أعلن مهرجان الجونة السينمائي الذي تفتتح دورته الأولى مساء غد، منح «جائزة الإنجاز الإبداعي» للناقد السينمائي اللبناني الزميل إبراهيم العريس الذي يتسلم الجائزة خلال حفلة الافتتاح بحضور نخبة من النقاد والسينمائيين العرب والعالميين. يأتي ذلك في إطار احتفاء الدورة الأولى من مهرجان الجونة بأشخاص تميزوا في شتى المجالات السينمائية، ويشمل التكريم الممثل عادل إمام، والممثل الأميركي فوريست ويتيكر الذي سيتسلم جائزته في اختتام المهرجان في 29 الجاري. وكانت إدارة المهرجان كانت قد قررت تكريم ثلاث شخصيات سينمائية إحداها شخصية مصرية والثانية عربية والثالثة دولية خلال الدورة الأولى للمهرجان، وهي شخصيات أثْرت المشهد السينمائي. وعن اختيار العريس للجائزة هذه السنة، قال مدير المهرجان انتشال التميمي: «يشرّفنا أن تكون جائزة الإنجاز الإبداعي من نصيب الناقد اللبناني القدير إبراهيم العريس الذي يُعتبر قامة سينمائية كبيرة، ساهمت في ترسيخ مكانة السينما العربية في المحافل الدولية، سواء من خلال مقالاته النقدية المتميزة أو دوره الثقافي البارز. وقررنا تكريمه اعترافاً بإنجازاته الكبيرة التي خدمت صناعة السينما العربية على مدار أكثر من 50 سنة». وأضاف التميمي أن «تكريم إبراهيم العريس يعد تكريماً لجيل من النقاد والسينمائيين الرواد في العالم العربي، إذ تحضرنا أسماء كل من النقاد سمير فريد، وخميس الخياطي، وعدنان مدانات، وسامي السلاموني، وغسان عبدالخالق، ومصطفى المسناوي، وسمير نصري، وقصيّ صالح الدرويش، وعلي أبو شادي، وكمال رمزي، ونور الدين صايل». وأوضح أن «كل من تابع كتابات العريس يشهد أنها تجاوزت حدود النقد السينمائي لتنتقل إلى آفاق أوسع، وهو ما يظهر جلياً في كثير من كتبه ودراساته ومحاوراته». فالعريس لا يكتب في مجال السينما فقط، وإنما امتدت مساهماته إلى مجالات ثقافية، واجتماعية، وفكرية، وسياسية مختلفة، فكان مثالاً صارخاً وبارزاً للمثقف المتميز. وفي شهاداته التي قدمها عبر برامج تلفزيونية وإذاعية قال العريس: «منذ طفولتي عشت في جو فني وأدبي. ولأنني سافرت كثيراً وعشت في الخارج اطلعت على فنون وثقافات عالمية عبر مشاهدة الأفلام وقراءة الكتب، فتراكمت لديّ حصيلة حول كيفية استساغة شعوب العالم للفنون عموماً». وأضاف: «في النظريات العلمية يقال إنه لا يضاف للكون شيء ولا ينقص منه شيء، لكن الإنسان استطاع أن يضيف الكثير والكثير لهذا الكون عبر ألف عام»، معبراً عن سعادته لدى تلقيه خبر حصوله على جائزة «الإنجاز الإبداعي» من مهرجان الجونة في دورته الأولى، بقوله: «إنه لشرف كبير أن أحظى بهذا التكريم من مهرجان أرى أنه سيشكل نقطة تحول في المنطقة العربية تجاه السينما كتعبير عن الحداثة، وانعكاساً لدور مصر المحوري في العالم العربي». يُذكر أن العريس باحث في التاريخ الثقافي، وكاتب صحافي، وناقد سينمائي، ومترجم، ولد في بيروت ودرس الإخراج السينمائي في روما، والسيناريو والنقد في لندن، ويعمل في الصحافة منذ 1970، ويرأس حالياً القسم السينمائي في جريدة «الحياة»، ويكتب زاوية يومية حول التراث الإنساني وتاريخ الثقافة العالمية. ترجم نحو 40 كتاباً ودراسة عن الفرنسية، والإنكليزية، والإيطالية في السينما، والفلسفة، والاقتصاد، والنقد، والتاريخ. ومن أهم مؤلفاته: «رحلة في السينما العربية»، «مارتن سكورسيزي: سيرة سينمائية»، «يوسف شاهين: نظرة الطفل وقبضة المتمرد»، «السينما التاريخ والعالم»، «السينما العربية: تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي»، «سينما الإنسان: قراءة في حياة وأعمال عدد من المخرجين»، وأخيراً موسوعة «السينما والمجتمع في الوطن العربي» التي صدر جزءاها الأول والثاني عن «مركز دراسات الوحدة العربية» في بيروت، ويجري الاستعداد حالياً لإصدار الجزء الثالث والأخير منها.