تحولت زيارة الباحث والكاتب محمد القشعمي للأديب حجاب الحازمي مساء أول من أمس في جازان إلى ثلوثية شهدت نقاشا تاريخيا وأدبيا حول العديد من المواضيع والقضايا، وتحدث القشعمي عن مواقفه وذكرياته التي جمعته بعدد من رموز ورواد الحركة الفكرية والثقافية، كما تساءل عن التأخر في إحياء جائزة الدولة التقديرية من جديد، بعد توقفها منذ أكثر من 30 عاما، داعيا إلى بذل الجهد لإعادتها. مشروع التاريخ الشفهي وحول اهتمام القشعمي بالكتابة والتأليف عن عدد من الشخصيات الوطنية، أوضح "أن من واجب الوطن والمثقفين والباحثين تدوين وتوثيق ما قدمته تلك الشخصيات التي أسهمت بجهدها وتجاربها في مسيرة الوطن الفكرية والعملية والثقافية"، مضيفا أنه يركز في أبحاثه وإصداراته على كتابة تاريخ شخصيات وطنية تجاوزها الإعلام وتجاهلها رغم نتاجها وتجاربها المميزة. وتساءل حجاب الحازمي عن مشروع القشعمي المتمثل في تدوين التاريخ الشفهي ومتى سيصدر، وأوضح القشعمي أن هذا النوع من التوثيق والرصد بدأ في أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وأول خطوة مثلت البدايات السعودية في هذا المضمار هو تسجيل عدد من الباحثين للقاءات مع المطوفين في مكة والمؤذنين والعاملين في مجال الحج. توثيق الشخصيات الوطنية وحاضر القشعمي على مسرح جامعة جازان صباح أمس وسط حضور لافت عن "دور مكتبة الملك فهد الوطنية في توثيق التاريخ الشفهي للمملكة العربية السعودية" وذلك ضمن احتفاء الجامعة باليوم الوطني 85 للمملكة بحضور مدير الجامعة المكلف الدكتور محمد ربيع ووكلاء الجامعة وأعضاء مجلسها والعديد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين من الطلاب والطالبات. وقدم عميد شؤون الطلاب بالجامعة الدكتور محمد حبيبي الضيف القشعمي متناولا سيرته الذاتية ومنجزاته أثناء فترة عمله في الرئاسة العامة لرعاية الشباب. سير شخصية وتطرق القشعمي للمراحل التي مر بها هذا النوع من التاريخ في المملكة منذ حوالي 40 عاما واستعرض سير العديد من الشخصيات التي تناولها التوثيق للتاريخ ذكر منهم عزيز ضياء وعابد خزندار ومحمد علي خزندار وعبدالرحمن الجهيمان وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومحمد بن علي المغربي وحمزة شحاته.كما عرج القشعمي على ذكريات من رحلاته وعلاقاته بالكتاب والسير والتاريخ وأضاء على الكثير من المحطات التاريخية من حياة الملك عبدالعزيز وتاريخ المطبوعات والصحف السعودية في حقبة من تاريخ المملكة الإعلامي ونقاط التحول التي مر بها الإعلام السعودي.وتعرض القشعمي لأهمية التاريخ الشفهي الذي يؤخذ من مصادره المهمة من أفواه المعاصرين، مؤكدا على أهمية الدور الريادي الذي تقوم به مكتبة الملك فهد الوطنية في حفظ وتسجيل تاريخ المملكة الذي شرعت بتوثيقه منذ العام 1415، ذاكرا بأن التوثيق للتاريخ في ذلك العهد قد تم بإجراء مقابلات مع عدد من الأدباء والمثقفين ممن يمثلون الرعيل الأول، بالإضافة إلى زيارات للعديد من الشخصيات في بعض مناطق المملكة.