إعداد وحوار:إبراهيم عبدالرحمن التركي ** أما الواجهة : فكيميائي في «الهندسة»، ومهندس في «الكيمياء».. سبر «ذراتها»، وعايش «تفاعلاتها»، وانطلق من «خيوطها» النظرية لرسم «خطوطها» الإنتاجية.. ** وأما المواجهة: فاستفهامات تتجاوز «الهدوءَ» وتقصرُ عن «الصخب»، وتقرأُ «المشكلة» وتدفع «العتب»، وتحاور في «مسافةٍ» بين «الشمس والظل»، أو بين «الاسترخاء» و«التعب»..! *** ** «الجزيئات» ** تتحد... وتبتعد... ** وتأخذ... وتسترد... ** صنعتْ «النواة».. وكان محاورنا فاعلاً.. ** وأطلقت «البروتونات» و«النيوترونات» و«الإلكترونات» وكان شاهداً..! ** وجذّرت «الأساسات»... فظلّ رائداً..! *** ** تحول «الجُزبئ» إلى مُعادِل..! ** والمعادل إلى معامِل..! والمعامل إلى بناء والبناء إلى فضاء.. ** وتعددت «المسالك» لتقود إلى «سابك»..! *** ** في «متقدمينا» من رأى الكيمياء «سحراً..! ** وفي «متأخرينا» من قتلته الكيمياء «شعراً»..! * رفض «الشاعر».. * وألغى «المشاعر»..! ** وكدنا نرميها بحجر.. فاللُّغز يعني العجز..! والعجز مؤشر التضاؤل حتى أشرقت كيمياءُ جديدة لا تُمِلُّ بل تُدِلُّ وتَدُلُّ.. تقودنا نحو «العشرة الأوائل». فأعدنا النظر.. واستعدنا التفاؤل... *** المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة سابك في الواجهة ومع المواجهة الضيف في المواجهة تكريم * لعلي أبدأ من النهاية وتحديداً من حفل «سابك» بمرور 25 عاما الذي كرمتم فيه عدداً من رجالات سابك الذين عملوا خلال هذه الفترة. أُثير سؤال حول أن هذا الحفل تجاوز كثيراً من الفنيين، والإداريين والعمال البسيطين الذين رافقوا مسيرة «سابك» منذ إنشائها واقتصر التكريم نوعاً ما على بعض الكبار الذين كانوا وظلوا - أيضاً - في الواجهة؟ - طبعاً.. رضا الناس غاية لا تدرك، - كما تعرف - وكنا محكومين بمدة زمنية محددة، وعندنا معايير للمكرمين وكان بودنا أن نكرم كل موظف عندنا إلا ان التكريم يجيء بأشكال مختلفة وقد اغتنمنا وجود سيدي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وتشريفه إيانا في احتفال 25 عاماً وتم وضع معايير فمن الضروري تكريم مجالس الادارات السابقة التي خدمت سابك والقيادات الادارية بحكم وجودها في مجالس الادارات اللاحقة، أما تكريم موظفينا فنحن نقوم بتكريمهم سنوياً، إذ كل عام نكرم مجموعة،وفي العام الماضي - مثلاً - كرمنا أكثر من أربعمائة موظف، وإذن فالتكريم مستمر بالنسبة لموظفي «سابك» إنما المجموعة هذه لم يتم تكريمها في الاحتفال الأخير لأننا - كما قلت - محكومون في الفترة الزمنية فكرمنا الادارة الموجودة على رأس العمل رغم وجود قيادات ادارية قديمة عليا خدمت «سابك» ولها جهودها وكان من المفروض أن نكرمها لكن الوقت لم يسعفنا لذلك. مزايا * أنتقل إلى نقطة قريبة، فما دام أنه قد اقتصر «التكريم» على الادارة العليا وفي إطار عملية اعادة الهيكلة الادارية التي تضمنت بعض المميزات والبدلات.. يقال - أيضاً - ان هذه المميزات والبدلات اقتصرت على كبار الموظفين أي ان صغار الموظفين لم «يكرموا» ولم «يُميزوا»؟ - هذا غير صحيح، فشركة سابك مثل أي شركة عالمية دولية ذات مستويات وظيفية، ولكل مستوى وظيفي من المميزات ما له، وله من الرواتب ما يتناسب مع المستوى الوظيفي لهذا المستوى، ولائحة المميزات في سابك معدة من شركات استشارية وليست من مجلس الادارة، وقد قورنت شركات عالمية بشركات محلية حتى وصلنا إلى اقتناع تام بالوضع الحالي وهو أن سابك ليست أفضل شركة في المملكة من ناحية المميزات التنافسية لا لادارتها العليا ولا لموظفيها وليست في المستويات المتدنية، نحن في مستوى مريح يعطينا قدرة تنافسية وفي الوقت نفسه لا يُبالغ في المصروفات الادارية. قروض * سنظلُّ مع صغار الموظفين ومتوسطيهم، ولعلك تحدثنا عن نظام القروض.. يقال إن هناك تقليصاً أو شبه ايقاف لقروض الموظفين.. وهو ما يطال بدرجة أساسية من يحتاجون إلى الاقتراض من الموظفين الذين ينتظرون لفترات طويلة وربما لا يصلهم الدور حتى يحين تقاعدهم؟ - هذا صحيح، فقد أوقف الاقتراض فترة طويلة في «سابك الأم» هنا.. وكذا في شركاتنا عن طريق ما يسمى «التملك» في مشروعاتنا التابعة الذي ظل مستمراً منذ أمد، وقد حدث نوع من اللبس والإشكال من ناحية القروض في الشركة الأم لفترة طويلة جدا وقد عرض على لجنة وزارية من مجلس الوزراء درست الموضوع وأعيد قريباً بشكل جزئي وطلبنا التماسات لعدد من الموظفين وأعيد فيه النظر مرة أخرى وان شاء الله سيعود بشكله الطبيعي ابتداء من السنة القادمة. متى * يعني من الميزانية القادمة؟. - إن شاء الله. سبب * هل تملك الدولة في سابك هو الذي حكم العملية الاقراضية في الفترة الماضية؟ - كان هناك نوع من اللبس من بعض الجهات، لكن الحمد لله استطعنا التفاهم معهم على هذه الأمور واقتنعوا. وضع * أنتم شركة مساهمة، وللدولة الحصة الأكبر.. فهل لهذا السبب تراجعون مجلس الوزراء في بعض الأمور التي تمس الهيكلة والأطر الادارية والمالية؟ - شركة «سابك» شركة مساهمة ينطبق عليها جميع أحكام الشركات المساهمة التي تدار عن طريق مجلس الادارة وعن طريق الجمعية العمومية، إلا أن بعض الأحكام تنطبق علينا كما هو في الجهات الحكومية وبما ان سابك شركة حكومية بنسبة 70% فهي تخضع للرقابة المالية من قبل ديوان المراقبة العامة. أسهم * هل هناك فكرة للطرح أسهم اضافية من حصة الدولة للمواطنين؟ - طبعاً، فقرار مجلس الوزراء المبني على قرار المجلس الاقتصادي الأعلى أوضح ان لدينا في المملكة ثلاثاً وعشرين مؤسسة وشركة جاهزة أو مستهدفة للتخصيص ومنها شركة (سابك) وفي نظامها الأساسي ما يقرر أن تطرح الحكومة - بعد فترة زمنية محددة - 75% من ملكيتها للقطاع الخاص، طبعاً، ما طرح 30% ويبقى للنظرة 45% فشركة «سابك» من الشركات التي استهدفت منذ يومها الأول للتخصيص. توقيت * هل هناك توقيت معين تتوقعه لذلك؟ - السؤال هذا أطرحه مثلك على الجهات المختصة. خصخصة * في اطار التخصيص وما دمنا قد تطرقنا إلى هذا الموضوع ولأن القطاعات التي طرحت - كما تفضلت - أكثر من عشرين قطاعاً - كيف تنظر إليها بصفتك الشخصية وليس بصفتك الرسمية، وهل لدينا قاعدة اقتصادية تستوعب ذلك؟ - طبعاً، التخصيص في الدول المتطورة أداة لزيادة الانتاجية ولزيادة الفعالية الوظيفية وللرقي بمستوى الشركات نحو التعامل الأمثل، لكن لنا خصوصياتنا في المملكة العربية السعودية، وكما تعرف فإن القطاع الخاص عندنا محدود، يعني حين تنظر إلى خريجي الجامعات الذين يتخرجون من الجامعات الأمريكية والأوروبية وغيرها فإنهم في البداية يقصدون العمل الحكومي في القطاع العام الذي يستقطب أفضل الكفاءات الموجودة في المملكة، ولا يستطيع القطاع الخاص أن يستقطبهم لاعتماده على العمالة منخفضة الأجر بشكل أساسي إلا أن هناك كيانات مثمرة وانتاجيتها كبيرة مثل «أرامكو» ومثل «سابك» التي تتبع القطاع العام، يعني من البساطة ان نقول: خذ المؤسسة هذه وضعها في القطاع الخاص، وحين تعمل خصَّصها، قد يكون القطاع العام في بعض الحالات أفضل من القطاع الخاص بسبب الظروف التي وجد فيها القطاع العام والتي وجد فيها القطاع الخاص، إلا ان هذا لا يعني مستقبلا أن يكون الاتجاه سليماً بل أعتقد أنه يجب أن يكون هناك «تمحيص» و«جهة مسؤولة» عن «نظام التخصيص» للنظر في هذه الأمور، لأننا قد ننجرُّ بطريقة أو بأخرى وراء كلمة «تخصيص» ولا ننظر إلى مكونات «التخصيص». تسريح * قيل أيضاً أنه قد تم تسريح عدد من الموظفين بعد إعادة الهيكلة أو محاولة اغراء بعضهم بترك العمل في «سابك»؟ - كما تعرف شركة «سابك» شركة متوسطة الحجم فهي ليست صغيرة ولا كبيرة وعمرها 26 سنة ومع مرور الوقت فإن الجهاز الاداري في الشركة يتطور ولابد ان ينظر إلى تقليص التكاليف بعدة أمور كما هو الأمر في جسم الانسان الذي يحتاج من وقت إلى آخر إلى نوع من تغَيير الدم عن طريق «الحجامة» أو أي طريقة سمِّها ما شئت وهكذا نحن فإننا نحتاج من وقت إلى آخر لإعادة النظر في الشركة، والعمالة فيها، وما تحتاجه وما لا تحتاجه ومتى ما كانت هناك رؤية متقاربة بين الشركة وبين الموظف فإن الشركة لا يمكن - في أي يوم من الأيام - أن تقول للموظف - اترك الشركة - ولا يمكن ان تضغط عليه حتى يتركها وهذه عبارة عن اقتناع ورضا بين الطرفين، نحن نريد تطوير الشركة لتصبح في مصاف الشركات العالمية عبر جهاز اداري ومستويات إدارية أفقية ورأسية، وقد حاولنا ان نقلصها «أفقياً ورأسياً» لئلا تتكون لدينا عنه زيادة في العمالة التي لا تعني أنها عمالة غير جيدة.. لا.. بالعكس فيهم أناس ممتازون لكن احتياج الشركة لفترة محددة من الزمن يقل عن احتياجها لفترة معينة أخرى، ومن هنا عملت دراسات وعرضت على مجلس الادارة، ووافق عليها، ووضع نظام اختياري للموظفين حسب رغباتهم للاستمرار.. أو المغادرة، فاختار كلٌ ما شاء، ولم يحدث أي ضغط على أي موظف. تسرب * لكن هذا مرتبط بموضوع «تسرب الكفاءات».. فثمة كفاءات متميزة مؤهلة تركت الشركة وكأنها تعلن عن «هجرة مضادة» إلى قطاعات خاصة أخرى.. ألا يؤثر ذلك في «مسيرة سابك»..؟ - «سابك» شركة امتازت بالكفاءات، وطبعا في بعض شركاتنا إدارة عليا ممتازة جداً، فيأتي قطاع خاص يود أن ينشىء مصنعاً فأول ما يتجه في التوظيف يلجأ إلى شركة مثل «سابك»، إذا كنا نعطي «القيادي» راتباً في حدود عشرين ألف ريال أو ثلاثين ألف ريال - على سبيل المثال - يعطيه المصنع أو الشركة ستين ألف ريال، وهذا ليس له علاقة «بالتسرب».. ولا بالعمل في شركة «سابك» وإنما لأن الموظفين الذين يعملون معنا يجدون دخلهم يتضاعف، وبدلاً من أن يعمل في سابك خمس سنوات، فإنه يحصل على مقابلها خلال سنة، فالمسألة مسألة عرض وطلب، ولا علاقة لها بالبيئة داخل «سابك» والحمدلله، فإننا - منذ سنوات - قدمنا ونقدم للقطاع الخاص نماذج طيبة تساعد في النهضة الصناعية في المملكة. استقرار * بعد الحديث عن «التسريح» و«التسرب» هل استقرت الهيكلة الإدارية الآن..؟ - الآن استقرينا، عندنا هيكل اداري ولله الحمد ونحن سعيدون جداً في التعامل مع تحويل الشركة إلى قطاعات أعمال، وكل قطاع مسؤول عن القطاع الذي تحته، مما يعطيه نوعاً من التركيز على الأعمال المرتبطة به، ونوعاً من الصلاحيات الشاملة بحيث تعمل كما لو كانت شركة منفصلة. تنظيم * من الذي قام بالدراسات التنظيمية الخاصة بإعادة الهيكلة؟ - قمنا عليها بأنفسنا بالتعاون مع استشاريين متخصصين في الهيكلة الإدارية مثل بعض الشركات «البتروكيماوية» العالمية. استشارات * كيف اقتناعك - مهندس محمد - بالشركات والمؤسسات المحلية التي تقدم خدمات استشارية وتنظيمية وتدريبية بالإضافة - طبعاً - إلى معهد الإدارة، «الحكومي» بينما نجد أنه ثمة مؤسسات وهيئات تلجأ إلى الخبرة الأجنبية في عملية التدريب والاستشارات الإدارية؟. - في معظم الشركات العالمية لا يمكن أن تجد شركة تستغني عن شركات استشارية متخصصة في حقل معين، وهيكلة الشركات لها ناس مختصون، والأمور التقنية لها مستشارون محددون، وكذا الأمور المالية لها مستشارون محددون، وإلا لو توافرت كل الكفاءات لدينا لتضخم حجم الشركة إلى الضعف، وثمة أمور لا يحتاجها الانسان إلا لفترة محددة وتنتهي، وهيكلة الشركة تحتاج إلى مدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، والى مجلس استشاري «خارجي» مكون من عدة أشخاص يشتركون مع الفريق «الداخلي» ثم ينتهي الأمر، ولا يمكن أن تحضر جميع الكفاءات لأن هذه كفاءات مكلفة جداً، والكثير من الشركات التي نتعامل معها استشارية، وأكثر مستشاريها كانوا رؤساء شركات أو نواب رؤساء شركات، فهذه لا يمكن لك أن توظفها على الكادر الخاص بك بل عند الحاجة فقط. أرباح * لننتقل من الوضع الاداري «المستقر» إن شاء الله إلى الوضع المالي وتحديداً لنسبة النمو في أرباح الشركة للعام «المنصرم» 2002م؟ - الحمد لله مثلما ترى الأرباح أفضل من أرباح العام، ونتوقع إن شاء الله في السنة القادمة أن تكون الأرباح طيبة إذا لم يحدث اختلال في الاقتصاد العالمي بسبب المؤثرات الخارجية التي يمكن ان تحدث في المنطقة العربية. منافسة * لكن بعض دول مجلس التعاون مثلاً كالكويت ودول الخليج مثل إيران، بدأت تتجه إلى عملية الصناعات البتروكيماوية.. هل يمكن أن تؤثر سلباً على نمو وأرباح الشركة؟ - القضية عرض وطلب، العرض قد يكون من الخليج وقد يكون من أوروبا، بمعنى أن دول الخليج تحتوي على المواد الخام لقربها من الأسواق التقليدية ومستقبلها واعد في صناعة البتروكيماويات والنمو فيها عالمي كما هو خليجي، وأحسن لنا أن يتم ذلك في دول الخليج بطبيعة الحال ورغبتنا الأولى أن يكون الاستثمار في المملكة حيث يتوافر الغاز لكن هناك دول عندها غاز وتطمح إلى أن تُصنّع مثل قطر وايران والامارات وهذا يخلق تحديا ويخلق فرصاً فقد يحتاجون إلى منتجات ليست عندهم فيأخذونها من سابك، وقد تأتي الفرصة من أننا نسوق منتوجاتهم حيث لا تتوافر لديهم خبرة في التسويق كما هي لدى سابك، وقد تكون الفرصة مشاركة معهم في المصانع، والأمور هذه كلها تدرس الآن، ومنها عملية الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج المجاورة .. و«سابك» عندها خبرة «25» سنة.. نملك تقنيات، لدينا مجمع أبحاث كبير جداً، عندنا شبكة تسويقية متطورة جداً فيها حوالي ست عشرة شركة خارج المملكة، ونسوق لحوالي مئة دولة في العالم، الخبرة هذه لا توجد في شركة خليجية محدودة ليس عندها إلا مصنع واحد، ومن الضروري أن تتكاتف الأيدي حتى يستفيدوا من خبرة شركة في حجم «سابك» في «الشحن» كذلك فبدلا من أن تأتي سفينة تأخذ ثلاثة آلاف طن في الرحلة وتكون مكلفة على المستثمر بينما نحن تأتينا السفن لتأخذ ستين ألف طن فنشحن معنا ثلاثة آلاف طن إلى صاحبها ليوفر هو ونحن نوفر ففيها فرص كبيرة جداً للتعاون. تعاون: * هل بدأوا يطلبون منكم أو تحسستم رغبتهم في التعاون والشراكة؟ - هناك تعاون كبير مثمر في أن يستخدموا أنابيب سابك، ويستخدموا أحيانا الشحن، وأحيانا التقنية، وقد بعنا تقنيتنا على بعض الشركات السعودية. احتكار: * هناك نقطة تثار حول احتكار «سابك» لأسعار المواد الخام خصوصا في السلع البلاستيكية مما يعني أن الاسعار قد تزيد على الاسعار الموجودة في الاسواق الخارجية؟ - هذه تشويشات قديمة جداً وللأسف لم تشرح لهم الاسباب بطريقة صحيحة عملية وقد جلسنا جلسات كثيرة جداً مع اللجنة الصناعية في مجلس الغرف الصناعية التجارية بالرياض ووصلنا معهم إلى اتفاق على جميع الامور فيما عدا الامور البسيطة جداً والحمد لله نحن نسير على الاتفاق منذ أربع سنوات بدون أي مشكلات، وكما تعرف فكل واحد يطمح إلى الافضل وفي كل فترة نسمع بعض الأصوات لأنهم - كما يبدو - ينسون الأشياء التي اتفقنا عليها في الماضي أو يطمحون في أشياء جديدة أو ضغوطات جديدة، لكن نحن دائما في تحاور معهم، وثمة حاجة مهمة جداً يجب أن نفهمها سواء كنا مصنعين أو موردين. فالمملكة العربية السعودية تخضع لقوانين التجارة العالمية، ولا يمكن أن نضع أسعاراً داخلية تؤثر علينا في مبيعاتنا الخارجية، لأننا نبيع 70% من انتاجنا خارج المملكة و30% داخل المملكة ولو بعنا في أي دولة واتضح أننا نبيع بأسعار مستوياتها متدنية بالنسبة لتكاليف الانتاج ومعروفة بالنسبة للسوق التي نبيع فيها فإن هذا سوف يسبب لنا مشكلات كبيرة. حذر * إذن لا مجال لتبديل الأسعار؟ - يجب ان نكون على حذر كبير من الأصوات التي تنادي بتغيير تسعيرة سابك الحالية لأن التسعيرة هذه تتماشى مع قوانين منظمة التجارة العالمية ومتى ما بدأنا نفكر في تسعيرة اخرى سنقع في ورطة كبيرة جداً بالنسبة لمنتجاتنا المعدة للتسويق الخارجي. تأثيرات: * هل يمكن أن يحدث أي تأثير سلبي عند انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية بشكل رسمي؟ - نعتقد أن تحرير التجارة مهم جداً بالنسبة لقطاع البتروكيماويات، أما القطاعات الاخرى فلا أتكلم نيابة عنهم لأنني لا أعرف ظروفهم، أما نحن فظروفنا ممتازة متاحة لأي مستثمر أجنبي يستثمر في السعودية لأن قطاع البتروكيماويات مفتوح، ونود - كذلك - أن تنفتح الأسواق الأخرى أمامنا ولا يضعون عراقيل أمام التجارة البينية. إيجابيات: * إذن هل تتوقع تأثيراً ايجابياً بالنسبة للصناعات البتروكيماوياية عند انضمام المملكة للمنظمة؟ - إذا لم يكن ايجابياً، فعلى الاقل لن يكون سلبياً ولا نتوقع ان تأثير ذلك سيكون كبيراً جداً بالنسبة لنا، يعني أنت تتكلم على تنزيل التعرفة من مستوى بسيط إلى مستوى أبسط، فهو لن يضيف لنا دخلاً كبيراً جداً بقدر ما يتيح انسيابية المنتجات. اقتراض: * حينما نأتي إلى سابك فثمة حديث عن سياسات الاقتراض التي تلجأ اليها الشركة، ألا تحسون أنه القرض او الدين قد وصل إلى رقم كبير يمكن ان يكون «مخيفا»، وبخاصة ان الحديث جار حول اشكالات «الدين العام الحكومي» الذي لا يزال وضعه غير مطمئن؟ - الواقع أننا منذ فترة نسدد بقدر الاقتراض الذي نقترضه فثمة نوع من التوازن بين ما يسمى رأس المال إلى الاقتراض بنسب شبه ثابتة، وشركة «سابك» شركة عالمية كبيرة جداً، تنمو ولا يمكن أن تضع رأس مالها في مصنع واحد، بل توزع المال على أكثر من مصنع، ولذا يجب أن تقترض ونحن الحمد لله - محظوظون جدا فلنا فترة طويلة ومستويات نسبة الاقتراض متدنية وليس لها تأثير بل بالعكس فقد استفدنا منها استفادة كبيرة جداً إذ بنينا مصانع ضخمة وكبيرة وأعددنا دراسات جدوى اقتصادية على أساس نسبة الفائدة 8% لكن نسبتها - الآن - في السوق 5 ،1% فهذا جداً مفيد لسابك ويجعل مصانعها - والحمد لله - في وضع طيب في المستقبل. استمرار * وماذا عن الفائدة مستقبلاً؟ - لا نتوقع للفائدة ان ترتفع ارتفاعاً كبيراً في الظروف التي نراها في المستقبل فوضع «سابك» جداً طيب والحمد لله ومريح وهذا يشجعنا على التطوير أكثر لأننا شركة عملاقة عالمية، واذا جلسنا محدودين نضع كل أرباحنا وكل رأس المال في مصنع واحد فإن سابك لن تتحرك إلى الأمام، أما اذا أردنا لسابك ان تصبح من أكبر الشركات أو من أكبر خمس شركات فيجب ان نقترض، ويجب ان ندعم رأس المال، ويجب ان نأخذ من صندوق الاستثمارات العامة وننمو نمواً يتماشى مع الخطة التي وضعناها في سابك لتتصدر اكبر خمس شركات. مشاركة: * ماذا عن سياسة المشاركة.. ألا تعتقدون أن هذه وسيلة اجدى من الاقتراض؟ - نحن نشارك طبعا بل ان عملنا يعتمد الآن على المشاركة ونطمح إلى ان تصبح استثماراتنا في الخارج كلها مشاركات فيما عدا شراء الشركة الهولندية فهي شركة اشتريناها وهي مملوكة 100% لشركة «سابك». مستوى * إذن ما هو تأثير مستوى الدين على دين الربحية؟ - ليس هناك تأثير كبير كما قلت لك بسبب تدني سعر الفائدة، ولو ارتفع سعر الفائدة ارتفاعاً كبيراً فسيكون له تأثير لكننا نتوقع - ان شاء الله - لو ارتفعت اسعار الفائدة أن ترتفع اسعار المنتجات البتروكيماوية في الوقت نفسه لأنه حين ترتفع اسعار الفائدة فمعنى ذلك ان ثمة تضخماً في الاقتصاد، أي ان اسعارنا - ان شاء الله - سترتفع. ترتيب: * تطمحون إلى ان تكونوا ضمن أكبر خمس شركات فماهو ترتيب سابك حالياً؟ - بين الشركات العالمية في البتروكيماويات ترتيبنا الآن «11»، وكنا قبل شراء الشركة الهولندية ترتيبنا «23» أي أننا تقدمنا اثني عشر مركزاً والحمد لله وموقعنا جداً طيب وسوف نعمل بكل الجد - ان شاء الله - لنتخطى إلى مستويات متقدمة مستقبلا عن طريق النمو الداخلي وبناء مصانع داخل المملكة وعن طريق استثمارات في الدول المجاورة وعن طريق الاستثمارات الخارجية. كهرباء: * يعزى الارتفاع في تكلفة الانتاج - أحيانا - إلى أسعار الكهرباء وخصوصا في بعض شركات سابك مثل شركة حديد، ألم تفكروا في انشاء محطات خاصة بكم لتخفيف التكلفة؟ - صراحة نحن لانود أن ندخل في صناعة الكهرباء الا اذا اضطررنا لأن هدفنا الاول والاخير العمل في صناعات البتروكيماويات، وهذا يعني ان دخولنا في شركة مرافق هو فقط لتعزيز شركة سابك وليس للاستثمار، لأننا نرغب اقتصار استثمارنا كلها على البتروكيماويات، أما أسعار الكهرباء، فلا أخفيك انها عالية بالنسبة للصناعة فقد ارتفعت من خمس هللات إلى اثنتي عشرة هللة وهو ارتفاع كبير جداً. إجراءات: * وماذا عملتم لحل المشكلة؟ - نظام شركة الكهرباء الجديد يتيح لكبار المستهلكين التفاوض مع شركة الكهرباء والحصول على سعر تفاضلي، هذا موجود في النظام الأساسي للشركة، طبعا تقدمنا إلى شركة الكهرباء في «سابك» نيابة عن جميع شركاتنا نطلب هذا السعر التفاضلي ولا تزال هناك مشاورات إلى الآن وبصراحة ما حصلنا على نتيجة. حلول: * هل تتوقع حلولاً معينة في القريب ولم لا تنشئون محطات توليد خاصة بكم؟ - الواقع أنه لابد أن نتعامل مع الأمور على وجه السرعة، لأنه لو طالت عملية البت في هذا الموضوع فالبديل لنا أن نبني محطات، لكن بناء المحطات يتطلب غازاً والغاز في الوقت الحاضر غير متوفر بالكميات التي نطلبها، فمتى ما توافر الغاز ووجدنا اننا لم نحصل على سعر مشجع من شركة الكهرباء فنضطر إلى بناء محطات، أومحطات الكهرباء بأسعار الغاز الحالية مجدية كما يمكن للقطاع الخاص ان يستثمر ذلك الآن عندنا أكثر من شركة ومستعدون لتمويلهم باشتراك لمدة لا تقل عن 20 سنة بنظام يسمى «آي بي بي» أو من خلال محطات هم يملكونها ونحن نلتزم لهم بالاستهلاك وتكون اسعارها مشجعة. سعر: * يعني أقل من خمس هللات؟ - نعم.. بأسعار من خمس إلى سبع هللات لكن بودنا أن نصل إلى تفاهم مع شركة الكهرباء لان موثوقية شركة الكهرباء اعلى من موثوقية مصنع منفرد، فهذه شركة ولها عدة مصانع وعندهم شبكة، ويمكن لو انطفأ عندهم مصنع فإن المصانع الثانية تأخذ الحمل وعموما لن نضطر الا اذا وجدنا الطريق مسدودة وان شاء الله الا يكون كذلك، وما نأمل هو تسريع عملية التفاهم. عملة * كيف هي العلاقة بينكم وبين الهيئة الملكية بالجبيل وينبع وبالذات التنسيق حول القضايا المشتركة، ومن بينها بعض الامور الادارية والاسكان والخدمات العامة؟ - علاقتنا علاقة استراتيجية منذ أول يوم، نحن والهيئة الملكية عبارة عن عملة ذات وجهين، ولا يمكن للصناعة ان تقوم بدون التجهيزات الاساسية، والهيئة قامت بجهد كبير ومشكور طيلة الفترة الماضية، وقد حدثت تعديلات في دور الهيئة حيث كانت تقوم بمهام جهات أخرى بنسبة 100% ، والآن أعيدت الامور للجهات ذات العلاقة سواء للاتصالات أو الكهرباء، كما خصصت بعض العمليات في الهيئة الملكية عن طريق إنشاء شركة منافع فالهيئة تقوم بأدوار محددة وتتغير الأدوار حسب الظروف لكن علاقتنا معهم جداً ممتازة. إشكالات * ألم تحدث إشكالات في أثناء تغيّر وضع الهيئة الملكية.. واختلاف اختصاصاتها؟. الهيئة الملكية ولله الحمد حصلت على برامج طيبة بعد زيارة سمو الأمير عبدالله للجبيل، وجرى التشجيع على بناء وتوسيع المدينة الصناعية بحيث تحتوي على مصانع جديدة، فالحمد لله الأمور كلها متيسرة وميزانيتها متحسنة ويقومون ببرامج متفوقة وذات فعالية وإنتاجية. مستقبل * نظرة للمستقبل القادم بالنسبة لشركة «سابك» ما هي المشروعات المستقبلية القريبة؟. كما تعرف فحين برمجنا هيكلة الشركة بأسلوب قطاع الأعمال أو الوحدات الاستراتيجية، فإن كل وحدة استراتيجية ملزمة سنوياً بوضع خطة استراتيجية تشمل كيفية تنميتها، وهذه الخطة الاستراتيجية تبرمج بحيث يجري تنفيذها سنوياً على عدد من المصانع، فعندنا مصنع الأسمدة في شركة سابك، ولدينا دراسات لمشروعات في دول خارج المملكة تحت الدراسة، وطلبات تزويد من أرامكو السعودية بعدد معين من المواد الخام لإقامة مصانع، في ينبع والجبيل، وعلى أي حال فإن سابك مستمرة في النمو، ويجب أن نحافظ على نسبة النمو إذا كنا نريد أن نصل إلى أهدافنا طويلة ومتوسطة المدى. شمول * في ظل التغيير الإداري الحالي: هل اقتصر ذلك على شركة سابك «الأم» أم شمل الشركات الأخرى؟. التغيير مس الشركات كلها، وقد قمنا بمركزة الخدمات فمثلا المشتريات عملناها مشترياتها موحدة وقد كانت كل شركة تقوم بمشترياتها، وهكذا في جميع الخدمات التي تم توحيدها على مستوى شركات سابك بحيث يصبح تركيز الشركات فقط على الإنتاج، أما عمليات الشراء والخدمات العامة فإن هذه كلها تتم عن طريق شركة «سابك» الأم. تدوير * ماذا عن التدوير الإداري .. .هل انحصر أيضا في الشركة الأم أم شمل الشركات الأخرى؟. قمنا بالتدوير الإداري في فترة محددة، وهذا لا يعني أنه مثلا كل سنتين أو ثلاث سنقوم به مرة أخرى الا في حال التقاعد أو نحوه وهذا يمكن أن يوجد فرصة أو فرصتين للتدوير المحدود أما التدوير الشامل فقد انتهينا منه. كتاب * أول كتاب قرأته والكتاب الذي تقرؤه الآن؟. أول كتاب قرأته هو القرآن الكريم وأنا طفل صغير جدا، وحين كنت في المرحلة الابتدائية أحببتُ القصص الخيالية مثل حكايات عنترة بن شداد، «سيف بن ذي يزن» ونحوها فالشاب وهو صغير خياله غير محدود ويتقبل الأساطير والقصص دون تمحيص فكنت أشتاق لقراءة مثل هذه الكتب التي تساعد على تكوين ثروة لغوية جيدة. علاقة * هل استمرت علاقتك بالقصة؟. لا .. الفترة هذه للأسف انتهت بعدما دخلت في الهندسة وفي أمورها حيث أتجهت اتجاهاً ثانيا، اتجهت إلى دراسة كتب الاقتصاد والمحاسبة وأمور الدين وتحديداً الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. خلوة * متى تخلو إلى نفسك ؟ وهل تجد وقتاً لذلك؟. والله أكثر وقت أخلو فيه إلى نفسي في الصباح لأني من الناس الذين يقومون باكراً وكل الناس حولي نيام، أصحو مبكرا وأخلو إلى نفسي كما أقرأ وأطالع التلفاز .. هذه الفترة التي أجد فيها ذاتي .. لكن زملاءنا أو بعض زملائنا عرفوا الفترة هذه التي آتي فيها مبكراً فصاروا يأتون لي في الفترة هذه ويقطعون الخلوة. نوم * متى تنام؟. أنام في الساعة العاشرة مساء وأصحو لصلاة الفجر ولا أنام بعد ذلك. ارتباط * ألا تقضي هذه على الارتباطات الاجتماعية؟. طبعاً تؤثر على الارتباطات فحين أسهر أجد نفسي أصحو في الفترة نفسها أي الفجر ولا أنام يعني «مبرمج»، أصحو الساعة الرابعة ولو نمت الساعة الثانية صباحاً مما يسبب لي الأرق والتعب. إجازة * متى تأخذ إجازاتك؟. آخذ إجازاتي في الصيف مع العائلة. التزام * سنوياً تأخذ إجازاتك وتلزم موظفيك بأخذ إجازة سنوية؟. نأخذ إجازاتنا ولو أن ظروف العمل في سابك أحياناً لا تأذن بترتيب جدول الإجازات نوعا ما، لكننا نحاول في سابك ان كل موظف يأخذ إجازته في حينها. شفاعة * الوساطة وأنت في موقع مهم وتحديداً لاستقطاب للشباب.. كيف تقف منها ؟. لحسن الحظ أن تأثير الوساطة محدود لأنه لا يمكن أن تبني كياناً عالمياً مثل سابك وتضع أنظمة وقوانين وتكسرها بالواسطة ، لكن لا أخفيك لدينا حالات محدودة جدا تعد على رؤوس الأصابع ولأهداف محدودة ولفائدة الشركة فمتى ما كانت «الوساطة» للمصلحة العامة فمن الغباء أن تتجاهلها ولا ندّعي أننا نزيهون في هذه النقطة، لكن الحالات بالنسبة لسابك تعد بسيطة جدا جدا. بطالة * الشباب الذين هم بلا دراسة بعد الثانوية أو بلا عمل بعد الجامعة .. كيف ترى حل مشكلتهم؟. والله هذا سؤال مهم، وحل مشكلة السعودة لا يمكن أن تسأل اثنين ويعطوك الجواب نفسه، إذْ كل واحد يصفها من وجهة نظره، الناس يتكلمون عن «السعودة» بالإحلال، أنا أعتقد أن الحل يأتي من طريقين: الأول توسيع القاعدة الاقتصادية، متى ما توسعت القاعدة الاقتصادية زادت أعداد السعوديين وفي الوقت نفسه الإحلال، إذا عملت عليها من الجهتين توسّع القاعدة الاقتصادية وتستخدم الإحلال استطعت امتصاص أكبر قدر من السعوديين. أمثلة * كيف؟. توسيع القاعدة بزيادة المصانع، بزيادة الفرص في البلد، تعزيز مسارات النمو، يجب أن ننمو بمعدل أعلى من النمو الحالي، يجب إتاحة فرص النمو، إيجاد المواد الخام، تقليص بيروقراطية الأجهزة الحكومية، تذليل العقبات، كل هذه تساعد على النمو، فالنمو بالإضافة إلى الإحلال أعتقد أنه إن شاء الله يساعد في حل مشكلة البطالة. نسبة * كم نسبة السعودة في سابك؟. وصلنا إلى حوالي 80%. متابعة * هل تتابع القنوات الفضائية؟. نعم أتابعها واهتماماتي في الأخبار والرياضة وعموماً لا أحب المسلسلات ما عدا مسلسلات رمضان الفكاهية لكن اهتماماتي كلها إخبارية في المقام الاول. رياضة *والرياضة التي اشرت إليها؟.. وأحب أن أتابع المنتخب كما أتابع الرياضة الأمريكية وتحديداً كرة القدم الأمريكية Foot ball بحكم دراستي في الولاياتالمتحدة. فريق * ما هو فريقك المفضل؟. تعتمد على المدينة التي سكنت فيها إن جئت في هيوستن تابعت هيوستن وفي دنفر تابعت فريقها وهكذا. تشجيع * يعني لم تكن تنتمي لفريق معين؟. لا .. حسب المدينة التي أسكن فيها وكنت أتأقلم مع أهلها وأشجع فريقها. تواصل * ولا تزال إلى الآن؟. خفّ التشجيع الآن بسبب الابتعاد اذ لم أعد أعرف اللاعبين ومستوى الفريق. متابعة * خبر مهم أين تتابعه؟. الأخبار اذا كانت عالمية أتابع BBC أو CNN أو حزمة «أوربت»، أما إذا كان الخبر محليّا وأتابع القناة الأولى والثانية، الأخبار العربية أتابعها من قناة «أبو ظبي» و«دبي» و«الجزيرة». شبكة * والإنترنت؟. يومياً معنا في البيت .. المكتب .. نتعامل بالإنترنت .. نتعامل بالإيميل .. نتعامل بوسائل البحث لأن الإنترنت عبارة عن مكتبة والمكتبة أمامك اذا أردت معلومات سواء في التخصص أو الأمور العامة. محركات * هل تجد وقتاً لتتابع الإنترنت وتحديداً من خلال «المحركات».. والله في أوقات الفراغ القليلة مثل الصباح التي لم تعد كما كانت بل امتلأت بالمراجعين. بكاء * متى بكيت؟. يبكي الواحد عند موت قريب له .. بكيت لمّا مات والدي طبعاً .. لما فارقتُ والدتي للدراسة في أمريكا بكيت .. .في تلك الأيام لم يكن فيه إنترنت ولا فيه إيميل ولا حتى هاتف، فقط «خطوط» أو رسائل يكتبها الواحد وينتظر ردها شهرين أو ثلاثة .. كانت أياماً صعبة .. كنا بسيطين والحياة كانت بسيطة جدا وكنا عفويين وطبيعيين وغير متكلفين ، الآن تغير الزمن. سعادة * هل أنت سعيد؟. الحمد لله. صداقات * ما رأيك في أصدقاء المنصب ؟ ومن يبقى منهم بعد التقاعد؟. أصدقاء المنصب ضروريون لأن ثمة تفاعلاً بين الطرفين وثمة احتياجات متبادلة، ولا يمكن للواحد أن يتعامل مع أصدقائه الخلص فقط الذين يستمرون بعد التقاعد لا يتجاوزون خمسة إلى عشرة أشخاص . الحياة أكبر والأحياء يتفاعلون بأخذ وعطاء فشخص يحتاجك لمنصبك تحتاجه أنت للشركة، فلا بد من أن يكون بينكما نوع من التفاعل.. نحن لا نعيش «اليوتوبيا» لكي ينعزل الإنسان عن محيطه بل يجب التفاعل مع جميع المستويات بحذر وبما لا يضر مصلحة الشركة في المقام الأول، كما لا بد أن يكون الواحد متمرساً وماهراً في عملية التكيف مع أصدقاء المنصب. تقاعد * بالمناسبة .. هل تفكر في التقاعد؟. في المناصب العامة الواحد منا معرض للتقاعد في أي وقت. تخطيط * هل خططت له؟. أنا صراحة لم أخطط له، يخطط للتقاعد من يلهث وراء الدنيا، لكني الحمد لله سأكتفي براتب التقاعد ويمكن أن أخطط للرحلات والسفر وقراءة الكتب. صحافة * هل تقرأ الصحف اليومية؟. طبعا .. أكثر صحف المملكة أقرؤها. لغة * ما قولك في إدخال اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية وبالمناسبة مهندس محمد فقد قرأت وثيقة من أيام الملك عبدالعزيز (عام 1347ه) تنص على أنه يجب إدخال «الإنجليزية» من الصف الأول الابتدائي ونحن الآن بعد حوالي ثمانين عاما لانزال نناقشها.. ما هي وجهة نظرك؟. أنا درست اللغة الإنجليزية في المتوسطة، وكان يدرسها «أيرلنديون» وكان مستوى التعليم عندنا في المملكة ممتازاً، كما أتذكر أني عندما كنت أدرس في الطائف في مدرسة ثقيف الثانوية كان لدينا فرنسيون يدرسون اللغة الفرنسية حيث درسنا ثلاث سنوات فرنسي، وكنا ندرس الإنجليزية وكان الذين يدرسوننا أسكوتلنديون وأيرلنديون فيتخرج الطالب قوياً جدا في اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية وفي اللغة العربية وفي مواد الدين وفي مواد الرياضيات والفيزياء ولم تضرنا أو تعق مسيرتنا التعليمية ولكن يجب الحرص على «الانتقائية» في المقرر وتوزيع مفرداته على أربع أو خمس سنوات بدلا من سنة أو سنتين . مقارنة * كيف تقارن بين مستواكم التعليمي قبل وفي أثناء البعثة بأميركا؟. الحمد لله ذهبنا لأميركا ووجدنا مستوياتنا متفوقة ومستوى التعليم في المملكة أقوى منه هناك..الطلبة السعوديون هناك وصلوا إلى مستويات طيبة، لو كان نظامنا التعليمي آنذاك رديئاً ما استطعنا أن ندرس في الولاياتالمتحدة أو أن نتميز، فدائما نحن نرمي اللوم على النظام التعليمي وهذا أسهل شيء وأعتقد أنه جزء من المشكلات والأهم هو الطالب نفسه، يعني كان الطلبة في وقتها جادين ولا يبتعث ليدرس خارج المملكة إلا العشرة الأوائل فكان لدينا تنافس .. التنافس الآن فُقد والأمور تغيرت بسبب الزمن وبسبب كثرة البشر. دكتوراه * لِمَ لَم تكمل الدكتوراه؟. هذا قرار استراتيجي بصراحة، فترتها كانت هناك موازنة ما بين الحياة العلمية والعملية وربما لو استمررت في الدكتوراه لما كنت رئيساً لشركة سابك، فالإنسان مسير والدكتوراه بالنسبة لي لا تعني شيئا وبعض الناس يتسابقون على كلمة «دكتور» أما أنا فأرى أن الحياة العملية أهم. الشعارات * رُفعت الشعارات على مدى خمسين سنة .. أين اختفت؟. الزمن كفيل بتغيير أشياء كثيرة، الناس تبدأ بالأفكار وحين يجدون أنها لاتتماشى مع الواقع ولا تأتي من تفاعل مجتمعي بل تؤخذ الأمور على المستوى السطحي وتلبس شعارات فإنها تختفي وتتلاشى مثل الشركات اذا كنت رئيس شركة وتود أن تبدأ من القمة فانك لاتنجح، إذا لم تبدأ الأفكار من الأسفل وتهضم وينتفع بها ويتم بشأنها التزام من جميع المستويات الإدارية في الشركة من جميع المديرين العامين .. من جميع القياديين .. مصيرها الفشل والإفلاس. قاعدة * إذن الأفكار تحتاج إلى تكوين قاعدة جماهيرية قبل محاولة فرضها أو تطبيقها، كل بلد ينمي نفسه ويصل إلى مستوى راقٍ من التفكير والى مستوى اقتصادي عالٍ وينمي التجارة البينية بين الدول العربية ويتعامل بروح فريق واحد فالعالم اليوم «global» أو كرة أرضية واحدة ويجب أن نركز على المحيط الذي نعمل فيه .. ونبدأ من الناس .. الأساس. الشعور * انتهى الشعار العربي .. ماذا عن الشعور العربي ألا يزال نابضاً؟. الشعور العربي مستمر ما دام أننا نتكلم بلغة الضاد ونؤمن بالدين نفسه.. الشعور العربي لا علاقة له بالأمور السياسية فهذا شعور متدفق في دواخلنا، ويجري في دمائنا. أنا * آخر ثلاثة أسئلة سريعة .. مَنْ أنت؟. أنا رئيس شركة سابك ووضعت في هذا المركز بتوفيق من الله وبعلم وعمل. ملل * هل مللت من الأسئلة؟. أسئلتك أنت شخصياً لا تمل. بقاء * هل بقي شيء ؟. سلامتك. *** المهندس/ محمد بن حمد الماضي: سيرة ومسيرة تم تعيين المهندس محمد بن حمد الماضي نائباً لرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» بقرار مجلس الوزراء الموقر ذي الرقم «71» في يوم الاثنين 26/03/1419ه الموافق 20/7/1998م .. كما يتولى إضافة إلى ذلك المهام والمسؤوليات التالية: رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الأسمدة العربية السعودية «سافكو». رئيس اللجنة التنفيذية لمجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير. رئيس مجلس إدارة شركة سابك للتسويق المحدودة. عضو لجنة التوازن الاقتصادي. عضو مجلس رجال الأعمال السعوديين الأمريكيين. عضو مجلس إدارة شركة الخليج لدرفلة الألمنيوم «ألبا» في البحرين. رئيس الجانب السعودي في اللجنة السعودية الصينية «تايبيه» المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني. المؤهلات العلمية ماجستير في الهندسة الكيميائية في عام 1975م من الولاياتالمتحدةالأمريكية. الخبرات السابقة عمل بمركز الأبحاث والتنمية الصناعية «الدار السعودية للخدمات الاستشارية» وخلال عمله أسند إلى المركز إنشاء وحدة البتروكيماويات التي عمل بها إلى أن تم تأسيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك». فانضم إليها عند تأسيسها في العام 1976م. عمل في الولاياتالمتحدةالأمريكية منسقاً للمشروع المشترك بين شركة «سابك» وشركة شل الأمريكية .. ومن ثم عاد للعمل مديراً لإدارة البتروكيماويات في مركز «سابك» الرئيس بالرياض. عام 1980م عين كبيرا لنواب الرئيس في الشركة السعودية للبتروكيماويات «صدف» التابعة لسابك وتملكها مناصفة مع شركة شل الأمريكية. عام 1987م صدر قرار مجلس إدارة «سابك» بتعيينه رئيساً لشركة سابك للخدمات المحدودة. عام 1987م صدر قرار مجلس إدارة «سابك» بتعيينه مديراً عاماً للمشاريع بسابك. عام 1996م صدر قرار مجلس إدارة «سابك» بتعيينه رئيساً لمجموعة الأسمدة الكيماوية. ترأس مجالس إدارات بعض الشركات الأخرى التابعة لسابك .. بجانب عضوية مجالس إدارات عدد من شركات التنمية الصناعية. قدم العديد من المحاضرات في كثير من المؤتمرات والندوات الاقتصادية والصناعية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.. وله بعض المشاركات الإعلامية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تتناول مختلف الجوانب الاقتصادية، والصناعية على وجه الخصوص.