اعترفت الروائية السعودية ليلى الجهني أنها وعت من الحروب ما يكفي كي لا تثق بشي، مؤكدة أن روايتها "الفردوس اليباب" لم يطوها النسيان مثل روايات صدرت بعدها بوقت. وقالت: إنني لست معنية بأن تنال "الفردوس اليباب" أو غيرها مما كتبت ما ناله غيرها من روايات وكتب فالميدان واسع ويحتمل كل الأطياف والأصوات وليس في نيتي أن اشغل وقتي بمقارنة القدر الممنوح من العناية بما اكتبه بما مُنح ويمُنح للآخرين، وما يعنيني وأفكر فيه دائما إن حوالي 12 عاما قد مرت منذ صدور "الفردوس اليباب" لأول مرة ومازالت مذكورة ومازال يكتب عنها ويشار إليها". وأضافت: ربما قبل أعوام كانت تضايقني فكرة أن يبحث آخرون عن حياتي كي يقعوا على ما يؤيد أفكارهم أما الآن فلا، لم يعد للأمر ذلك الوقع وان المحاكمة الدينية للنصوص ستبقى ما بقينا وهذا أمر معقد، إن ما يعنيني الآن أن أقول هو أنها ستزعجني إذا انطلقت من محاكمة النص إلى محاكمة من كتب النص وهذا أمر يحدث أحيانا". وفي ردها على عدم كتابتها عن المدينةالمنورة قالت الجهني: اشعر أن المسافة بيني وبين المدينةالمنورة قريبة إلى الحد الذي يمنعني من أن اكتب عنها بموضوعية، أراها واعرف عنها ما يجعل الكتابة عنها عصية، لان أي كتابة ستكون دائما اقل مما ينبغي ومما احلم به، وربما في وقت ما في لحظة ما اكتب ولا ادري حينها أن كنت سأجرؤ على نشر ما سأكتبه أم لا". وذكرت الجهني في حوار العدد الجديد من مجلة "الآطام" والتي تعنى بالثقافة والأدب وتصدر عن نادي المدينةالمنورة الأدبي "إنني وعيت من الحروب ما يكفي كي لا أثق بشيء، ويؤلمني أن أقول ذلك فاحيانا اشعر أن العالم يتداعى من حولي، واني خلقت في لحظة احتضاره ولان العالم جريح أراه وهو يتوحش مثل أي حيوان جريح في البرية، إلى الحد الذي قد يؤذي معه من يقترب منه لمداواته" مؤكدة أن فردوس الأمومة الهش "هي فكرتي الخاصة التي لا تنطبق على سواي، و لا أريد أن يفهم من كلامي أني ضد الأمومة. أنا فقط ضد أن تتحول الأمومة إلى أمر غير قابل للنقاش و تجربة تخوضها المرأة دون تفكير في مسؤولياتها وتبعاتها، وحديثي عن المرأة الضحية لن يغير شيئا كما أنني لست مهمومة بأفكار مثالية عن تغيير وجه الحياة"، موضحة أن الفكرة التي تلح على دائما إنني لا أحب أن أحيا حياتي مرتين ولا حتى أن أكابد الم حياة أخرى مختلفة عن حياتي فما من احد يضمن عالم الخيارات". وفي العدد نفسه من مجلة الآطام يتناول خالد المالك شخصية القصيبي في مقاله «المثقف والإداري والشاعر»، إذ كتب قائلاً: «يمكن أن أقول من ما أعرفه ولا تعرفونه عن مسيرة الدكتور غازي القصيبي وما صاحبها من تطورات في كل محطاته التعليمية والعملية، إلى جانب دوره الفاعل والمؤثر في الحراك الثقافي خلال حقبة زمنية غير قصيرة كانت نجوميته وشهرته غير غائبة في كل المجالات»، مشيراً إلى تفاصيل دقيقة ومحطات جمعته بالقصيبي في غير مكان وزمان. وتطرق العدد خلال 122 صفحة إلى «علومنا الإنسانية ومصيرها» للدكتور سعد البازعي، والنقد الأدبي السعودي وجاهة الحضور وقلق المشروع للدكتور عبدالرحمن المحسني، وقراءة في رواية «الوارفة والرؤية النسوية» للدكتور محمد الشنطي، وكتبت أمل التميمي عن المرأة وأدب الاعتراف، وتناول مصطفى عناية النقد في شعر شاعر أمي، وقدّم صالح الحسيني ملامح البيئة المكانية في القصة القصيرة في المدينةالمنورة. وجاء في باب مراجعات «الخطاب الروائي في رواية ثقل العالم» لسعيد بوعطية، و«خطاب الوصف التأصيلي للحكاية» لعبدالحفيظ الشمري وقراءة في ديوان «قوافي وأصداء» لمحمد الشريف واستعرض أبو سليمان الخطابي رسالة في إعجاز القرآن. وشمل العدد جملةً من النصوص الإبداعية لإبراهيم الوافي وطلال الطويرقي ومحمد الجبل وجوهرة يوسف وعبدالله النصر ويوسف غيث. وجاءت لوحة الغلاف للفنانة فاطمة رجب وتضم أسرة التحرير محمد الدبيسي وعيد الحجيلي ونايف فلاح وأمل زاهد وعبدالكريم العمري. يذكر أن نادي المدينة يسعى إلى تقديم عديد من البرامج والنشاطات المنبرية المتنوعة، واستضافة أسماء في النقد والشعر والرواية وليس آخرهم الشاعر العراقي الكبير عدنان الصايغ.