مر. عام مر. هذا هو اليوم الأخير فيه، أغمض عيني وأفكر، ماذا عشت فيه، تمر الصور كثيرة وكثيفة، عشت، برغم النسيان الذي يصيبني، والذي جعلني أرد على صحفية تسألني عن مشاركاتي الدولية بلا يوجد، وذكرتني هي أنني شاركت في معرض الكتاب بتونس. معرض فني ثنائي مع الفنان عبدالله إدريس أكبر إنجازاتي هذا العام. رحلة إلى ماليزيا أتفقد الباقي من عائلتنا هناك، أتتبع خطى المهاجر الأول من بلاد الحجاز في أواخر القرن التاسع عشر، أجمع مادة الكتاب الذي أؤجله باستمرار. كم هو صعب أن تكتب عن عائلتك. سأحتفي في آخر يوم في السنة بمقالاتي هنا، بيتي، جريدة الرياض. في 2024 سأختصر ما كتبت خلال العام. سيكون الأمر أصعب مما توقعت، وجدت في الموقع نصف مقالات السنة، محذوفة مقالات العام الماضي ونصف مقالات هذا العام. لا بأس. سأعود إلى أرشيف الصور. كتبت عن أربع أفلام سينمائية، التونسي بنات ألفة، واليمني المرهقون، والفرنسي تشريح سقوط وأخيراً السعودي صيفي. يبدو أن السينما الهوليودية لم تجذبني بتاتاً هذا العام. كتبت عن عمل تلفزيوني واحد لأنه مرتبط بالشعر والشعراء، هو المعلقة 45. عن قضايا سينمائية تتمحور حول الكتابة والرواية والسينما ورؤية المخرج، كتبت عن مهرجان أفلام السعودية وعن مهرجان البحر الأحمر، هذا فيما يختص بالسينما والدراما. في الفن التشكيلي كتبت عن معرض لوحة في كل بيت الذي يقام سنوياً في أتيليه جدة، وعن فرحتي بإنشاء كلية فنون في جامعة الملك سعود، عن مركز سدرة وعن المعارض الفنية في جدة البلد. عن معرض سارة العبدلي حيث تنمو العشار، عن الفن الحديث والفن المعاصر والفرق بينهما وهل يجب أن ينتصر أحدهما على الآخر. عن معرضي الثنائي في أتيليه جدة، وعن معرض محمد عبدالمنعم في ضي الزمالك في القاهرة. ودورة نحت الخيل. في الموسيقى كتبت عن الأغنيات بكل ما تعنيه لي. عن أماكن إقامة الحفلات الموسيقية، وعن ليلة عبدالوهاب. وعن افتقاد الشعر في الأغاني الحديثة. كتبت في مواضيع ثقافية عامة، مثل الإقامة الفنية، فن الأزياء في كأس السعودية، يومياتي الثقافية، أين نبحث عن الجمال، الفن في رمضان والعيد، أصدقاء النشاطات الثقافية، والصداقة بين الفنانين. في الشعر كتبت عن بدر بن عبدالمحسن، وعلم العروض. في الكتابة وهمومها كتبت الكثير. في الكتب كتبت عن الطغرى وياله من يوم هائل. كتبت عن الكتاب الذين التقيتهم في روما، والقصور التي زرتها في إسبانيا وعن مكتبة الإسكندرية. اختصار شديد لمقالاتي في جريدة الرياض التي أفخر بأني أكتب فيها. أمنياتي أن تكون مقالات العام المقبل أجمل وأكثر ثراء.