انطلقت مساء الأحد الماضي "أحدية الغرفة" التابعة لغرفة الخرج، معلنة بدء موسمها الثقافي بمبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على توثيق التاريخ الشفوي في المملكة، وجاءت هذه الأمسية المميزة بحضور الكاتب والمؤرخ السعودي الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي، وأستاذ التاريخ السعودي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد. حمل اللقاء عنوان "تجارب توثيق التاريخ الشفوي بالمملكة"، تحت إدارة الأستاذ علي بن سليمان الدريهم، المشرف على مسار الثقافة والأدب والتراث. تميز اللقاء بحضور نخبوي من المهتمين بالتاريخ والأدب والتراث، حيث عكست المداخلات والنقاشات الحية أهمية التاريخ الشفوي في الحفاظ على الذاكرة الجمعية للمجتمع، كأداة حيوية لنقل التجارب والمعارف بين الأجيال. تناول الأستاذ القشعمي تجربته في توثيق التاريخ من خلال مقابلات أجراها مع أكثر من 400 شخصية في مختلف مناطق المملكة، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها مكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبدالعزيز في هذا المجال، مما ساهم في توثيق حقب زمنية مهمة في التاريخ السعودي. من جهته، سلط الدكتور الحميد الضوء على أهمية المصادر التاريخية في فهم السياقات التاريخية، مشيرًا إلى جهود علماء التاريخ السعوديين مثل ابن عيسى والعبودي والجهيمان في حفظ تراث المملكة. وفي ختام اللقاء، تم تكريم الأستاذ القشعمي والدكتور الحميد بدرعين تذكاريين تقديرًا لمساهماتهما القيمة. المداخلات أثرت الحوار وأضفت عمقًا على النقاش، حيث أبدى الحضور تفاعلاً كبيرًا مع الأفكار المطروحة. أ. ناصر المطوع، على سبيل المثال، تطرق إلى أهمية بدء المهتمين بمجال التاريخ الشفوي بخطوات عملية للاستفادة منه، مشيرًا إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا النوع من التاريخ في توثيق الأحداث الرياضية. وفي مداخلة أخرى، أعرب الأستاذ عبدالله الحسني عن شكره لغرفة الخرج على تنظيم هذه الفعالية، مؤكداً على أن التاريخ الشفوي يشكل جسراً يربط بين الأجيال في مجالات متعددة كالسياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة، داعيًا إلى إطلاق مشاريع تخدم هذا المجال وتعزز الوعي الثقافي. مقترحات عديدة ظهرت خلال الأمسية، كان من أبرزها اقتراح الكاتب عوضة الدوسي باستثمار حالة الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة وتعضيد الأحداث التاريخية عبر الأفلام والمقاطع المرئية وتطبيقات البودكاست وبما يعكس عصرنة التوثيق عبر الممكنات الكبيرة التي تقدمها وزارة الثقافة وبقية القطاعات. كما اقترح الأستاذ خالد الحمود بتحويل التاريخ الشفوي إلى موسوعة إلكترونية تنطلق من غرفة الخرج، بهدف الحفاظ على التراث الشفوي للمنطقة وتعزيز الهوية الوطنية. تجدر الإشارة إلى أن مبادرة "أحدية الغرفة" تعد جزءًا من رؤية المملكة 2030، وتنعقد مساء كل أحد لتناول قضايا ثقافية ورياضية وإعلامية، ما يجعلها منبراً حيوياً للتفاعل الثقافي والمعرفي في المملكة. الزميل الحسني مداخلاً خلال اللقاء جانب من الحضور