيه في الأهلي؟! أم أنَّ الظروف والمعطيات وفشل مفاوضات مسؤولي البرنامج مع كل الخيارات الهلالية الأخرى مثل الأرجنتيني ميسي وبعده البرتغالي برناردو سيلفا جعل حضور نيمار للهلال أمرًا حتميًا كان فيه الهلال مسيَّرًا لا مُخيرًا؟!. الهلال كان مجبرًا على القبول بنيمار كآخر الخيارات التي منحها البرنامج للهلال كإحدى أيقونات كرة القدم العالمية التي تخدم مشروعًا كبيرًا يستهدف شعبية اللاعب ونجوميته وقدرته على التسويق للدوري السعودي، والكثير من المعطيات التي تم فيها غض النظر عن تاريخه الطويل مع الإصابات وعن انضباطية اللاعب وكثرة انقطاعه عن اللعب، وعن حاجة الهلال الفنية وقدرته على أن يمثل دعمًا فنيًّا للهلال داخل الملعب كما هو الحال مع رونالدو النصر وبن زيما الاتحاد!. بعد مرور موسم ونصف على صفقة (الموسمين) مع نيمار، وتأكد عدم ضم اللاعب لقائمة الفريق في القائمة المحلية الشتوية، وتأكد فشل هذه الصفقة فنيًا فشلًا ذريعًا أستطيع أن أقول إنَّ الصفقة ربما قد تكون قد حققت العديد من أهدافها التسويقية والسياحية؛ لكنَّها بالتأكيد لم تحقق للهلال الأهداف الفنية منها، بل تضرَّر الهلال كثيرًا من احتساب اللاعب ضمن فاتورة الدعم الذي قدمه البرنامج للأندية، الأمر الذي استغله كثيرون لإيهام الشارع الرياضي أنَّ الهلال هو الأكثر دعمًا بين الأندية!. وبالإضافة إلى هذه القيمة الوهمية التي تم احتسابها على الهلال فالهلال اضطرَّ أن يلعب الموسم الماضي منقوصًا لفترات طويلة بسبب وجود نيمار الذي أثبت خلال برنامجه العلاجي الطويل استهتاره وعدم احترافيته وخطأ إشراكه في مشروع ضخم يتطلب من المشاركين فيه الإحساس بالمسؤولية كسفراء عالميين للكرة السعودية!. الآن هل يجب على الهلال أن يستمر في تحمل تبعات هذه الصفقة وفشلها؟! ألا يكفي ما تحمله من أضرار هذه الصفقة حتى الآن؟! وهل يجب أن يكون نيمار مشكلة الهلال أم مشكلة من اختاره ليكون في قائمة لاعبي المشروع الترويجي للكرة السعودية وهو يعلم تاريخه الطبي والانضباطي؟!. أجزم أنَّ القرار لو كان هلاليًا خالصًا لما كان نيمار في الهلال أبدًا، وأجزم أنَّ القرار لو كان هلاليًا خالصًا اليوم والصلاحيات في ملف نيمار لا تتقاطع ماليًا وتعاقديًا مع جهات وأهداف أخرى يخدمها حضور نيمار واستمراره لما بقي كل هذا الوقت، ولم يكن ليتلاعب بالهلاليين طوال فترة علاجه بهذا الشكل، ولم يكن ليقضي معظم فترة إصابته في البرازيل مع طبيبه الخاص ليكتشف الهلاليون بعد عودته وبعد 13 شهرًا من إصابته أنَّه كان في برنامج سياحي أكثر من كونه في برنامج علاجي!. ربما حقق حضور نيمار الكثير من الأهداف الفنية والتسويقية التي عوضت بعض ما صُرِف على إحضاره؛ لكنَّه لم يحقق لهلال أي فائدة فنية، لأنَّ حضور نيمار لم يكن في الأصل قرارًا هلاليًا خالصًا قائمًا على حاجة فنية محضة؛ لذلك لا يجب أن تكون مشكلة نيمار مشكلة هلالية خالصة، ومن حق الهلاليين أن يقولوا: واللي شبكنا يخلصنا!.