الإنجازات هي اللغة التي تتحدث بها المملكة العربية السعودية، إنجازات تتحقق في مجالات مختلفة تحت عنوان "التنمية الشاملة المستدامة"، من أحدث الإنجازات وليس آخرها قطار الرياض، وهو جزء رئيس من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، هذا القطار أيضا يتحدث بلغة الإنجازات.. الوجهة القادمة المتحف الوطني، المحطة القادمة حديقة الملك سلمان، الوجهة القادمة المركز المالي، المحطة القادمة مركز المعارض والمؤتمرات، الوجهة القادمة جامعة الملك سعود، المحطة القادمة سابك، يتساءل السائح: وما سابك؟، يجري عملية البحث، يكتشف أنها الشركة السعودية للصناعات الأساسية وأنها خامس أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، هكذا يتحدث القطار للمواطن والمقيم والسائح، ينقلك القطار من المتحف الوطني حيث التاريخ والثقافة والحياة الاجتماعية إلى مرحلة جديدة هي امتداد لمراحل تنموية لا تتوقف عن التقدم، هكذا يفتح القطار مساحة حوار للراكب مع المشاهد والمعالم والمؤسسات والجامعات والمشاريع المتنوعة التي يمر بها في شوارع الرياض، قطار كهربائي يتحدث بكل اللغات مختزلة في لغة واحدة هي لغة الإنجازات. قطار آلي يعمل فيه موظفون وموظفات يتعاملون مع الركاب بأسلوب غاية في الرقي والاحترام، رغم وجود لوحات إرشادية وخرائط وتنظيم رائع إلا أن سلوك الموظفين مدهش جدا، يرحبون وينتظرون أي استفسار، كأنهم يرجون الراكب أن يستفسر، إنها لغة الإنسان أهم منجز في منظومة التنمية. هؤلاء العاملون في قطار الرياض سواء في مكاتبهم أو في التعامل المباشر مع الركاب هم فصل مهم من موسوعة الإنجازات وهو الفصل الأهم لأنه يحمل عنوان "الموارد البشرية"، الإنسان السعودي المتفوق المبدع في مجالات كثيرة كنتيجة طبيعية للاستثمار في الإنسان، ستقابل هذا الإنسان في القطار، في المطار، في المستشفيات، في المدارس والمعاهد والمصانع والجامعات، في عالم الأعمال، في الأعمال الإنسانية والتطوعية. إيجابيات اجتماعية واقتصادية وصحية للقطار منها على سبيل المثال خفض انبعاثات الكربون بمقدار 400 طن سنويا، وهو ما يتفق مع معايير الاستدامة البيئية، سيخفف زحمة المرور ويوفر الوقود، سيكون له تأثير إيجابي على الحياة الاجتماعية وتحسين جودة الحياة، وقد يؤدي إلى الاستغناء عن السيارة وعن السائقين. في القطار، لا مجال للانتظار، أوقات غاية في الدقة، مواعيد ثابتة، إجراءات واضحة وميسرة، لن يتعذر الموظف المتأخر بزحمة السيارات، سيصل إلى عمله غير متذمر من زحمة المرور، ستكون إنتاجيته أفضل، ستكون لغته لغة الإنجازات.