تُعتبر كلمة الجمال معقدة وغير محدودة، فالجمال هو قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابي، وهو يعطي معنىً للأشياء الحيوية، ليس له وحدة قياس فكل إنسان يراه بشكل مختلف. مثل: الصحة والسعادة والحب والطبيعة والفن. فيمكن تعريف الجمال على أنّه إرضاء العين عند رؤية شيء ما، ويكمن الجمال حولنا في كلّ شيء، فهو نوع من الفن يوقظ الدهشة والمشاعر وأعمق أحاسيس الإنسانية داخلنا، وينقسم الجمال إلى نوعين هما الجمال الداخلي والجمال الخارجي، أمّا الجمال الداخلي المعنوي فهو ما يعتقده الشخص عن نفسه، فعندما يكون واثقاً بنفسه يزيد جماله الداخي، أمّا إذا كان غير واثقٍ بنفسه يقل جماله، ويعد هذا الجمال المعنوي ذا معنىً أعمق وأشمل من الجمال المادي وتعدده أكبر فهو يحمل في معانيه معان سامية مثل الأخلاق والقيم والصدق وكثير من الأشياء الأخرى وديمومته أكبر من الجمال المادي البحت، كما يعد الجمال المعنوي مطلقا حيث لا يمكن إنكاره بما يتوافق مع الفطرة الإنسانية الحميدة ولكن رؤيته من زوايا أخرى يجعله يدخل في نطاق النسبية والآراء طبقا للأفكار. وأما الجمال الخارجي المادي فهو الجمال الحسي المدرَك بحواس الإنسان من جمال في الطبيعة أو البشر أو الأشياء الأخرى التي يمكن رؤيتها والتحقق منها ماديا، وفي تناسق الأشياء وتنظيمها كما يعدها بعض الفلاسفة من أشكال الجمال المادي. كما يعد البعض أن الجمال المادي نسبي، فما يراه البعض جميلا قد يراه البعض الآخر قبيحا وهكذا، لذلك لا يعد الجمال المادي مطلقا، كما يمكن أن يفنى مع تقادم الزمن، لكنه أحيانا قد يرتبط مع الجمال المعنوي. كما أن الجمال يفسر الأشياء وتوازنها وانسجامها مع الطبيعة ويعتمد على تجارب الانجذاب والعاطفة والبهجة في عمق الوعي الحسي، الجمال ينشأ من تجربة صامتة إيجابية. ولو تحدثنا عن الجَمَال حولنا سنجده متعدد ولا يخفى على الجميع، إن مقدار الجَمَال من حولنا يختلف من شخص إلى آخر، فربما نرى أشياء جميلة بينما لا يراها غيرنا كذلك؟! كما أنه ربما يحيط بنا أشياء جميلة لكننا لم ننتبه لها بينما انتبه إليها غيرنا لأننا في النهاية مختلفون في تقييم هذا الجمال ولكل منا نظرته المختلفة. إنني هنا أدعوك لكي تكون جميلاً محباً للجمال، فالقبح لا يستحق أن تهدر وقتك في تأمله والبحث عنه، إنها حياتك وفرصتك للعيش فلا تهدر هذه اللحظات بالسلبية، وكما يقول الطبيب والمحلل النفسي سيغموند فرويد: «الجمال يولد بأشكال عديدة، فقط غير زاويتك وستراه في كل مكان». حاول أن تلامس جمال الأشياء من حولك، استشعرها، تأملها وتفكر في كل شيء جميل من حولك كألوان الطبيعة، رائحة البحر، أصوات الأمواج كنغماتٍ في أُذنيك، المشي على شاطئ البحر حافياً ومداعبة ماء البحر لرجليك ونسيم الهواء البارد قم باستنشاقه بهدوء، تأمل كل شيء، ولا تكن غافلاً عن جمال ما حولك ولا بكل تلك الأشياء التي تمارسها استشعر روعتها، كقراءة كتاب يأخذك معه لعالم أخر، كقلم وورقة تبحر فيها ببحرٍ من الكلمات والحروف، كسماع القرآن وملامسته لقلبك بطمأنينة وراحة. جِد جمال الأشياء في الأمور المرهقة كعملك، واجباتك، مارسها بجمال تكن أجمل، عِش حياتك وأنت ترى الجمال من حولك، ابتكره إن لم تجده افعل الأشياء بجمال ستراها جميلة. يقول جبران خليل جبران: «عندما تصل إلى جوهر الحياة ستحس الجمال في كل شيء!» إن حولنا كثير من الجَمَال الذي يستحق انتباهنا، لا تدع يومك يخلو من الجمال فكل الأمور من حولك تحمل جمالاً حتى أنت جمالاً.. لِكُل لحظة من حياتك جمال فلا تدع جمالها يمر دون أن تدركه، وتذكر أن الله جميلٌ يحب الجمال فتجمل، وكل هذا الجمال هو من صنع الله البديع سبحانه.