"البيئة": المملكة تحتفي بيوم مبادرة السعودية الخضراء بإنجازات طموحة ترسم ملامح مستقبل أخضر مستدام    التعادل الإيجابي يحسم ودية الفتح والقادسية في الخبر    أمانة القصيم : 23 ألف جولة رقابية في رمضان    19 ناديا سعوديا ممنوعة من التسجيل في فترة الانتقالات الصيفية    مركز الملك سلمان للإغاثة يتيح إمكانية إخراج زكاة الفطر عبر منصة "ساهم" إلى مستحقيها في اليمن والصومال    " حفاوة ضيوف الرحمن" يخدم 70 ألف معتمر بمنطقة الحرم المكي    "مستشفيات المانع" تُطلق أكثر من 40 حملة تثقيفيةً صحيةً خلال شهر رمضان المبارك لتوعية المرضى والزوار    هيئة العقار: الاثنين المقبل موعد انتهاء مدة تسجيل العقارات ل4 أحياء بالمدينة المنورة    المحكمة العليا تدعو إلى تحري رؤية هلال شهر شوال مساء يوم السبت ال29 من شهر رمضان لهذا العام 1446ه    وزير الصحة يزور مستشفى باشراحيل    حرائق كوريا الجنوبية ..الأضخم على الإطلاق في تاريخ البلاد    الذهب يرتفع مع تزايد المخاوف بشأن خطط الرسوم الجمركية المتبادلة    رئيس الحكومة المغربية يُغادر جدة    منظمة التعاون الإسلامي تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية    أوقفوا طلاق المشاهير    من دون رافينيا وأراوخو.. برشلونة يواجه أوساسونا في لقاء مؤجل    (البلاد) تسلط الضوء.. أسعار تذاكر المباريات.. بين مصالح الأندية ومعاناة الجماهير    جولة الديربيات تشعل عودة دوري روشن    إفطار باعبدالله يجمع رجال المجتمع    الإدارة الذاتية الكردية تنفي الاتفاق مع دمشق لتسليم آبار النفط    العقيلي رئيسا لنادي المنجزين العرب    مأدبة سحور في مجلس عائلة الأربش    «تنمية خليص» تكرم الكشفي والمخترع سقطي    بحضور قناصل ورجال أعمال.. إفطار الناقور بالأهازيج الرمضانية    العراقيون في الخارج غير مشمولين بالتصويت الانتخابي    سوزان تستكمل مجلدها الثاني «أطياف الحرمين»    مأدبة إفطار في بيت العمدة غيث    الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام السعودي    سوق الأسهم تعزز مكاسبها    نائب أمير مكة يطلع على خطط إدارة الحشود والجاهزية لحج 1446ه    إحياء الموائد الرمضانية في أملج    منصة لتطوير الرعاية وفق احتياجات السكان.. الجلاجل: تعزيز الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن    السفارة السعودية في موريتانيا تفطّر الصائمين السودانيين على حدود مالي    سفرة إفطار في منزل البرديني    تحدٍ يصيب روسياً بفشل كلوي    امتنان أميركي لولي العهد على رعايته استضافة المحادثات الروسية - الأوكرانية    إطلاق مبادرة "سند الأبطال" لدعم المصابين وذوي الشهداء    35 مليون ريال تدخل خزانة الهلال في مونديال الأندية    " بارنز .. راعياً رئيسياً لمبادرة إفطار الصائمين "    مصادر تؤكد: الهلال لم يفاوض لاجامي    الخليج يستعد لشباب دبي    ثمانية أعوام من الإنجاز والعطاء في ظل رؤية سمو ولي العهد    زخم المشاريع العملاقة يرفع الطلب على الأسمنت    ثقة العالم    مطبخ صحي للوقاية من السرطان    المستشار، ابن دحباش يُكمل بناء جامع الفرعة    حملة تثقيفية للمحسن الصغير    أنامل وطنية تبهر زوار جدة التاريخية    حليب الإبل إرث الأجداد وخيار الصائمين    انقاذ حياة رضيع يمني في مركز القلب بالقصيم    توصيل الطعام في رمضان فوضى وغياب تنسيق    خادم الحرمين يوافق على تسمية مستشفى شمال بريدة باسم «مستشفى الملك سلمان»    عهد ووعد ووفاء    ساحة العدل.. قلب الرياض النابض    زعيم الشرق الأوسط    ذكرى واستذكار الأساليب القيادية الملهمة    محمد بن سلمان.. سنوات من التحول والتمكين    بيعة تصنع التاريخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرب وضرورة الاستفاقة
نشر في الرياض يوم 26 - 12 - 2024

من البدهي والمعروف أن الإرهاب -بكافة أشكاله وصُوره- ألدّ أعداء الإنسانية؛ فهو المُقوّض لأمن الدول والشعوب، ومن خلاله تتمزّق المجتمعات، وتغدو الأوطان ساحاتِ عُنف واقتتال، ومن هنا أجمع العالم بأسره على أنه خطر محدق ومهدّد للسلام والأمان المجتمعي، وعدوّ سافِر للتنمية، ولكل حياة كريمة.
وإزاء هذا الخطر، واستشعاراً لضرورة دحره؛ فقد اتّفقت الدول قاطبة على أنّ هذا الإرهاب لم يعُد مجرد ظاهرة عابرة أو حدثاً عارضاً، وإنما معضلة حقيقية مؤرّقة أنبتتها وَرَعَتْهَا أيديولوجيات متطرفة وحسابات سياسية خاطئة.
ولأن ظاهرة الإرهاب، والفكر المتطرف، ليسا بجديدين على العالم؛ فقد تنادى الفلاسفة والمفكّرون بمطالبة إشاعة التسامح، والالتفات الواعي لأهمية التعاون، ونبذ الأفكار المتطرفة والمتغوّلة في أدمغة العقول الجاهلة، التي تسبّبت في بثّ خطاب الكراهية والعنصرية، وليس بخافٍ عنّا التاريخ الدموي الذي خلّفه التعصّب والإرهاب في الغرب، فالتاريخ واستدعاء ذاكرته تعيدنا لتلك الحروب الدينية في الغرب خلال القرن السادس عشر، تلك الحروب التي أحدثت هزيمة للعقل والفكر ولكل مناحي الحياة، حينها أدرك المفكرون الغربيون ضرورة التسامح كوسيلة لإنقاذ البشرية من الانقسامات الطائفية والعرقية، ولكن تعلّموا من تلك الدروس. الواقع لا يقبل المداهنة ولا المِراء، ولا يتّسق عقلياً ولا منطقياً أنّ ثمة دروس مستفادة؛ فأن تحتوي ذوي الفكر المنحرف، وتؤوي شذاذ الآفاق الذين ينشقّون -بغباء وعدم اتّزان- عن دولهم، ثم يقابَلون وكأنهم أسوياء، وتقدّم لهم التسهيلات، والدعم المشبوه المتوحّل في حمأة الرذيلة وانعدام القيم والأخلاق؛ فهذا هو الخَطَل وسوء التقدير والتصرّف، والأيديولوجيا المتطرفة التي تقود الفكر الغربي.
وقد كان حريّاً بكل دول العالم أن تقوم بتوظيف التسامح في مجابهة الإرهاب، وكذلك دحر كل شاذ فكريّاً، ممّن باعوا أنفسهم رخيصة مقابل وعود وهمية أو مال ونحوه، ليمارسوا بث الكراهية، واستعداء الدول على بعضها، تحت مزاعم واهنة، تتشدّق بالحريّة، وتتذرّع بأعذار واهية واهنة، أعذار فنّدها الواقع، وأثبتت خطلها، وجهلها الأيام. ولذا فلا غَرْو أن نسمع ونرى حوادث إرهابية فردية من تلك الفئة الإرهابية الباغية، حوادث يكتوي بنارها مَنْ آواهم وشجّعهم، وغرّر بهم، مستغلّين سذاجتهم ورخصهم ودُنوّ كرامتهم، مقابل حفنة من المال لا تغني عن دفء وطن، ولا تعوّض عن استقرار أسري، ولا توفّر حياة آمنة رغيدة في فضاء إنساني خليق بإنسانيتنا.
ومما يفاقم الاستغراب، ويجلي التناقض لبعض الدول أنها تسخّر إعلامها لترويج روايات وأكاذيب منحازة تسهم في تأجيج الصراعات، وتضلّل أصحاب العقول الخاوية، بدلاً مِن أن يكون إعلاماً مهنياً مسؤولاً يتبنى خطاباً متوازناً يهدف إلى بناء جسور التفاهم بدلاً من تعميق الهوّة.
لقد آن الأوان لاستفاقة العالم بأسره، لا الغرب وحده، والوعي العميق بأن الإرهاب، وبذور التطرّف، لا تعرف وطناً، أو شعباً، وإنما يُغذّيها الانحياز وازدواجية المعايير في طريقة تعاملهم مع الإرهاب والإرهابيين، على الغرب -وغير الغرب- أن يعي بأن احتضان أي فكر متطرّف، وإيواء المنشقّين الذي لم يكن لهم خير في أوطانهم، سيكون شرّاً كبيراً، ووبالاً عليهم، فكما يقال في الأمثال العربية: (إنك لا تجني من الشوك العنب). ولعله حان الوقت للتعامل مع الواقع والحقيقة، وأنه من الحُمق عندما يُرتكب عمل إرهابي في أي دولة غربية أن تتّجه أصابع الاتهام سريعاً إلى دولنا العربية والإسلامية كحاضن أو مُصدِّر للإرهاب، حيث باتت أسطوانة مشروخة وباعثة للاحتقار والضجر؛ ولا بد من الإيقان بأن مواجهة الإرهاب تبدأ من الاعتراف بحقيقته كظاهرة متعددة الأبعاد، تتطلب استجابة شاملة تتجاوز الفكر الضيق، وكذلك الاتهامات لمن هم أبعدُ عن هذا الفكر، والمهمومون بالتنمية وخير شعوبهم، والمهجوسون بريادة المستقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.