واصل الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي قصف المدنيين في قطاع غزة، ومع دخول الحرب يومها ال30، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم المغازي، خلّفت عشرات الشهداء وأكثر من 100 إصابة، كما استمرت في استهداف المستشفيات ومراكز إيواء النازحين. على صعيد العملية البرية، تواصل الفصائل الفلسطينية التصدي لمحاولات التقدم الإسرائيلية بمحاور القتال، معلنة بين الحين والآخر إيقاع خسائر في الأرواح والمعدات بصفوف جيش الاحتلال. يأتي ذلك، فيما استمرت آلة الحرب الإسرائيلية باستهداف التجمعات السكنية في المخيمات والأحياء في قطاع غزة، لا سيما تلك التي لجأ إليها النازحون من منازلهم، تزامنًا مع ارتكاب مجازر بحق المدنيين. وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارات مكثفة على أحياء غرب وشمال غزة، وألقت قنابل الفسفور الأبيض المحرم دولياً عليها، خاصة على مخيم الشاطئ غرب غزة. كما شنت الطائرات الحربية أيضاً 15 غارة على الأقل، في محيط مستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة، وقصف بئر المياه الرئيس في منطقة تل الزعتر، شمال القطاع. وانتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف، جثامين 5 شهداء، وعدداً من الجرحى، من تحت أنقاض منزل عائلة أبو حصيرة غرب غزة، والذي تعرض للقصف الليلة الماضية. وكثف الاحتلال غاراته على المناطق السكنية، واستهدف منطقة سكنية في مخيم جباليا شمال شرق غزة، وأطلقت بحرية الاحتلال النار تجاه شاطئ بحر رفح، وقصفت مدفعية الاحتلال وزوارقه البحرية الأطراف الغربية شمال غزة. وأحصت وزارة الصحة في غزة 9500 شهيد منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وأكدت أن 70 % من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال، مشيرةً إلى أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 10 مجازر كبرى راح ضحيتها 231 شهيداً. الاحتلال يعترف بقتلاه اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 4 من جنوده في قطاع غزة، بينهم قائد سرية، ليرتفع عدد قتلاه إلى 29 منذ بداية العملية البرية، قبل نحو أسبوع. وأوضح أن الجنود القتلى هم 3 من لواء "جفعاتي"، والرابع من وحدة "شالداغ"، المتخصصة بجمع المعلومات. ووصل عدد ضباط الاحتلال وجنوده، الذين قُتلوا منذ ال7 من أكتوبر الماضي، إلى 345، بحسب إعلان جيش الاحتلال. وكانت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية، قد نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم، إن "الجنود الإسرائيليين يُقتلون في غزة بأكثر من ضعف معدل قتلاهم في حرب 2014 التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع أيضاً". وأضافت الصحيفة، أن مقاتلي كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يُبدون جاهزية وقدرات أكبر من التي كانوا عليها، عندما غزت "إسرائيل" غزة 2014. ولليوم الثلاثين على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وتقصف طائرته المباني والمنازل السكنية، وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها من المدنيين، كما تقصف المستشفيات والمساجد والمدارس التي تؤوي النازحين، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء، والتي بلغت 9500 شهيد بينهم 3900 طفل و 2509 نساء وقرابة 42158 ألف جريح، مع وجود 2060 بلاغاً عن مفقودين. أربعة شهداء في القدس في سياق متصل، استشهد أربعة مواطنين، في اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين. ففي القدسالمحتلة، استشهد ثلاثة شبان وأصيب خمسة آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة أبو ديس. وقال مصادر محلية: إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة أبو ديس، وحاصرت منزلا، وإثر ذلك اندلعت اشتباكات ومواجهات ضارية في المكان. وأكدت المصادر أن الأسير المُحرر والمطارد الشهيد نبيل حلبية، اشتبك مع جنود الاحتلال في بلدة أبو ديس لمدة لا تقل عن ستِ ساعات لوحده، وأوقع في صفوفهم العديد من الإصابات. وشاركت طائرات مروحية في العملية العسكرية الإسرائيلية وقصفت قوات المنزل. وأحضرت قوات الاحتلال جرافة عسكرية وهدمت أجزاء من المنزل المحاصر، قبل أن تطلق قذيفة "انيرجا" باتجاهه، ما أدى إلى استشهاد الشاب المحاصر داخل المنزل، وهو نبيل عبد الرؤوف (20 عاماً). وأظهر مقطع فيديو قيام قوات الاحتلال بحمل جثمان الشهيد حلبية، الذي ارتقى داخل المنزل المحاصر، بالجرافة. وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد شابين، متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة. وأعلنت مدرستا بنات أبو ديس والمعهد العربي عن تعطيل الدوام في البلدة، وتحويله الى دوام عن بعد حرصا على سلامة الطلبة، وحداداً على أرواح الشهداء. مئات الأسرى والمعتقلين وفي الخليل، أعلنت وزارة الصحة استشهاد شاب برصاص الاحتلال الإسرائيلي في نوبا، شمال غرب الخليل. إلى ذلك، اندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة في أكثر من منطقة بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلال لعدد من مدن والقرى والمخيمات، التي شهدت مواجهات عنيفة تصديا للقوات المقتحمة. واقتحمت قوات الاحتلال الخليل وقصره جنوب نابلس وعزون شرق قلقيلية وحوسان غرب بيت لحم. واندلعت اشتباكات مسلحة بين المقاومين وقوات الاحتلال في نابلس وفي بلدة عزون بقلقيلية. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في مواجهات شرقي نابلس. وداهمت قوات الاحتلال حي الألمانية والحي الشرقي ب مدينة جنين، ودارت مواجهات مع الشبان تخللها إطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع تجاه جنود وآليات الاحتلال العسكرية. ودفع جيش الاحتلال تعزيزات عسكرية وجرافة من طراز "D9" إلى مدينة جنين. وأفاد نادي الأسير، بأن الاحتلال اعتقل العشرات، وفي محافظة طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية شويكة، وذكر شهود عيان أن قوات خاصة إسرائيلية داهمت مخيم طولكرم للاجئين وسمعت أصوات إطلاق نار داخل المخيم. وأعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسير المحرر يعقوب حسين، عقب دهم منزل عائلته في مخيم الجلزون، والاعتداء عليه بالضرب المبرح ما تسبب بإصابته بجراح، وفق رواية عائلته. واعتقلت قوات الاحتلال الصحافي أمير أبو عرام، والباحث محمد القدومي، والأسير المحرر مصعب سعيد، عقب دهم منازلهم في بلدة بيرزيت. وتعرضت آليات الاحتلال لعمليات إطلاق نار قرب مخيم بلاطة للاجئين وفي منطقة "المقاطعة". واستهدف مسلحون آليات الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع، ما أدى لتعطل آلية عسكرية بعد استهدافها على طريق كفر ثلث- عزون قضاء قلقيلية. عباس يطالب بوقف الحرب طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالوقف الفوري للحرب المُدمرة في قطاع غزة، والإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية من مواد طبية وغذائية ومياه وكهرباء ووقود، إلى قطاع. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن عباس قوله خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله،: "نلتقي مرة أخرى في ظروف غايةً في الصعوبة، ولا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية، والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي". وأضاف: "كيف يُمكن السكوت على مقتل عشرة آلاف فلسطيني منهم أربعة آلاف طفل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وتدمير عشرات آلاف من الوحدات السكينة، والبنية التحتية والمستشفيات ومراكز الإيواء وخزانات المياه؟". وحذر الرئيس عباس مجدداً من "تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني إلى خارج غزة أو الضفة أو القدس"، مؤكداً "أننا نرفض ذلك رفضاً قاطعاً". وأشار إلى أن "ما يحدث في الضفة والقدس لا يقل فظاعةً، من قتلٍ واعتداءات على الأرض والبشر والمقدسات، على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين، الذين يقومون بجرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري، وقرصنة أموال الشعب الفلسطيني". وحمل عباس "سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن ما يحدث"، مؤكداً أن "الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب الأمن لإسرائيل، ونطالب أن توقفوهم عن ارتكاب هذه الجرائم فوراً". وشدد على أن "الأمن والسلام يتحققان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967". وأكد أن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة". وجدد عباس التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي صاحبة القرار حول كل ما يخص الشعب الفلسطيني. أم تودّع طفلها الذي قُتل بعد غارة جوية على غزة (رويترز) محاولة لانتشال شهيد من تحت الأنقاض جنوبغزة (أ ف ب) منازل مدمرة نتيجة غارات الاحتلال على رفح (د ب أ)