انقضت الإجازة الصيفية وعاد الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية، الحر شديد والرطوبة عالية والأجواء مغبرة، شهر أغسطس ليس الشهر المناسب لبدء عام دراسي جديد في معظم مناطق المملكة، في المقابل هو أفضل أشهر السنة في المصائف فيه تحلو الأجواء وتكثر الأمطار وتطيب الفواكه، فلماذا حُرمت الأسر من الاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة؟ المملكة لديها خطة طموحة لتنمية السياحة الداخلية وإنعاش المصائف وتشجيع المستثمرين على بناء المنتجعات السكنية وخفض تكاليف الإقامة، ومع ذلك نجد (أحيانا) قرارات لا تراعي الجوانب الاقتصادية في السياحة، ومنها حرمان المناطق السياحية من أثمن فرصة لاستقطاب أكبر عدد من السياح في الفترة الذهبية للمصائف، بل إن عودة الدراسة في الصيف لها تكاليف باهظة مثل مصاريف التكييف التي تتحملها المنشآت التعليمية. في دراسة لجامعة هارفارد، أظهر تحليل نتائج 10 ملايين طالب في المدارس الثانوية خلال 13 عاما أكد أن الطقس له تأثير سلبي على أداء الطلاب، ولاحظ الباحثون أن كل ارتفاع في درجة الحرارة بقيمة 0.55 درجة مئوية يقابله هبوط في الاستيعاب بنسبة 1 %، ويبدأ التأثير السلبي، حسب الدراسة كلما ارتفعت الحرارة فوق 21 درجة مئوية، ويتسارع عندما تتجاوز 32 درجة مئوية، ويزداد تأثير الحرارة أكثر على الاستيعاب إذا بلغت 38 درجة مئوية، فماذا عن درجات حرارة تصل إلى 45 درجة في شهر أغسطس مع رطوبة قد تصل إلى 70 %. هذا العام هو نهاية تجربة نظام الفصول الثلاثة والمؤشرات الأولية ترجح عودة النظام السابق بفصلين دراسيين، إن حدث ذلك فهو فرصة لإعادة دراسة مواعيد الإجازة الصيفية بحيث تمتد من منتصف شهر يونيو إلى منتصف شهر سبتمبر، وهذا من شأنه المحافظة على جودة العملية التعليمية، والمحافظة على التركيز الذهني، والحصول على قدر كافٍ من الراحة، وتقوية الروابط العائلية، والتفاعل مع الأسر وتعزيز التواصل مع أفرادها وبناء ذكريات دافئة لدى الأطفال.