سيظل مشهد نقل طائرات بوينج 777 الخاصة بموسم الرياض، عن طريق الخطوط الجوية السعودية، عبر خط سير يجوب مدن المملكة، مشهداً يدل علي فكر ورؤية مبتكرة مميزة، قادرة علي صناعة التغيير، وخلق أفكار ذات مضمون وقيمة عالية، تظل محفورة في التاريخ. في مشهد مهيب، يدل علي روح الإنتماء، إلتف الشعب السعودي، ليحتفل، ويرحب بالمشهد الرائع الذي سلَّط العالم الضوء عليه، وهو أمر لا يعبر عن كفاءة ونجاح موسم الرياض فحسب، بل الأمر يوجه رسائل أهمها الُلحمة الوطنية، وتأكيد الشعب علي حبه وإلتفافه حول قيادته الرشيدة -حفظها الله-، وكذلك التطور الهائل الذي تشهده المملكة في المجال اللوجستي، لقد شهد قطاع الخدمات اللوجستية في المملكة، تحولاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، ويرجع الفضل للمبادرات الثاقبة، ورؤية 2030 ، والاستراتيجية الصناعية الوطنية. يفصلنا الآن أقل من شهر علي إنطلاق موسم الرياض، ومن المتوقع أن يكون بوليفارد ران واي، والذي أعلن عنه لأول مرة سعادة المستشار السعودي في الديوان الملكي معالي تركي آل الشيخ، خلال موسم الرياض العام الماضي، نقطة الجذب الرئيسية في حدث هذا العام، حيث سيقدم الموسم تجربة فريدة نجح فيها معالي المستشار بطريقة مبتكرة، أن يسمح للزائرين استكشاف الطائرات والدخول في مدرج طيران حقيقي، وسيتم منح الطائرات الثلاث حياة جديدة كمعلم سياحي في منطقة مدرج البوليفارد، وهذا تعاون مبتكر بين الخطوط الجوية السعودية وموسم الرياض، الذي يقدم كل ما هو مميز وفريد من نوعه للزوار، لقد كان قرار نقل الطائرات براً بدلاً من الجو قراراً استراتيجياً يلبي المتطلبات الفريدة للمملكة، فنقل الطائرات من مطار الملك عبد العزيز الدولي إلى الرياض، رحلة برية معقَّدة بطول 530 ميلاً، أي ما يقرب من 850 كيلو متراً مربعاً شامل التخطيط المكثّف، والجهد والتعاون بين السلطات المحلية، ووكالات إدارة المرور، نظراً لحجم الطائرات وأوزانها الهائلة، فقد تم استخدام عدة رافعات كبيرة لتحميل الطائرات على المقطورات المسطحة، وهذا قرار يسلِّط الضوء علي تحويل هذه الطائرات القديمة، إلى معلم جذب مذهل لموسم الرياض، والمجال الترفيهي الذي تقدمه المملكة لأبناء شعبها وضيوفها، وهذا القرار تطلب قوة وتخطيطاً دقيقاً لتحقيقه وتلبية لتوقعات زوار موسم الرياض، مع كفاءة تسليم الطائرات علي أكمل وجه، في حدث عالمي، ومشهد مميّز أدهش العالم. لا تدخر المملكة جهدًا في إنشاء العديد من المراكز اللوجستية، بمساعدة برامج حكومية مهمة، وبيئة عمل مواتية، لتقديم كل ما هو مميّز وفريد، وستظل هذه الرحلة، رحلة تاريخية، أسعدت جموع الشعب الأصيل، الذي أظهر إبداعه وفنه، في حب التصوير لتلك اللحظات الفريدة. إن مشهد المواطنين الذين واصلوا تأقلهم في إستقبال الطائرات الثلاث، أثبت أنه لا يوجد مثيل للمواطن السعودي في الحب والولاء المطلق لولاة الأمر والوطن، فهو إعتزاز وفخر شعب بقيادته العظيمة.