في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة لافتة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقوم بعض مشاهير المنصات الرقمية بتقديم نصائح للمتزوجات، المقبلات على الزواج، وحتى المطلقات. ولكن المشكلة الأساسية تكمن في أن العديد من هؤلاء المؤثرات يفتقرن إلى الخبرة والمعرفة اللازمة، مما أثار جدلاً كبيراً حول طبيعة هذه النصائح، التي كثيراً ما تكون غير ناضجة وتدفع النساء إلى اتخاذ قرارات قد تؤثر سلباً على حياتهن الزوجية واستقرار الأسرة. ما يزيد من تفاقم هذه الظاهرة هو ترويج بعض النصائح لفكرة الاستقلالية المبالغ فيها والسيطرة على الرجل، والتي تُعرض على أنها حرية شخصية، لكنها في الحقيقة تشجع على الهروب من المسؤولية والتمرد على العلاقات الأسرية. هذه النصائح، التي تفتقر إلى الدعم العلمي أو الخبرات الموثوقة، تسهم في نشر معلومات مضللة يمكن أن تضر بالعلاقات الزوجية وتؤدي إلى تفككها. من الناحية الدينية، يعزز الإسلام مفهوم القوامة ويعتبر الرجل مسؤولاً عن إدارة شؤون أسرته. لذلك، أي تحريض على التمرد والعصيان يخالف القيم الدينية والاجتماعية التي تهدف إلى ضمان استقرار الأسرة. هذه المفاهيم الخاطئة تؤثر بشكل خاص على النساء المقبلات على الزواج، حيث تغرس في أذهانهن أفكاراً غير صحيحة حول الحياة الزوجية. في المملكة، تولي الأنظمة والقوانين أهمية كبيرة لاستقرار الأسرة، حيث تنص المادة التاسعة من نظام الحكم على ضرورة حماية الأسرة والحفاظ على استقرارها. ورغم ذلك، ومع تزايد تأثير مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين يسعون لجذب المتابعين بأي وسيلة، أصبح نشر النصائح المضللة أمراً مقلقاً. كما ان نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في المملكة يحظر نشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت ويعرض المخالفين للمساءلة القانونية. لذلك، يجب التصدي بحزم لهذه الظاهرة، ومراقبة تلك المحتويات لحماية المجتمع والأسرة من تأثيراتها السلبية.