لست ناقدة، ولم يكن تخصصي اللغة العربية، لكنني أعشق اللغة منذ الطفولة، وأبحث عن المفردات الجديدة منذ كنت أكتب مقدمة الإذاعة المدرسية وأنا في سن التاسعة، وأعشق الشعر وأقرأه وأول كتاب اخترته واشتريته وأنا طفلة كان ديوان شعر، أتذكر كيف بهرتني طريقة نازك الملائكة التي عرفتني على قصيدة التفعيلة في كتاب المدرسة في الثانوية. لا أتذكر متى تعرفت على قصيدة النثر ومن كان أول شاعر قرأته، الماغوط؟ ربما، لم يكن أنسي الحاج، أتذكر ذلك، ربما مقتطفات من هنا وهناك وليس اسماً واحداً، ربما حسن السبع من عندنا أو فوزية أبو خالد. أو ربما ترجمات الشعر التي تترجم الشعر بإحساسه فتضطر للتخلص من القافية. ما أعرفه، أنني قليلاً قليلاً توغلت في قراءة هذا النوع من الشعر، حتى صار هو الشعر بالنسبة لي، وهذه مبالغة مني، لا بأس في أن أستعير مبالغة الشعراء وأنا أكتب عن الشعر، مازلت طبعاً أستمتع بقراءة كل شعر جيد، مهما كان نوعه، لكن، ذائقتي صارت تميل بشكل لا أستطيع إنكاره لقصيدة النثر. صار ذلك واضحاً جداً عندي بعد مشاهدتي للموسم الأول لبرنامج المعلقة، كنت أستمع وأستمتع بكل ما يقوله الشعراء جميعاً، لكن، فقرة الشعر الحر، أو شعر النثر كما يطلق عليه، كانت الفقرة التي أشعر أنني أحلق معها. لا يزال هناك خلاف بين الناس على هذا النوع من الشعر، وحتى الشعراء، لا يزال منهم من لا يعتبره شعراً، ولا يفهمه ولا يقدره، ولا أستطيع أن ألومهم، وأستطيع أن أفهم حين نرفض شيئاً جديداً اعتماداً على ذائقتنا، فأنا مثلا لا أفهم الفن المفاهيمي، أو لنقل أنني لا أتذوقه ولا أحبه، لذلك لا أتحدث عنه ولا أكتب عنه، وربما هو قصور مني، لكن، أنا أيضاً لا أحب الراب في الموسيقى، والحياة قصيرة ولن أضيع أوقاتي الثمينة في إرغام نفسي على سماع أو مشاهدة ما لا أستسيغ. يبدو أن لا هدف من كتابة هذا المقال سوى إعلان حبي لقصيدة النثر، وحين أراجع المقالات التي كتبتها عن الشعر والشعراء، كانت في أغلبها عن شعر هذا النوع، كتبت عن ميثم راضي، محمد الدميني، محمد الحرز، إبراهيم الحسين، وكم من المرات كتبت، كم أنا أحب وأفتخر بوجود شاعرة بحجم فوزية أبو خالد رائدة في شعر النثر في بلادنا. الهدف من المقال إذن أردت أن أقول فقط، إن هذا الشعر له مريدوه، وأنا أحدهم.