جذور بعض أحلامنا منذ الطفولة، تبقى معنا أعواماً طويلة إلى أن تصبح جزءاً من حياتنا وأجسادنا وعقولنا، تشغل تفكيرنا فنسلك السبل للوصول إليها. قد لا تتحقق أبداً أحلام بعضنا؛ تبقى حلماً في داخله وتعيش حلماً وتزول حلماً، لم يصل إليها رغم جهوده وكمية دموعه وساعات خيالاته المرسومة في أحاديثه، فمن استسلم للإحباط حين لم يحقق حلمه؛ سيضع أمامه صخرة تفتت مشاعره وتغلق أبواب الدنيا حوله فتحوله إلى عالم الاكتئاب. من الجيد أن نحلم ونبذل جهداً لتحقيق أحلامنا، لكن يجب أن نستعد أيضاً لقبول حقيقة: أن بعض الأحلام قد لا تتحقق، فيجب أن نتعلم كيف نتعامل مع الفشل ونستخدمه كوقود للنمو والتطور، بتحويل خيبات الأمل إلى فرص لاكتشاف أنفسنا بطرق جديدة ترسم لنا أهدافاً أخرى. وما أريد قوله في هذه العجالة؛ إن الفشل في تحقيق أحلامنا ليس أمراً مفاجئاً، خصوصاً وأن الحياة مليئة بالتحديات والعقبات والقيود الخارجة عن إرادتنا، فكل تجربة فاشلة تحمل لنا دروساً في الصمود والتحمل والإصرار، ولربما تجربة واحدة فاشلة تفتح آفاقاً لمجالات أخرى بأحلام جديدة أكثر توافقاً مع مسارنا الحالي وقدراتنا. الحياة لا تنتهي بالفشل، إنما تستمر بالتحديات والفرص الجديدة، فلنحافظ على أحلامنا ولنعمل بجد وتصميم لتحقيقها، ولنكن مستعدين لتغيير الاتجاه وتكييفها مع كل الظروف التي تعترضنا. علينا أن نتذكر؛ أن الحياة ليست مجرد تحقيق أحلام، بل هي رحلة مليئة بالتجارب والتحديات والنجاحات والفشل، إنها فرصة لنمونا الشخصي وتطويرنا، والفشل في تحقيق بعض أحلامنا جزء من هذه الرحلة.