حذرت د. نورة البقمي، أخصائية نفسية متخصصة في شؤون الأسرة والطفل، من تزايد ظاهرة استغلال الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي في السعودية، مشيرة إلى أن الهوس بتحقيق نسب مشاهدة عالية وتصدر "الترند" يدفع بعض الأسر إلى كشف تفاصيل حياة أطفالهم بشكل مفرط، مما يعرضهم لمشكلات نفسية واجتماعية خطيرة. وقالت البقمي في تصريح صحفي: "أصبحنا نلاحظ انتشار صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تستعرض يوميات العائلات مع أطفالها بهدف زيادة التفاعل وجذب المتابعين. في كثير من الحالات، يُستغل الأطفال دون إدراك عواقب ذلك على نموهم النفسي، حيث يتعرضون لضغوط نفسية وتنمر محتمل من أقرانهم عند مشاركتهم تفاصيل خاصة بحياتهم اليومية أمام الملايين." الأضرار النفسية والاجتماعية وأوضحت أن "التعرض المستمر للأضواء في سن مبكرة يجعل الأطفال يشعرون بانعدام الخصوصية والضغط النفسي. عندما يكبر الطفل ويدرك ما نُشر عنه، قد يعاني من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، خاصة إذا كانت المقاطع المصورة تحمل مواقف محرجة أو تتسبب في تنمر الآخرين عليه." كما أشارت إلى أن الاستغلال لا يقتصر فقط على تصوير الأطفال، بل يمتد إلى تركهم أمام الشاشات دون رقابة لساعات طويلة، مما يجعلهم عرضة لمحتوى غير لائق أو تواصل خطير مع غرباء عبر الإنترنت. وأضافت: "ظهرت مؤخراً تحديات خطرة على تطبيقات مثل 'تيك توك' قد تُعرض الأطفال لحوادث مميتة، مما يتطلب وعياً أكبر من الأسر." الدعوة إلى التوعية والمسؤولية المشتركة دعت د. نورة الأسر السعودية إلى ضرورة ممارسة دورهم في حماية أطفالهم من الاستغلال الرقمي عبر متابعة المحتوى الذي يتعرضون له وتحديد أوقات استخدام الأجهزة الذكية، مشددة على أهمية التوعية المجتمعية. كما طالبت الجهات المختصة بتطبيق قوانين صارمة تحمي حقوق الأطفال وتحد من انتهاك خصوصيتهم. واختتمت قائلة: "الأطفال أمانة، ومن الضروري أن يدرك الآباء أن الشهرة المؤقتة أو المكاسب المادية لا تبرر تعريض أبنائهم لمخاطر قد تلازمهم طيلة حياتهم."