في أجواء ثقافية غنية بالعطاء والإبداع، أسدل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) "إحدى مبادرات شركة أرامكو السعودية" الستار على النسخة التاسعة من مسابقة "أقرأ"، في حفل استمر يومين، جمع عشاق القراءة من مختلف أنحاء العالم، فقد توافد الآلاف إلى مقر المركز في الظهران لمتابعة فعاليات المسابقة الختامية، والتي لم تقتصر على تتويج الفائزين، بل امتدت لتقديم تجربة أدبية وإنسانية ملهمة من خلال حضور نخبة من الشخصيات الأدبية كان أبرزهم الحاصلين على جوائز نوبل للآداب. لم تكن مسابقة "أقرأ" مجرد تنافس بين القراء، بل رحلة لاكتشاف الشغف بالكتاب وتعزيز ثقافة المطالعة في العالم العربي، فمنذ انطلاقها في عام 2013م، سجلت مسابقة "أقرأ" تطورات ملحوظة على كافة الأصعدة، من خلال استقطابها لأكثر من 225 ألف مشارك على مدار تسع دورات، مقدمة لهم ما يزيد على 48 ألف ساعة من المحتوى التعليمي عبر تقديم إضافات نوعية في كل دورة، كان أبرزها هذا العام بإطلاق جائزتي "القارئ الواعد" و"نص العام" بالإضافة إلى "قارئ الجمهور" وسفراء القراءة" و"المدرسة القارئة"، كما وفرت "إثراء" مساحات ثقافية فريدة شارك في تعزيزها 600 متحدث من 30 دولة مما ساهم في تطور قدرات القراء، فالثقافة علاقة تراكيبة توصل القارئ إلى العالم وتجدد من معارفه، كما استهدفت المسابقة طلبة المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية وما يعادلها في الدول العربية من مراحل دراسية، تدرج فيها المشاركون عبر تصفيتهم حتى بلوغهم للحفل الختامي، خاضوا في تلك التصفيات تجربة ملهمة، انعكست على شخصياتهم ونتاجهم الثقافي. تمثل مسابقة "أقرأ" إحدى الركائز الأساسية في رسالة "إثراء"، حيث تسعى إلى خلق جيل قارئ ومتمكن من أدوات المعرفة، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد معرفي قوي، يرتكز على الإبداع والتطوير المستمر. ومن الأهمية بمكان يواصل "إثراء" فضائه الواسع في الإبداع والمعرفة من خلال دوره المحوري في تعزيز ثقافة القراءة والإبداع في المجتمع، عبر برامجه المتنوعة التي تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية، فمنذ افتتاحه في عام 2018م، أصبح المركز منصة للتعلم والتبادل الثقافي وواجهة ثقافية سياحية متنوعة، حيث يجمع بين المكتبة والمسرح والمتاحف والورش التفاعلية، ليشكل بيئة خصبة تحتضن المواهب وتدعم الأفكار. في الختام، يثبت "إثراء" مرة أخرى أن القراءة ليست مجرد هواية، بل هي أسلوب حياة قادر على تغيير المجتمعات، وصناعة مستقبل أكثر إشراقًا مبني على العلم والمعرفة. عبدالله بن يوسف العثمان