عن نادي الطائف الأدبي صدر لنائب رئيس النادي الأستاذ علي بن خضران القرني كتاب جديد بعنوان: قراءات عابرة. وهو كتاب «مقالي» اذا جاز لي التعبير حيث اختار مؤلفه نصوصاً ادبية لأدباء معاصرين في الشعر والقصة وغيرها بحيث يقف وقفات سريعة عند هذه النصوص مضمناً رأيه ومضيئاً جوانب من هذه النصوص. في كتابة مقالية اكثر منها نقدية بالمعنى الحقيقي للنقد. حيث يعترف القرني بأنها لا ترقي لمستوى النقد تواضعاً. وإن كان رأيه واختياره لهذه النصوص هو نقد بحد ذاته! لكني حين تصفحت بعضاً من هذه المقالات وجدتها من ناحية تشبه الكتابة الرصدية التي تقف على ما كتب من اعمال ودراسات تتعلق بما تحدث عنه المؤلف عن النص. ويضمن رصده هذا شيئاً من آرائه التي لا تخلو من شفافية المجاملة احياناً، وعن الاحتفاء بما يصدره الأصدقاء والزملاء. بقي ان اشير الى ان الكتاب صدر في طبعة انيقة من نادي الطائف الأدبي في طبعته الأولى 2003م، في ست وتسعين ومائتي صفحة من القطع الصغير. اما مقالات الكتاب فهي تمتد لمرحلة زمنية كبيرة تقترب من عمر مؤلفها - امد الله في عمره -. وللأستاذ علي القرني ثلاثة مؤلفات سابقة وغيرها تحت الطبع. ويبقى عنوان الكتاب غامضاً ويشي بالتحفز لقراءاته حين نطالع مفردة «قراءات» حيث يتبادر الى الذهن ان دلالة المفردة ستأخذنا الى النقد الأدبي، لكنها تقف بنا عند مقالات صحفية. وإن كانت هذه الملاحظة على العنوان لا تغمط المؤلف ولا مؤلفه حقاً. وهو صاحب خبرة طويلة في الكتابة وفي ممارسة التذوق الأدبي. ولم يتغير اسلوب الأستاذ علي القرني كثيراً عن اسلوبه في كتابة مؤلفاته السابقة من حيث الرد والتذوق الأدبي والإلتزام الأدبي والمعرفي الذي عرف به وكم كنت اتمنى لو اصدر الأستاذ علي خضران القرني الجزء الثاني من موسوعة «من ادباء الطائف المعاصرين» حيث مر على اصدار الجزء الأول خمسة عشر عاماً. شهدت فيها الطائف ولادة جيل جديد من الأدباء يعرفهم القرني جيداً بحكم عمله في ادارة نادي الطائف الأدبي. لا سيما وهو متفرغ الآن للمطالعة والكتابة.