أحسنا الظن بما فيه الكفاية مع مانشيني وهو يدرب منتخبنا وفي كل مرة نقول المباراة المقبلة عساها تكون أفضل وأحسن وقادمها أجمل، ولكن كل ذلك هدر للوقت ومضيعة للأهداف وتضحية للأحلام المنشودة، وما يرى حصيلة الأربع في مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم يؤكد أننا في أزمة عميقة وفجوة فنية لحد الآن لم تردم! تفريط في نقطتين ثمينة من أمام إندونيسيا على أرضنا وما بين جماهيرنا، وفوز على الصين الذي يعتبر أضعف منتخب في المجموعة والدليل تذيله الترتيب، معنى ذلك فوزنا على منتخب حاله أسوأ من حال منتخبنا. مع اليابان لعبنا أفضل شوط أول مع مانشيني وهذا لا يسمن ولا يغني من جوع، لأنه ليس من مِقياسنا أن نلعب لعب ممتاز ونخسر ومن بعدها نحتفي بالأداء، وفي نهاية المطاف خسرنا كذلك على أرضنا وما بين جمهورنا. تعادلنا السلبي مع المنتخب الشقيق البحريني ما هو إلا تأكيد مؤكد أننا لسنا بالطريق الصحيح ولا نؤدي العمل المناسب السليم، وبالتالي يظل منتخبنا مثل المريض الذي لا يهتم بمن هم حوله بصحته وعافيته، والمشكلة أنفسهم متمركزين في أماكنهم ويشاهدون علته ولم يسعوا لا للعلاج المؤقت بالمسكنات كما يتطلب الأمر أحياناً ولا وبالحل الجذري أيٍ كان هذا الحل سواء بالإقالة التصحيحية للمدرب، أو بالاجتماع معه حتى يقتنع بأنه مخطىء بأغلب قراراته لكي يتم تعديلها تماشياً مع المصلحة العامة، ولكن اتحادنا الكروي جامل مانشيني زيادة عن اللزوم حتى تفاقمت المشكلات وزادت الضغوط، وما زال لوقت التصحيح بقية قبل أن تنصرف الفرص والتي قد لا يوجد لها بدائل حينها لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب! حمَّلنا المدرب الأخطاء وطالبنا بإقصائه وإقالته، حتى الإدارة انتقدناها لعدم عملها بالشكل الصحيح، واللاعبون أيضاً الذين لا نُبرئ سَاحتهم من سوء المنتخب وانخفاض مستواه وتردي نتائجه، إضافة على لعبهم بلا روح ولا مبالاة منهم، ومن الظلم تكريس المشكلة واختزالها في المدرب وننسى الأخطاء الأخرى. ختاماً: الخوف عندما يَحين الوقت ويكون الانضمام للمنتخب أَشبه برحلة المدارس التي تضم البليد والشاطر في مكاناً واحد، ويكون لعبهم لمجرد اللعب والتواجد في الملعب فقط وادخار جهودهم وقتما يعودون لأنديتهم، مع أنديتهم قد تشاهد روحهم الوثابة، ومستواهم المقنع، وفوزهم شرف وهزيمتهم أشبه بالفضيحة والعار، هذا آخر العتاب النابع من حبنا لوطننا وغيرتنا على منتخبنا الذي يعد هدفنا جميعاً دون استثناء.