فجعت الساحة الثقافة بوفاة الأديب الأستاذ علي خضران القرني أحد القامات الأدبية بالمملكة، الشاعر علي خضران بن عبد الرحمن القرني وهو من مواليد قرية «الحفنة» من ضواحي القنفذة بالقرن في تهامة عام «1358ه»، وتقلب في التعليم بين مكةالمكرمة وبين الرياضوالطائف، وله كتاب»صور من المجتمع والحياة» وكتاب «من أدباء الطائف المعاصرين» و«أبها في مرآة الشعر» و«قراءات عابرة».. قراءة في الأعمال الشعرية للشاعر سعيد عطية الغامدي» و«خطرات فكر في رياض الشعر والنثر» ومن المخطوطات «كفاح شعب»، «تعريفات وجيزة ببعض قرى ومناطق المملكة»، وديوان «آهات». حصل على جائزة التميز كأحد أدباء المملكة في جائزة الثقافة والإبداع للدكتور عبدالله باشراحيل في دورتها الثانية لعام 2008 بجامعة المنيا بجمهورية مصر العربية ومنح شهادة تكريم من الجامعة بهذة المناسبة. وفي تأبين للشاعر وتعداد مآثره وأدواره الثقافية خلال مسيرة طويلة علق العديد من المثقفين حول الراحل؛ فيقول الأستاذ عطالله الجعيد رئيس نادي الطائف الأدبي: رحم الله الأستاذ علي خضران القرني وأسكنه فسيح جناته، ولا شك أننا فقدنا أديبًا عرف عنه دماثة الأخلاق والسيرة الحسنة التي يعرفها كل من تعامل معه طوال سنوات طويلة. أثرى الساحة بكتاباته ونأى عن الصراعات وإذا استرجعنا الذاكرة قبل خمسين عاما يعتبر القرني من مؤسسين نادي الطائف الأدبي وظل عضوا به أكثر من ثلاثين عاما، ثم أصبح نائبا للرئيس ومسؤولا ماليا به إلى ما قبل 14 سنة عندما بدأت انتخابات الأندية الأدبية الأخيرة . والأستاذ علي من أوائل الأدباء والكتاب السعوديين في الطائف وعاصر مرحلة صحافة الأفراد قبل أن تصبح مؤسسات وكان يراسل مجلة المنهل والعديد من الصحف السعودية منذ وقت مبكر واستمر في كتابة المقالة الصحفية حيث يتناول الجانب الأدبي والثقافي والاجتماعي وألف عددا من الكتب لعل أهمها من أدباء الطائف المعاصرين الذي طبعه نادي الطائف الأدبي الثقافي. ويتسم رحمه الله بالهدوء وعدم الدخول في صراعات ثقافية وخرج من النادي وعملت معه عندما كنت عضو مجلس إدارة بالنادي ويشهد الله أنه من خيرة الناس الذين تعاملت معهم وبعد مغادرته النادي كان وفيا معنا وأعدنا طباعة كتابه واستضافته أكثر من مرة ويحضر فعاليات النادي باستمرار حتى مرضه الأخير الذي أقعده عن الحضور ... ولا ننسى أن الأستاذ علي عمل في إدارة تعليم الطائف لسنوات طويلةحتى وصل إلى منصب مساعد مدير التعليم لشؤون البنات وكان له دور كبير في مساعدة الناس والمراجعين ويسعى في معالجة المشاكلالاجتماعية لسمعته الطيبة بين الناس. عزاؤنا لأبنائه وذويه ومحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون. أما د. يوسف العارف فقد قال بعد الدعاء للفقيد: الحمدلله والصلاه والسلام على رسول الله الحبيب الصديق العزيز الأديب الصحفي الكبير الأستاذ علي خضران القرني رحمه الله ماذا أقول عنه في هذه الساعه بعد أن جاءني الخبر المحفوف بالخوف والألم الكبير لفقد مثل هذه الشخصيه هذا الرجل صديق الوالد -رحمهما الله- وكنت دائما أبحث عنه وازوره لصداقته الحبيبه للوالد ولأنه أديب ولأنه رجل بمعنى الرجوله فقدته الساحة الثقافية فقدته الساحة المعرفية فقدته الساحة الصحفية ليس لأنه فقط يكتب ويقرأ وينشر ولكن لأخلاقه الحسنه ولروحه الطيبه ولصداقته المتينة مع الوالد -رحمه الله - عندما نتحدث عن علي خضران نتحدث موسوعة أدباء الطائف نتحدث عن كتاباته الراقية في الصحافة السعودية نتحدث عنها لمتابع للمشهد الثقافي نتحدث عنه كرجل علم، رجل أدب، رجل فكر، ورجل صداقه رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته. وعزائي الكبير لأخي أبنائه وإخوانه وأصدقائه ومحبيه في الطائف وللساحة الثقافية جميعاً والحمد لله رب العالمين. اهتم بثقافة الطائف إبداعاً ونقداً وشعراً أما د. أحمد قِرّان الزهراني شاعر وأكاديمي، فيقول: كان الأستاذ علي بن خضران القرني أحد أبرز الأسماء الثقافية في الطائف بشكل خاص وفي المملكة بشكل عام حيث عاش في الطائف وواصل تعليمه وعمل في نادي الطائف الأدبي وكتب في العديد من الصحف السعودية، وكتب في النقد والشعر ولعل كتابه «من أدباء الطائف المعاصرين» الذي تحدث فيه عن أدباء الطائف وجمع شعرهم ونثرهم وقصصهم من أهم ما كتب عن الأدباء في الطائف. إلى جانب نشاطه المنبري كان نائبا لرئيس النادي الأدبي وقام بأدوار إدارية وثقافية كبيرة. لقد فقدت الساحة الثقافية السعودية مثقفا بارزا أعطى جل وقته للثقافة والأدب وخدم مثقفي الطائف والمملكة خدمات جليلة إلى جانب ما كان يتحلى به من تواضع جم وخلق رفيع، فرحمة الله عليه. من أوائل الأدباء وعاصر صحافة الأفراد فيما علقت الدكتورة مستورة مسفر العرابي أستاذ فلسفة الأدب والنقد الحديث وتحليل الخطاب قائلة: يعد الأستاذ علي بن خضران القرني من الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي والأدبي والتعليمي في المشهد السعودي حيث اهتم بثقافة الطائف إبداعا ونقدا وشعرا وسردا، ومهتما بالكتابة عن القضايا الإنسانية والكونية وقضايا المرأة والتعليم، وله عدة مؤلفات مطبوعة في جوانب متعددة، كما شغل منصب نائب رئيس أدبي الطائف سابقًا، وعمل في العمل القيادي والإداري والتربوي في إدارة تعليم البنات أكثر من ثلاثين عاما للارتقاء بتعليم المرأة ودعمها في كل المجالات، وكتب المقالة الأدبية والاجتماعية. والثقافية والسياسية والتعليمية في عدد من المجلات والصحف منذ منتصف السبعينيات الهجرية مثل: الندوة، وعكاظ، والمنهل، والبلاد، والجزيرة الثقافية، والمدينة وغيرها، وعُرف بنهجه المعتدل في الكتابة التي ظل يشتغل بها، وحاز على عدة جوائز أدبية وثقافية، وكان له زاوية يكتب فيها بعنوان «خطرات فكر» جمعت فيما بعد في كتاب بعنوان (خطرات فكر في رياض الشعر والنثر) صدر عن نادي الطائف الأدبي 2020م وله كتاب (صور من المجتمع والحياة) وكتاب (أدباء الطائف المعاصرين) وكتاب (أبها في مرآة الشعر المعاصر) وكتاب ( قراءات عابرة ودراسات أدبية) عام 1424 وغيرها، رحمه الله وغفر له. الراحل علي بن خضران القرني رحمه الله د. حسين العارف د. أحمد قران الزهراني د. مستورة العرابي عطا الله الجعيد