استبشرنا خيراً بعد انتخاب اتحاد الغرف التجارية الخبير الأستاذ فلاح بن دهيمان ليكون أول رئيس للجنة الوطنية للمتاحف في اتحاد الغرف السعودية، والذي أعطى هذا المجال جل اهتمامه، ولدينا يقين بأن نرى المتاحف والتراث في صور مختلفة بعد أن أصبحت بصيغتها الرسمية، ونسأل الله التوفيق له ولزملائه في اللجنة، والأستاذ فلاح وزملاؤه قادرون على السير قدماً بهذا الجانب الذي يحتاج منا تضافر الجهود، ولا شك أن هناك أهمية للمتاحف ودورها في حياة المجتمع، فهي تقوم على صون التراث والحفاظ عليه؛ ونشر التفاعل بين الثقافة والطبيعة للتعرف على هوية المجتمعات وتنوعها وتقديم الخبرات الوفيرة، ولهذا، يحي العالم يوم (18) مايو من كل عام اليوم العالمي للمتاحف، ويتعين أن يكون الاهتمام بهذا الجانب مطلباً من عشاق التراث أو من الجهات المسؤولة للحفاظ على هذا التاريخ الخالد، ولا شك أن هناك اهتمامات شخصية نلمسها من أفراد نذروا أنفسهم لهذا الجانب ودفعوا مبالغ طائلة في سبيل إبرازه، والتمسك بتلابيبه. ومن خلال العمل محلياً، للمتاحف كمؤسسات في قلب المجتمع القدرة على إقامة حوار بين الثقافات، وبناء الجسور من أجل عالم يسوده السلام. ويهدف اليوم العالمي للمتاحف إلى إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف من التواصل مع العامة وتنبيههم للتحديات التي تواجهها؛ والتذكير بأهمية المتاحف كوسائط تستثمر من أجل تقوية الروابط الإنسانية؛ رفع وتعزيز وزيادة وعي العامة بدور المتاحف في تنمية المجتمع؛ وإثراء الثقافة المتاحفية عن طريق توفير المتاحف العلمية وربط المناهج بالمتاحف العلمية والتاريخية. وعن أهمية دور المتاحف في حياة المجتمع، فهي تقوم على صون التراث الثقافي ونشره؛ والتفاعل بين الثقافة والطبيعة؛ والتعرف على هوية المجتمعات وتنوعه، وتقديم الخبرات الوفيرة. وللمتاحف رسالة عظيمة لا تقل أهمية عن غيرها من الأجهزة الثقافية من حيث التنمية الحضارية والارتقاء بأذواق الشعوب، وهي إحدى الوسائل الخدمية التي يجب أن يتمتع بها كل فرد فى المجتمع بلا استثناء للتزود بالعلم والثقافة والمعرفة المباشرة التي يعطيها أي متحف باعتباره ممثلاً للثقافة من خلال المشاهدة، وذلك لأهميتها في تحريك الوجدان وتنوير العقول وأن المتاحف ليس مهمتها الحفاظ على الثروات الفنية فقط، ولكن أيضاً تعميق الثقافة الفنية. وتلعب مراكز ومتاحف العلوم دوراً مهماً في نشر الثقافة العلمية في كل المجتمعات، فهي توفر مكاناً فريداً من نوعه يمكن فيه تقديم الوجه الحقيقي للعلم، وتنتشر المراكز والمتاحف العلمية بشكل كبير في الدول المتقدمة، فالولايات المتحدةالأمريكية وحدها تضم أكثر من 360 مركزا ومتحفا للعلوم، بينما المملكة المتحدة على صغر مساحتها تحوي قرابة 50 مركزا ومتحفا علميا، الأمر الذي يعكس وجود علاقة وثيقة بين انتشار مراكز ومتاحف العلوم وبين التقدم العلمي للدول، وذلك بسبب دورها الأساسي في إبراز أهمية العلم والتشجيع على دراسته وامتهانه كمسار وظيفي. والهدف من المتاحف، إتاحة الفرصة لتحقيق الثراء الفني لأفراد الشعب بتأمل محتوياتها التي تضم إبداعات لقيمتها الفنية، وأي متحف يعتبر مركزاً وصرحاً ثقافياً مهماً لما يضمه من إبداعات ومحتويات، لا بد أن تلقى استجابة من شباب مجتمعنا متفاعلاً مع تلك الفنون والكنوز العالمية التي تساعد على تأصيل القيم الروحية والثقافية بدلاً من تبديد وقت فراغهم فيما لا ينفعهم ولا يرتقي بأذواقهم. * رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية/ رئيس مجلس الأعمال السعودي التونسي