ارتفاع أسعار البروبيلين في أوروبا مع شح الإمدادات وإغلاقات الصيانة

ارتفعت أسعار مادة البروبيلين الكيميائية في السوق الأوروبية بنحو 4 %، في النصف الأول من أغسطس 2024، مع خضوع العديد من مصانع البروبيلين الخام لعمليات صيانة مما ساهم في انخفاض الإنتاج والتأثير على الصناعات اللاحقة ومنها إنتاج حمض البيوترك الذي ارتفعت أسعار بنحو 0.5 % مع تقلص إمدادات اللقيم وظروف الطلب المعتدلة.
وكانت الزيادات في أسعار مادة البروبيلين الخام نتيجة إلى حد كبير لشح سوق الاستيراد مع انخفاض الإمدادات القادمة من أسواق أميركا الشمالية والشرق الأوسط. وكانت الواردات المحدودة من سوق أميركا الشمالية نتيجة إلى حد كبير لإبقاء العديد من المصانع تحت ظروف القوة القاهرة وعمليات الصيانة على الرغم من عودة بعض المرافق إلى الإنتاج.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن أسعار البروبان في المنبع في جميع أنحاء الولايات المتحدة بلغت 2.458 دولار للغالون، وهو ما يمثل زيادة قدرها 0.018 دولار عن الأسبوع السابق، وهو ما أكد بشكل أكبر على ارتفاع أسعار مادة البروبيلين الخام في جميع أنحاء أوروبا.
وعلاوة على ذلك، تم تسجيل الإمدادات من الشرق الأوسط أيضًا على أنها محدودة، حيث تم تسجيل انخفاض إنتاج البروبيلين في المملكة العربية السعودية، حيث استشهد المشاركون في السوق بظروف التصدير غير المواتية وسط التوترات الأمنية في البحر الأحمر وانخفاض الطلب على البولي بروبلين في تركيا.
وأدت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل إلى زيادة مخاطر الصراع الإقليمي، وخفت التوترات في وقت لاحق عندما أنهى حزب الله مرحلة الاستجابة الأولية، لكن استمرت اضطرابات سلسلة التوريد، مما أدى إلى تأخير تسليم البروبان والبروبيلين إلى أوروبا وتقليل إنتاج حمض الزبد.
وفي جميع أنحاء أوروبا المحلية، تم تسجيل قيام المنتجين بتشغيل مصانعهم بمعدلات مخفضة لمواءمة الإنتاج مع الطلب الضعيف، ومن المتوقع أن يعود نشاط الشراء إلى مستوياته الطبيعية بعد العطلات الصيفية التي ربما أدت إلى زيادة أسعار حمض البيوترك. وزاد من مخاوف الإمداد، إعلان شركة شل للكيماويات عن حالة القوة القاهرة في مصنعها في مورديك بهولندا والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 510.000 طن متري في الأول من أغسطس 2024، مع عدم تحديد مدة الإغلاق، وهو أحد الموردين الرئيسين للبروبيلين في السوق الأوروبية.
وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يشهد سوق البروبيلين الأوروبي موسم صيانة مكثف بين أغسطس ونوفمبر، مع إغلاق خمسة مصانع خلال هذه الفترة. ومن المقرر أن تغلق ليونديل باسل وباسف وبي بي مصانعها الواقعة في ألمانيا، مع إغلاق مجموعة إم أو إل وسلوفنافت مصانعهما في المجر وسلوفاكيا على التوالي، وارتفعت أسعار السوق الفورية خلال الأسبوع وسط انتعاش نشاط إعادة التخزين، مع تركيز الاهتمام بشكل أكبر على أغسطس، مما دفع تكاليف إنتاج حمض البيوترك إلى الارتفاع.
ومع ذلك، ظلت ظروف الطلب على حمض البيوترك معتدلة في جميع أنحاء أوروبا من قطاع الأعلاف الحيوانية والمصب، ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج الأعلاف المركبة في الاتحاد الأوروبي في عام 2024. واستنادًا إلى البيانات، من المتوقع أن ينخفض إنتاج الأعلاف المركبة الصناعية داخل الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.3 % في عام 2024 مقارنة بعام 2023.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يظل إنتاج أعلاف الماشية مستقرًا نسبيًا، مع زيادات أو انخفاضات طفيفة فقط بناءً على الظروف الإقليمية. وتتوقع أيرلندا نموًا متواضعًا في أعلاف الماشية بسبب موسم الرعي المتأخر مما قد يزيد الطلب على حمض البيوترك، وعلى العكس من ذلك، تتوقع هولندا المزيد من الانخفاضات في قطاعي الألبان ولحوم البقر (حوالي -5 %)، مدفوعًا بالتحديات التنظيمية والبيئية المستمرة، مما يشير إلى الطلب المعتدل على حمض البيوترك.
وفي الصناعات اللاحقة للبروبيلين، كان العرض المحدود لأكسيد البروبيلين بسبب الإغلاق غير المخطط له في شركة نوفا للكيماويات في أواخر يوليو 2024، مما أثر على توافر هذه المادة الخام الحاسمة لإنتاج إيثر السليلوز والتي شهدت سوقها استقرار في الولايات المتحدة، مع الحفاظ على التوازن إلى حد كبير بين العرض والطلب. وكانت مستويات إنتاج إيثر السليلوز معتدلة بسبب التوافر المحدود لمادة أكسيد البروبيلين الخام، مما أدى إلى زيادة الأسعار بنحو 1 % وبالتالي رفع تكاليف الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، كان العرض من مادة السليلوز الخام مقيدًا أيضًا. وقد حدث هذا بسبب نزاع عمالي في كندا، حيث أوقفت أكبر شركتين للسكك الحديدية، السكك الحديدية الوطنية الكندية وكندا باسيفيك كانساس سيتي أكثر من 9000 عامل بعد فشلهما في التوصل إلى اتفاقيات عمل جديدة. ومن المتوقع أن يؤثر توقف العمل هذا بشكل كبير على صادرات المنتجات الحرجية الكندية - وهو قطاع تقدر قيمته بنحو 45.5 مليار دولار كندي في عام 2023، وفقًا لإحصاءات كندا.
وتعتمد السكك الحديدية الوطنية الكندية، أكبر شركة نقل بالسكك الحديدية لمنتجات الغابات في أميركا الشمالية، بشكل كبير على نقل الأخشاب واللب ومنتجات الورق، حيث يرتبط أكثر من 10 % من إيراداتها بسوق الإسكان. ويهدد النزاع العمالي بتعطيل سلسلة التوريد، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات العرض في كل من كندا والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يؤثر ذلك بشكل أكبر على تداول إيثر السليلوز.
ونتيجة لذلك، تشعر الشركات في قطاع الغابات بالضغط. على سبيل المثال، بدأت شركة إنتاج اللب ميرسر انترناشيونال في التخطيط للطوارئ، بما في ذلك طرق النقل البديلة، في حين قلصت شركة كونيفكس تيمبر عملياتها في مصنعها للأخشاب في ماكنزي، كولومبيا البريطانية بسبب عدم اليقين المحيط بالنقل بالسكك الحديدية. وساهمت هذه العوامل في الإنتاج المعتدل من السليولوز إيثر.
وعلى الرغم من تحديات العرض هذه، ظل الطلب على السليولوز إيثر ضعيفًا. وكان نشاط قطاع الطلاء ضعيفًا، مما يعكس الأداء المعتدل لصناعة البناء في الولايات المتحدة، وأظهر قطاع البناء طلبًا ثابتًا ولكن متواضعًا، على الرغم من تعرض ظروف السوق لضغوط بسبب الانخفاض الأخير في تصاريح الإسكان مما يشير إلى ظروف طلب غير مواتية على السليولوز إيثر.
في يوليو، انخفضت تصاريح الإسكان بنسبة 4 % عن يونيو و7 % مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وفقًا لبيانات من مكتب الإحصاء الأميركي. وانخفضت عمليات بدء الإسكان للعائلات الفردية بنسبة 14 % عن الشهر السابق و15 % على أساس سنوي. في المقابل، زادت عمليات بدء الإسكان متعدد العائلات بنسبة 12 % عن يونيو ولكنها انخفضت بنسبة 24 % مقارنة بالعام السابق. كما انخفضت تراخيص الإسكان للعائلات بنسبة 0.1 % عن يونيو، مسجلة بذلك الشهر السادس على التوالي من الانخفاضات، وهو ما استمر في التأثير على استهلاك الإيثر السليولوزي وساهم في توازن السوق.
وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تنخفض أسعار الإيثر السليولوزي في السوق الأميركية في الأسابيع المقبلة. ويرجع هذا إلى استمرار ظروف الطلب المنخفض التي تفاقمت بسبب موسم الرياح الموسمية في الولايات المتحدة وعدم اليقين الاقتصادي الحالي، والذي من المتوقع أن يقلل بشكل كبير من المعاملات في قطاع السلع الاستهلاكية سريعة الاستهلاك الثانوي، مما يزيد من إضعاف ظروف الطلب على الإيثر السليولوزي، بحسب كيم اناليست.