أديب قدم لما يزيد عن نصف قرن خدمات جلية واضحة للادب والثقافة , ولايزال يشع حيوية ويتدفق ابداع , الأستاذ الأديب علي بن خضران القرني تحدث عن سيرته في خدمة وطنه في مجالات الأدب والثقافي والعملي في هذا الحوار : *كيف تقدم نفسك للقارئ ؟ -علي خضران القرني : مواطن بسيط بذل ردحاً من حياته ولازال في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه في اطار مسارات الحياة ومناحيها المتعددة منها التعليمي ومنها الاجتماعي ومنها الثقافي والأدبي وسيظل على ذلك النهج راجياً أن يكون قد وفق فيه ولو نسبياً . *حدثنا عن سيرتك الأدبية والثقافية ؟ -مسيرتي الأدبية والثقافية الطويلة المتواضعة بدأت في منتصف السبعينيات الهجرية واستمرت بفضل الله حتى يومنا هذا مارست خلالها كتابة القصة وكتبت مئات القصائد في مختلف الأغراض الشعرية كما مارست كتابة الدراسة الأدبية والمقالة الاجتماعية في كافة صحفنا ومجلاتنا سابقاً ولاحقاً، وتتلمذت في بداياتي على يدي أساتذة كبار في أخلاقهم ونبلهم ومعينهم الأدبي فأستفدت من نصحهم وتوجيههم وتشجيعهم كثيراً ولدي منهم مخاطبات ومكاتبات واشادات بخطوط أيديهم لازلت احتفظ بها وهي محل اعتزاز كبير لي ومنهم على سبيل المثال الأديب عبدالقدوس الأنصاري والأديب أحمد السباعي والأديب أحمد بن عبدالغفور عطار والأديب محمد حسن عواد والأخوة آل حافظ وغيرهم مما لايتسع المجال لذكرهم رحمهم الله جميعا ً . * تنقلت بين الكتابة للصحف والمجلات والشعر والنقد .. أين وجدت نفسك بين هذه المجالات الأدبية ؟ * نتاجي الأدبي سواءا كان قصة أو شعراً أو مقالة أودراسة وجد طريقه للنشر في مختلف صحفنا ومجلاتنا قديماً وحديثاً ،حيث كان النتاج الأدبي والثقافي لأي كاتب يجد الاهتمام من القائمين على أوعية النشر المختلفة إذا كان يستحق ذلك ويتسم بالأصالة والإبداع ، بعيداً عن مانراه اليوم للأسف من سيطرة الشللية والأحزاب والعلاقات والمصالح الخاصة التي تهيمن على بعض صحفنا ومجلاتنا اليوم . أما مؤلفاتي الأدبية والثقافية فمنها :كتاب(صور من المجتمع والحياة) عام 1391 ه ، وكذلك مختارات شعرية تحت عنوان (أبها في مرآة الشعر المعاصر) 1410ه ، وموسوعة (من أدباء الطائف المعاصرين ) طبعة أولى عام 1410ه وطبعة ثانية عام 1432ه وكتاب نقدي بعنوان (قراءات عابرة)1420ه وكتاب ( خطرات فكر عام 1435) ه ،وكتاب نقدي بعنوان (قراءة في الدواوين الشعرية للشاعر سعد الغامدي ) عام 1437ه ،ولي تحت الاعداد مجموعة من المؤلفات الأدبية. وقد حظي بعض نتاجي الأدبي بالدراسة والنقد في عدة مؤلفات ودراسات منها كتاب العناصر البيئية في الفن القصصي فى المملكة العربية السعودية لد. طلعت صبح السيد ، والقصة القصيرة في المملكة العربية السعودية بين الرومانسية والواقعية ل د.طلعت صبح ، و القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية ل د. محمد صالح الشنطي ، وتٌرجم لسيرتي ولنماذج من أعمالي في عدة موسوعات وتراجم أدبية وثقافية سعودية منها كتاب الأدباء السعوديون اصدار ونشر نادي المدينهالمنوره من اعداد أحمد سعيد بن سالم، ودليل الكتاب والكاتبات اصدار الجمعيه السعوديه للثقافة والفنون ، وبيلوجرافيا الكتاب السعوديون اعداد خالد اليوسف وخزيمه العطاس . *موسوعة أدباء الطائف.. ماذا يعني لك هذا المعجم .. وهل هناك فكرة لتطويره ؟ أصل فكرة هذه الموسوعة مشاركتي ببحث بعنوان( تعريفات وجيزة بأدباء شباب الطائف) عام 1388ه بمجلة المنهل شاركت به في العدد السنوي الممتاز بطلب من رئيس تحريرها آنذاك الأديب الراحل عبد القدوس الأنصاري رحمه الله ، وبعد مضي عدة سنوات وملاحظتي ازدهار الحركة الأدبية بالطائف المأنوس استحسنت اخراج موسوعة مصغرة تشتمل على تراجم لأدباء الطائف مع نصوص من أعمالهم الأدبية وخرجت الطبعة الأولى من الموسوعة عام 1410ه محققة أهدافاً من أهمها الإسهام في النهضة الأدبية التي تعيشها بلادنا، وتوفير مرجع أدبي لايستغنى عنه في مجاله حاضراً أومستقبلا، كما ألقت الضوء على كوكبة من الأدباء والأديبات بالطائف ونماذج لإبداعاتهم ، وبعد مرور مايقرب من (20) سنة من صدور الطبعة الأولى ونفاذها وزيادة الطلب عليها ورغبة في الترجمة لجيل جديد من الأدباء والأديبات الذين ظهروا بالطائف رأيت انجاز طبعة ثانية مزيدة ومنقحة ومطورة عن سابقتها وعملت على ذلك ولست بصدد الحديث عن الجهد الذي بذل لإخراجها خدمة للطائف وأدباءها وأديباتها ،وماهي إلا فترة والطبعة الثانية قد اكتملت ولله الحمد. *مشوارك مع النادي الأدبي بالطائف..كيف تراه ؟ * مسيرتي مع نادي الطائف الأدبي طويلة والحديث عنها ذو شجون وقدل ايتسع المجال للاسترسال هنا ولكن حسبنا من القلادة مايحيط بالعنق ، وقد بدأت المسيرة منذ مرحلة التأسيس إلى عضوية مجلس الإدارة لسنوات طويلة كلفت خلالها نائبا للرئيس ، وقد حاولت أنا وزملائي في النادي خدمة الثقافة والأدب في الطائف قدر استطاعتنا في ظل الامكانات المتاحة لنا آنذاك من الناحية المالية والنظامية ، ونحسب أننا اجتهدنا وحققنا جزء مما نصبوا إليه ونتمناه . *هل ترى أن الأندية الأدبية قدمت رسالتها للمثقف وخاصة المثقف الشاب؟ * سؤالكم هام حول أداء الأندية الأدبية لرسالتها للمثقفين وخاصة الشباب وأرى شخصيا أن الأندية الأدبية خلال مسيرتها الطويلة منذ كانت تحت ادارة الرئاسة العامة رعاية الشباب وصولاً إلى انتقال تبعيتها إلى وزارة الثقافة والإعلام حالياً قد بذلت جهوداً كبيرة في انجاز رسالتها وخدمة الثقافة والأدب لجميع شرائح المجتمع . *خلال لقاء وزير الإعلام بالمثقفين تحدث عن محاور كثيرة منها تكريم المثقفين قبل موتهم وصندوق للأدباء وتطوير الأندية الأدبية ... ماتعليقك ؟ -الحقيقة أننا استبشرنا جميعا بتعيين معالي الدكتور عواد العواد وزيراً للثقافة والاعلام وقد تابعت شخصياً محاور لقاءه بالمثقفين والأدباء وسرني سعة صدره وتفهمه لاحتياجات وآمال أرباب الفكر والأدب والثقافة وماوعد به من دراسة لمطالبهم كصندوق الأدباء وأهميته الكبيرة لخدمة الأدباء والكتاب في حال تعرضهم لعجز أو مرض أو ظروف حياتية أومهنية ،كماأن تكريم الأدباء قبل وفاتهم خصلة حسنة وقد بدأ تنفيذها ، وكذلك تطوير الأندية الأدبية فقد سمعنا بتكوين لجنة حالياً لدراسة لائحتها وتطويرها بمايتوافق مع تطلعات الأدباء ويخدم الثقافة وأملنا كبير . *كيف ترى الحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة ؟ -الحراك الثقافي الذي تعيشه بلادنا حالياً هو نتاج لمراحل متعددة مرت ببلانا سابقا وأخذ في النضوج شيئاً فشيئاً عبر سنوات طويلة ومابذلته الدولة أيدها ممثلة بمختلف الجهات التي اهتمت بالشأن الثقافي بدءاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي اشرفت على الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون لفترة من الزمن ثم وزارة الثقافة والإعلام التي آلت إليها تبعية هذه المؤسسات الثقافية اضافة إلى الجهات الأخرى كالجامعات التي اهتمت بهواة الأدب من طلابها ورعت مواهبهم الثقافية وكذلك الصحف والمجلات التي استكتبت ودعمت نشر النتاج الأدبي على صفحاتها إلى غير ذلك من القنوات الاعلامية المقرؤة والمرئية والمسموعة اضافة إلى جهود الكتاب والأدباء والمثقفين أنفسهم ونتاجهم ،كل هذه العوامل والجهات تضافرت عبر مراحل متعددة مرت بها بلادنا وأثمر بمانراه ونلمسه اليوم من حراك ثقافي وأدبي وصل مرحلة النضوج والابداع والتميز وتجاوز حدودنا ووصل الى جميع أصقاع العالم . *تزخر المملكة بالكثير من الشعراء والكتاب الشباب .. ماذا تقول لهم وتنصحهم لتطوير آلياتهم الأدبية ؟ -نصيحتي لأبنائي وبناتي الشباب من شداة الأدب وهواته أن لايستعجلوا الشهرة والظهور ويركزوا على الاطلاع والقراءة المستمرة في المراجع الأصيلة في مختلف فروع الأدب خاصة تلك التي تنمي مداركهم وتذكي مواهبهم والاستمرار على ذلك حتى يكوّنوا ملكة وأسلوبا خاصا بهم يستخلصونه من كثرة قراءاتهم ومحاكاتهم لمراجع الأدب القديمة والحديثة والصبر على ذلك مع بذل الجهد وأناعلى ثقة أنهم سيحققون ما يصبون إليه بإذن الله . *كلمة أخيرة تود قولها ؟ -كلمتي الأخيرة تتمثل في شكري الجزيل وامتناني الكبير لصحيفة الرياض والقسم الثقافي بها الذي أتاح لي الفرصة للحديث ولاغرابة في ذلك فصحيفة الرياض منبر اعلامي ثقافي شامخ نفخر به جميعا . على خضران