تتجادل الأممالمتحدة وإسرائيل حول من سيملأ الفراغ إذا توقفت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن العمل في قطاع غزةوالضفة الغربية في وقت لاحق من هذا الشهر حين يُطبق قانون إسرائيلي. وما زالت الأونروا تعمل في الأراضي الفلسطينية، لكن المستقبل مجهول أمام الوكالة التي يبلغ عمرها نحو 75 عاما حين يدخل القانون الذي يحظر عملها في الأراضي الإسرائيلية واتصالها بالسلطات الإسرائيلية حيز التنفيذ. ومنذ إقرار القانون الخاص بالأونروا في أواخر أكتوبر تشرين الأول، تتبادل الأممالمتحدة وإسرائيل الرسائل. وبعد فترة وجيزة، أبلغت الأممالمتحدة إسرائيل أنه ليس من مسؤولية المنظمة الدولية طرح بديل للأونروا في الأراضي الفلسطينية - غزةوالضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية. وفي رسالة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، قال الأمين العام أنطونيو جوتيريش إنه إذا أُجبرت الأونروا على التوقف عن العمل، فسيتعين على إسرائيل "ضمان توفير مجموعة الخدمات والمساعدات التي كانت تقدمها الأونروا" بما يتوافق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي. وكتب جوتيريش أن وكالات الأممالمتحدة الأخرى مستعدة لمواصلة تقديم الخدمات والمساعدة للفلسطينيين بقدر ما تستطيع، لكن هذا "لا ينبغي النظر إليه على أنه إعفاء لإسرائيل من التزاماتها". وتعتبر الأممالمتحدةغزةوالضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية، أراضي تحتلها إسرائيل. ويلزم القانون الدولي القوة المحتلة الموافقة على برامج الإغاثة وتسهيلها وضمان توفير الغذاء والرعاية الطبية ومعايير النظافة والصحة العامة. وفي رسالة إلى المنظمة الدولية في 18 ديسمبر، قال سفير إسرائيل في الأممالمتحدة داني دانون إن التشريع الجديد "لا يقوض بأي حال التزام إسرائيل الراسخ بالقانون الدولي". ورفض أيضا مطالبة الأممالمتحدة بأن تتحمل إسرائيل مسؤولية سد أي فراغ قد تتركه الأونروا. وكتب يقول إن إسرائيل لا تمارس سيطرة فعلية على غزة ومن ثم فهي ليست قوة احتلال، وإن قانون الاحتلال العسكري لا ينطبق أيضا. وقال إنه "لا يتعين إغفال" مسؤولية السلطة الفلسطينية عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية.وقال دانون "في القدس، من حق جميع السكان الحصول على الخدمات الحكومية والبلدية بموجب القانون الإسرائيلي"، ويشمل ذلك خدمات الصحة والتعليم. وضمت إسرائيل القدسالشرقية في خطوة غير معترف بها دوليا. الصحة والتعليم في خطر لطالما انتقدت إسرائيل الأونروا. وتقول إن موظفين في الأونروا شاركوا في هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين 2023. وقالت الأممالمتحدة إن تسعة من موظفي الأونروا ربما شاركوا وتم فصلهم. وتبين أن أحد قادة حماس في لبنان قتلته إسرائيل في سبتمبر أيلول كان يعمل في الأونروا. وقالت الولاياتالمتحدة إنه يتعين على حليفتها إسرائيل أن تضمن ألا يعيق القانون الجديد توصيل المساعدات وتقديم الخدمات الحيوية، ومنها تلك التي تقدمها الأونروا، في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية منذ الحرب بين إسرائيل وحماس. لكنها أثارت أيضا تساؤلات حول التخطيط للطوارئ الذي وضعته الأممالمتحدة. وقال مسؤول أمريكي إن مسؤولين من وزارة الخارجية اجتمعوا هذا الأسبوع مع الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب الذي يتولى منصبه في 20 يناير كانون الثاني، وأثاروا مخاوف عن احتمال تفاقم الأزمة في غزة بمجرد تنفيذ القانون الإسرائيلي. وتقدم الأونروا التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في غزةوالضفة الغربيةوالقدسالشرقية ولفلسطينيين في دول عربية مجاورة مثل سورياولبنان والأردن. وقال جوتيريش إنه لا يمكن الاستعاضة عن الأونروا في الدور الفريد الذي تضطلع به. ويقول مسؤولون في الأممالمتحدة إن الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية التي تقدمها الأونروا في الأراضي الفلسطينية ستكون الأشد تضررا من غيرها لأن الوكالات الأخرى لا تستطيع أن تضاهي قدرتها على تقديم مثل هذه المساعدة.وجادل دانون بأنه "ليس من المستحيل بالمرة إحلال بديل للأونروا يمتلك خطط إغاثة توفر المساعدات الأساسية الكافية للمدنيين الفلسطينيين". وأشار إلى عملية المساعدة في غزة التي قال إن وكالات آخرى للأمم المتحدة جاهزة لتوفير الدعم اللازم "كما تفعل في أماكن أخرى من العالم".ومن بين الوكالات الأخرى العاملة في غزةوالضفة الغربية منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي. لكن مسؤولين بارزين في الأممالمتحدة ومجلس الأمن يصفون الأونروا بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات الإنسانية الحالية في غزة. وتقول إسرائيل إن 1200 شخص قتلوا واقتيد نحو 250 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 بقيادة حماس على جنوب إسرائيل. وشنت إسرائيل حملتها على العسكرية على غزة بعد الهجوم. وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الحرب في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص حتى الآن فضلا عن تحويل مساحات واسعة من القطاع إلى أطلال ونزوح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مرات متعددة. ويحذر خبراء الأغذية من مجاعة وشيكة. الأونروا في خطر