نظم معرض الرياض الدولي للكتاب ورشة عمل بعنوان "الرواية والسينما" قدمها الكاتب والناقد السينمائي طارق الخواجي، بإدارة أحمد العسيلان. وأكد فيها الخواجي على أن العلاقة بين الأدب والسينما علاقة قديمة ومعقدة يحكمها التقارب والتنافر ويتعاقب فيها النجاح والفشل، "حيث تشكلت تلك العلاقة في ظواهر عدة منها: التأثر والتأثير، والتفاعل وتبادل الخبرات، والأفكار والمناهج،" مشيراً إلى أن المقولة الهوليوودية الشهيرة "كثير من الكتب السيئة تصنع أفلاماً رائعة، ولكن أغلب الكتب الرائعة تصنع أفلاماً سيئة" أصبحت حقيقة في عالم الرواية والسينما. وقال الخواجي: إن السينما قامت في بدايتها على أنها وسيلة تعبير للكاتب، ثم تحولت إلى وسيلة تعبير للمخرج، مشيراً إلى أن الرواية تعبر عن ذاتها بالكلمة، أما السينما تتخذ الصورة وسيلة للتعبير. موضحاً أن العلاقة بين الروائي والسينمائي علاقة مزدوجة وغريبة ومشكّلة، فالسينمائي يفتخر باطلاعه على الروايات والقصص القصيرة، بينما ينأى معظم الروائيين عن اهتمامهم بالسينما بشكل واضح وصريح. لافتاً إلى أن النص السينمائي يفقد كثيراً من خصائص النص الروائي والمسرحي، "لذلك لا توفر النصوص السينمائية قراءة ممتعة كونها خريطة للإنتاج". وأضاف الخواجي: أن الفيلم السينمائي في شكله العام يستمد عناصره من الفنون الأخرى "فمن التشكيل يحصل على عناصر التأثير البصري للصورة، ومن الموسيقى إحساس الانسجام والإيقاع، ومن الأدب إمكانية التعامل مع المواضيع الحياتية المختلفة، ويستمد من المسرح فن التمثيل، لكنه في الأخير هو الفن السابع الذي أصبح مستقلاً بذاته". كما فصل بين منهجي الكتابة السينمائية المكتوب خصيصاً والمكتوب اقتباساً، والتي لا يعني أن أحدهما هو أفضل من الآخر "فما يكتب بالشكل السينمائي ما هو إلا ترجمات لمخيلة خصبة وإبداعات ذاتية، أما الاقتباسات وكل ما يلحقها من عناء وجهد كبيرين في التحويل لإعادة تقديمها بشكل مصور في حيز جديد ضمن الشروط السينمائية هو أيضاً ناتج عن الإبداع الفكري، كما أن فن السينما يرفع الحدود ويتجاوز الحواجز بين فني الكتابة"، مشيراً إلى أن الفيلم يسيطر على الزمن والشكل معاً.