شاركت خلال الأسبوع الماضي في حوار عقد في موسكو برعاية مركز سكولكوفو للابتكار حول التطور التكنولوجي في مجموعة بريكس+، حيث أكد المشاركون خلال العروض التي قدموها والنقاشات التي دارت على أهمية التطور التكنولوجي للتنمية في بلدانهم من ناحية، ومساهمة المجموعة في هذا المجال من ناحية أخرى، والمعطيات في هذا الشأن مثيرة للانتباه، وربما الحسد. فإنجازات بريكس+ التكنولوجية ليست قليلة. فمجموعة السبع التي كانت في يوم ما «نادي النخبة»، أصبحت أمام مجموعة بريكس+ ليست على تلك الدرجة من التفوق، فاذا أخذنا على سبيل المثال صادرات البضائع عالية التقنية، وهو مؤشر مهم، فسوف نلاحظ أن نصيب مجموعة بريكس+ في هذا المجال وصل إلى 26.4 % من إجمالي صادرات هذه البضائع في العالم، في حين أن نصيب مجموعة السبع لا يتعدى 23.1 %. كذلك، فإن حجم البحوث المنشورة في الدوريات العلمية وصلت نسبتها لدى بريكس+ إلى 37.7 %، في حين أن نصيب مجموعة السبع 33.7 % فقط من إجمالي هذا المؤشر. والحمد لله، فإن إنجازات بلدنا في هذا المجال كثيرة. ولذلك كانت فرصة سانحة لإظهار ما حققته المملكة في هذا المجال. فمثل ما نعلم، فإن رؤية 2030، قد وضعت على رأس اهتماماتها التطور التكنولوجي للمملكة، وضمن هذا يأتي برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الذي أطلقه ولي العهد عام 2019، وبرنامج تنمية القدرات البشرية الذي يهدف إلى تطوير إمكانيات الأفراد وتحسين مهاراتهم في مجال التكنولوجيا والابتكار، لتكون منافسة عالمياً، كذلك توجه المملكة للاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، كما أن نيوم مرشحة لتصبح أكبر مدينة سياحية متطورة تكنلوجياً في العالم، فهذه البرامج وغيرها سوف تساهم في إعادة هيكلة الاقتصاد على أساس تكنولوجي مختلف عن السابق، يمهد الطريق لرؤية المملكة القادمة لتحقيق إنجازات من شأنها نقل المملكة إلى مستوى متقدم أكثر ضمن مجموعة الدول الناشئة التي أصبحت المملكة ضمنها. واهتمام المملكة بالتطور التكنولوجي لا يقتصر على الاقتصاد وحده، وإنما يشمل التقدم الباهر الذي حققناه في مجال الحكومة الإلكترونية، بحيث أصبح بامكاننا إنجاز العديد من الخدمات الحكومية عبر البوابة الرقمية، ولذلك فليس مصادفة أن يتقدم ترتيب المملكة في هذا المجال إلى الأول إقليمياً والرابع عالمياً. وأعتقد أن مركز سكولكوفو للابتكار الروسي الذي رعى الفعالية التي شاركت فيها سوف يجد في سدايا السعودية شريك مناسب له، فسدايا بالإنجازات التي حققتها خلال سنوات عمرها القليلة، أصبحت محور حديث المختصين خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، التي انعقدت في الرياض قبل أسبوعين تقريباً، الأمر الذي سوف يساهم في تعزيز العلاقة بين المملكة وروسيا لتصبح علاقة متعددة المزايا النسبية.