ليلى الجهني روائية أتعبها الغياب والتواري عن الحضور والأنظار، نأت عن المنابر وأخلصت لفنها الروائي انطلقت كتاباته من مقولتها: «لدي رغبتان تتنازعان حياتي جل الوقت: ألا أترك أثراً في أحد، وألا أعبر الحياة دون أن أترك أثراً، لكنني في حياتي اليومية أفكر في أنني لا أرغب في أن أترك أثراً في أحدهم إلى الحد الذي سيؤذيه معي، أن يفيق مرة على خلو حياته مني، لأني جربت ألم خسران الأحبة، وأدركت كم هي موجعة فكرة الحب مع فكرة الموت» لم تكن ليلى روائية عادية، صنعت نفسها بنفسها، وكونت لها أسلوباً خاصاً وهوية أدبية لا تستقيم بدونها، قلما نجد لها حوارات في صحف أو لقاءات مصورة، إذ كانت تعيش لمهمة واحدة «دعني أنشغل بالكتابة ودعهم ينشغلون بي» كانت ترى أن الكتابة هي أول حقل تحرر من سطوة التاريخ وهيمنة الجغرافيا. الجهني المولودة في مدينة تبوك عام 1969م أثبتت وجودها في الفضاء المحلي والعربي من خلال رائعتها الروائية «الفردوس اليباب» الصادرة عام 1997م، حيث حصلت على المركز الأول عام 1998 في مسابقة الشارقة بدولة الإمارات العربية واختيرت الرواية للنشر ضمن مشروع «كتاب في جريدة» الذي تشرف عليه اليونسكو وينتقي أبرز الأعمال الأدبية العربية لإعادة إصدارها وتوزيعها، خاضت الفردوس واليباب التي ترجمت إلى اللغة الإيطالية 2007م حالة من الجدل والصخب ما بين مؤيد ومعارض بعد صدورها، حيث تطرقت للمسكوت عنه في المجتمع السعودي، وقد ذهب بعض الدارسين إلى أن ليلى الجهني المتوقفة عن الكتابة منذ خمسة عشر عاماً أحدثت تغييراً في مسار الرواية السعودية. هنا نحاول تقديم تلويحة امتنان وبث الضوء والوهج لمبدعة حقيقية لا تبحث عن الجوائز، لم تسوق نفسها على غرار ما يفعل البعض ممن لا يملك قدرتها الكتابية، وبراعتها السردية في الرواية، إذ كانت تؤمن تماماً بأن ما يقدمك للناس هو عملك فقط لا الضجيج الصحفي أو الإلكتروني. ليلى الجهني