تصاعدُ المؤثرين على مستوى العالم في شبكة الإنترنت أصبح يروج لثقافتهم عالمياً من خلال بيئتهم، وسلوكياتهم، واختياراتهم، ونمط حياتهم، بل والروتين اليومي لهم، حيث تؤكد على ذلك القاعدة الجماهيرية التي يملكها المؤثر، وذلك نتيجة لتطور وسائل التواصل الاجتماعي والتطورات المتزامنة معها بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والوسائط التفاعلية، والمنصات الناشئة، وتكامل الواقع الافتراضي والواقع المعزز. فمستقبل المؤثرين ومنصاتهم الاجتماعية غير محسوم بعد، ولكنه حاضرنا الذي نعيشه الآن ونتعاطى معه، فالمؤثرون أصبحوا جزءاً من حياتنا الافتراضية، ونلمس وجودهم الواقعي من خلال الحضور كأيقونة إعلانية في المنتديات الكبرى في مختلف المجالات باعتبارهم نجوم إعلانات وقوة تسويقية مؤثرة، ويحصلون أحياناً على أدوار في الدراما، وربما تشاهدهم في أدوار سينمائية لمهاراتهم وقدرتهم على اجتذاب عدد كبير من الناس واهتماماتهم. ومن هذا المنطلق تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بالقدرة في التأثير على أفكار الأفراد ومواقفهم وسلوكياتهم. وبالتالي، نجد أن استهداف شريحة بشرية في نطاق معين باستخدام وسائل الاتصال الجماهيري ترسخ بعضاً من المعايير الاجتماعية التي تؤثر من خلال وسائل التواص الاجتماعي، حيث يكمن تأثيرها من خلال: التأثير الفردي أو المباشر أو التأثير الاجتماعي أو غير المباشر. من خلال التأثير الفردي، قد تقنع المعلومات الإعلامية حول المعايير الجديدة الأفراد بقبولها. وفي التأثير الاجتماعي، تخلق المعلومات معرفة مشتركة بمعيار ما، وتعزز التنسيق الاجتماعي حيث يقبل الأفراد المعلومات بسهولة أكبر إذا اعتقدوا أن الآخرين قد قبلوها أيضًا. حيث تعد هذه هي الآلية الاجتماعية لوسائل الإعلام ذات التأثير الأقوى من آليتها الفردية في تغيير الآراء تجاه مؤثر بعينه أو موقف أو حالة تم عرضها إعلامياً. لا شك بأن هناك العديد من المشاهير الذين برزوا في شخصياتهم وقيمهم وسلوكياتهم، وأثبتوا ذلك للجميع بأنهم يستحقون مساحة رحبة للاستماع لحديثهم ومعرفة أبعادهم الثقافية وقصص نجاحهم والتجارب التي خضعوا لها وحققوا بعدها بسببها أو بسبب مواقفهم مستوى جماهيرياً عالياً، واستناداً على اهتمام وزارة الإعلام بالمؤثرين فإنها دعتهم في بقعة تأثير موحدة لرصد حجم التأثير الإعلامي الهادف والجماهيري الذي يسلط الضوء على المؤثرين الذين يستخدمون منصاتهم للحديث عن قضايا متنوعة عبر تقديم قصص ناجحة وملهمة عن التأثير والتغيير، وذلك من خلال «الملتقى الأول لصناع التأثير» الذي يقام اليوم وغداً في الرياض، ويتضمن أكثر من 40 برنامجاً وفعالية تدعم تطلعات المؤثرين ورؤاهم، وتؤازر العاملين في القطاعات ذات العلاقة. ويُعدُّ ملتقى صناع التأثير أكبر تجمع يقام في المملكة للمؤثرين والخبراء في جميع المجالات والتخصصات، وصناع المحتوى الرقمي من مختلف أنحاء العالم. ويهدف إلى إعادة تعريف مفهوم التأثير، وإثراء القيم المجتمعية، وتبادل التجارب والمعارف المتنوعة، مع إبراز الخبرات والمواهب محليًّا ودوليًّا، من خلال مشاركة أكثر من 300 مؤثر من جميع أنحاء العالم.