مع بدء العد التنازلي لانتهاء عام 2024 واستقبال العام الجديد، نقف في محطة فاصلة بين الماضي والمستقبل، حاملين بين أيدينا ذكرياتنا، نجاحاتنا، إخفاقاتنا، وأحلامنا التي لم تتحقق بعد، إنها لحظة تستدعي منا جميعًا أن نتوقف قليلًا لنتأمل العام الذي مضى، ونستمد منه الدروس والعبر، ونُجدّد العزم والإصرار على مواجهة التحديات والفرص المقبل. ربما واجه الشباب الذين يمثلون الطاقة المحركة للمجتمع، وحاملي مشاعل التغيير؛ تحديات أثقلت كاهلهم أو أحلامًا بدت مستحيلة التحقق، ومن المؤكد بالمقابل أن ثمة من لامست نجاحاته حدود السماء، لكن بكل الأحوال على الشباب أن يدركوا أن التحديات ليست سوى دروس تهدف إلى تقوية إرادتهم، وصقل شخصياتهم، وتعزيز قدرتهم على التكيف. من هنا، علينا أن نتأمل الإنجازات التي تحققت عام 2024 وما المؤجل منها، وما الأخطاء التي يمكننا التعلم منها. فالأعوام ليست مجرد أرقام على التقويم، بل تجارب تُضاف إلى رحلتنا في الحياة وكل فشل هو خطوة نحو النجاح إذا نظرنا إليه بعين التفاؤل. ولعل من أبرز العبر المستخلصة من عامنا المنصرم الإصرار والمثابرة؛ فالحياة مليئة بالتحديات، لكن الذين يصرون على التقدم رغم المصاعب هم الذين يحققون التغيير، وتبقى القيم والأخلاق، والعمل الجاد، والاحترام، أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك مهما تبدلت الظروف. وعلينا إدراك قيمة الوقت كنعمة فالأيام تمضي بسرعة، لذلك استغلوا كل لحظة لتحقيق ما يصبو إليه طموحكم، فالعمر لا ينتظر المترددين. ومع بزوغ فجر العام الجديد، لنتذكر أن الحياة مليئة بالفرص التي تنتظر من يقتنصها. لنضع خططًا واضحة وأهدافًا محددة، ونكن واثقين أن المستقبل يحمل في طياته الكثير من الخير. وللشباب أقول؛ استثمروا في أنفسكم لأن العلم والتطوير الذاتي هما مفتاحا النجاح في عالم يتغير بسرعة، وشاركوا في بناء المجتمع فالعمل التطوعي والمبادرات الاجتماعية سبيل لترك بصمة إيجابية. ولا تنسوا أن تمسكوا بالأمل مهما اشتدت العواصف، وتذكروا أن الشمس تشرق دائمًا من جديد. إن توديع عام واستقبال آخر ليس مجرد احتفال، بل هو دعوة للتأمل والعمل، وبداية لصفحة جديدة تُكتب بأيدينا. فلنجعل من العام الجديد فرصة لتجديد العزيمة، وتحقيق الأهداف، وبناء مستقبل يليق بطموحاتنا. عام سعيد ومليء بالإنجازات لكل شاب وشابة في هذا الوطن الغالي.