أصبحت المملكة مع بداية هذا العام عضواً في مجموعة بريكس، وانضمام المملكة إلى هذا النادي المهم، من شأنه أن يعطيه وزن أكبر، رغم وزنه الثقيل أصلاً في الاقتصاد وبالتالي في السياسة العالمية. والسبب يعود إلى أن اقتصاد المملكة «1.07» ترليون دولار يعتبر أكبر اقتصاد الدول الجديدة التي انضمت حديثاً وهي: أثيوبيا 155.8 مليار دولار، مصر 398.4 مليار دولار، إيران 366.4 مليار دولار والإمارات 507 مليارات دولار. وأنا متفائل، أن بلدنا سوف يستفيد من دخوله بريكس. فهذه المجموعة التي تضم: الصين التي حجم اقتصادها 17.7 تريليون دولار، الهند 3.7 تريليونات دولار، البرازيل 2.1 تريليون دولار، روسيا 1.9 تريليون دولار وجنوب أفريقيا 380.9 مليار دولار، لها مستقبل واعد، فحجم اقتصادها بعد انضمام المملكة والأعضاء الجدد سوف يصل إلى أكثر من 28 تريليون دولار. وهذا يعني إنها في الوقت الراهن، ووفقاً للحساب الجاري، لا تزال أقل من مجموعة السبع التي يصل حجم اقتصادها إلى 46 ترليون دولار، وذلك بسبب ضخامة الاقتصاد الأمريكي الذي يصل وحده إلى حوالي 27 تريليون دولار. ولكن هذه التوازنات سوف تتغير في المستقبل. فوفقاً للتقرير الجديد 2024، الصادر عن مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال البريطاني سيبر، CEBR، فإن الناتج المحلي الإجمالي الصيني سوف يتخطى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في عام 2038. وعندها سوف يكون حجم اقتصاد مجموعة بريكس أكبر من مجموعة السبع بكثير. فإذا توسعت بريكس مرة أخرى في المستقبل، فإن حجم اقتصادها ربما يصل إلى نصف حجم الاقتصاد العالمي مجتمعاً أو أكبر. إن هذه المجموعة، تختلف عن مجموعة السبع، التي تعتبر نفسها شبه نادي مغلق، تتخذ فيه القرارات وفقاً لرغبة عدد محدود من الأعضاء، هذا إذا لم نقل وفقاً لرغبة عضو واحد فقط. وبالتالي، فإن بقية المجموعة مضطرة، حتى الآن، أن تسير وفقاً لرغبات هذا الواحد. أما بريكس، فإنها تأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر كافة أعضائها- وبالتالي فهي نادي أكثر ديمقراطية من مجموعة السبع. وقد يكون من المناسب الإشارة هنا، إلى الموقف الذي اتخذته الرئيسة السابقة لمجلس أعمال تجمع «بريكس» فى نسخته ال15، وهي جنوب أفريقيا، من ذبح الفلسطينيين في غزة، عندما أتهم رئيسها ماتاميلا رامافوزا إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ورفع دعوة ضدها في محكمة العدل الدولية بارتكاب الإبادة الجماعية. فهذا الموقف يوضح، إن هذه المجموعة تختلف عن مجموعة السبع التي لم تتخذ مواقف واضحة من المأساة. إن عضوية المملكة في هذا النادي المهم، سوف يعطيها مجال أكبر للمناورة بين كبريات الفضاءات الاقتصادية والتجمعات العالمية المهمة والتي من ضمنها مجموعة العشرين، وربما مجموعة السبع في المستقبل.