حذر مستشاران أسريان من انتشار ظاهرة تقديم النصائح للمتزوجات والمقبلات على الزواج والمطلقات من خلال بعض من مشهورات التواصل الاجتماعي دون دراية أو معرفة لطرق النصح، ما قد يتسبب في إفساد الحياة الزوجة بسبب نصائح غير ناضجة أو محرضة الأمر الذي يؤثر سلباً على استقرار الأسر، خصوصا المحتوى الذي يدعو للحرية غير المسؤولة والهيمنة ضد الرجل والتعسف في الحقوق دون مسؤولية. وقال المستشار الأسري الدكتور سعود المصيبيح ل«عكاظ»: لاحظنا ظهور مشهورات في مواقع التواصل الاجتماعي يتحدثن عن ضرورة الاستقلالية والهيمنة على الرجل ودعوات للحرية غير المسؤولة، دون معرفة علمية أو مستند بحثي أو إحصائي أو خبرات تراكمية كافية، وهو ما قد يؤثر سلباً على استقرار الأسرة ويسعى لتفكيكها. وأضاف الدكتور المصيبيح: إن الأنظمة السعودية تؤكد وتركز على أهمية الأسرة والعناية بها وفقا لما ورد في المادة التاسعة من نظام الحكم، والتي حرصت على حماية الأسرة من أي تدخل خارجي يحاول أن يفكك الأسرة. وأوضح المصيبيح، أن ما يقوم به بعض المشهورات في مواقع التواصل هو مخالفة، ما يعني وقوعهن تحت دائرة المساءلة القانونية والعقوبات. وشدد على أن بث مثل هذا المحتويات التي وصفها ب«السامة»، هي محاولة خطيرة تسعى لزعزعة الأسرة والمجتمع، ويجب التصدي لها ومحاربتها، ومحاربة أفكارها الخاطئة التي قد تؤدي إلى حدوث تشتت وتشرد بين أفراد الأسرة. من جهتها، أكدت المستشارة الأسرية مضاوي دهام القويضي ل«عكاظ»، أن انتشار محتويات مرئية لبعض مشهورات ومشاهير مواقع التواصل، تتعلق بالأسرة، كنصائح للزوجين أو أحدهما، ظاهرة مقلقة ويجب التصدي لها ومكافحتها وردع انتشارها. وقالت القويضي: من الناحية الشرعية والقانونية خروج البعض عن العادات والتقاليد والتدخل في حياة الآخرين، يعد محتوى إفساد للحياة الأسرية والزوجية، فالرجل شرعا وعرفا وقانونا، مأمور بالقوامة والقيام على شؤون بيته وزوجه وأبنائه وبناته، وتعزيز أمر النشوز والعصيان والتمرد في نفوس الزوجات يسهم في دمار الحياة الزوجية بل وقد يرسخ في أذهان الفتيات المقبلات على الزواج صورة مغلوطة عن الحياة الزوجية، فتعيش البيوت في شقاء بسبب نصائح مغلوطة صادرة من شخصيات لا تملك الخبرة والدراية وسلكت طريق النصح من أجل تحقيق الشهرة وجلب المتابعين. وأشارت، إلى أن الإرشاد الأسري والنفسي والعلاج السلوكي علوم دقيقة وعلميّة وتخصصية، وليست محتوى للمشهورات الباحثات عن الترند والشهرة على حساب استقرار البيوت والأسر. نصائح وهمية وتضليل خطير أوضح المحامي والمستشار القانوني بدر فرحان الروقي ل«عكاظ»، أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، يحد من وقوع الجرائم المعلوماتية، ويحدد الجرائم والعقوبات المقررة لكل منها، ويهدف نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية إلى المساعدة على تحقيق الأمن المعلوماتي. وحفظ الحقوق المترتبة على الاستخدام المشروع للحاسبات الآلية والشبكات المعلوماتية، وحماية المصلحة العامة، والأخلاق، والآداب العامة، فضلا عن حماية الاقتصاد الوطني. وحذر المحامي الروقي، أصحاب الحسابات المليونية من استغلال العدد الكبير من المتابعين بتقديم معلومات مضللة أو نصائح غير علمية أو متخصصة كونها من الممارسات المجرمة نظاما. وأضاف، أن الكثير من مشهورات مواقع التواصل الاجتماعي، وجدن أن الحديث عن قضايا الأسرة، يجلب لهن المزيد من الشهرة والمتابعين بهدف الإعلانات والمال، رغم أن كثيرا منهن لا يمتلكن أي خبرة في الحياة ولا أي مستند علمي أو تصريح رسمي أو شهادة موثقة وهو ما يعني نشر معلومات خاطئة وغير صحيحة. وأكد الروقي، أن النيابة العامة تتولى رصد التجاوزات والمخالفات في قضايا الحق العام في الجرائم المعلوماتية وتحيل المخالفين للتحقيق ومن تثبت إدانته يعاقب، مشيرا إلى أن آراء ونصائح هؤلاء مبنية على أهوائهم ومزاجيتهم مما يتسبب بضرر على الآخرين، خصوصا صغار السن، وإعطاء انطباع أن نصائحهم وحديثهم هو الحقيقة وهذا تضليل خطير، لافتا إلى أن هيئة تنظيم الإعلام تتصدى بدورها لمثل هذه المحتويات المضرة على استقرار الأسر.