تسجل حواضر الدمام ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، وتلامس الخمسينات المئوية عند ظهيرة اليوم، مع قرب دخول موسم «طباخ التمر»، حيث يكون الطقس بحرارة مرهقة تمتد إلى فترة المساء، فيما يساعد نشاط الرياح السطحية على تراجع نسبة الرطوبة، ويعمل الغبار والعوالق الجوية على التخفيف من حدة اشعة الشمس، وبالتالي انخفاض طفيف بدرجات الحرارة اعتبارا من يوم غدٍ الاحد، كما تشهد مناطق مكةالمكرمة والرياض والقصيم، اجواء صيفية شديدة الحرارة بمنتصف الاربعينات نهارا، مع تواجد السحب في سماء العاصمة المقدسة نهار اليوم، وفي مناطق المدينة النبوية وحائل والشمال تبلغ 40 درجة في العظمى. وتوضح الدراسات المناخية الموثقة، أن الارتفاع في درجات الحرارة، استمر خلال السنوات الماضية على معظم مناطق المملكة الى مستويات قياسية، الذي يُلحظ ايضا في هذا الصيف، متوقعة ان يكون هناك تجاوز للمعدل السنوي، وذلك خلال الفترة القادمة حتى نهاية هذا الفصل، فيما يرجع الاحترار السائد على مستوى العالم بعد المشيئة الإلهية، الى عوامل طبيعية منها الدورات المناخية للكرة الارضية، وما يصاحبها من تقلبات في جميع العناصر الجوية، ومتوافقا مع الدورة 24 الحالية النشطة للشمس، وتأثيرها بعدد من الاضطرابات في الغلاف الجوي، بالاضافة الى تغير مدار الأرض حول الشمس وميلان محورها، الذي يؤثر في كمية الطاقة الحرارية والاشعاع الشمسي، كما انه لا يعني بعد الأرض وقربها من الشمس، وجود علاقة بالفصول الأربعة، وبالرغم من ذلك يكون التأثير في طولها، فعندما تكون الأرض في أبعد نقطة عن الشمس، فانها تتحرك بطيئة في مدارها، الذي يجعل الصيف أطول الفصول في النصف الشمالي من الأرض. في سياق متصل اشار المختصون في الطقس، الى تراجع نسبي في معدلات الرطوبة، فيما تنشط الرياح الشمالية الساخنة، وتشمل الساحل الشرقي واجزاء من دول الخليج العربي، حتى يوم الثلاثاء المقبل بإذن الله، متوقعين ان تبلغ سرعتها بين 40 و 50 كيلومترا في الساعة، وتستمر مثيرة للاتربة والغبار، وتكون الرياح قوية في عرض البحر، فترتفع الامواج بالخليج، كما تنشط الرياح السطحية في الجنوب الغربي، مع استمرار تشكيلات من السحب الرعدية الممطرة بمشيئة الله تعالى، على مرتفعات جازان وعسير والباحة، تمتد الى مرتفعات منطقة مكةالمكرمة، تكون مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية المغبرة، مع توقعات بارتفاع درجة الحرارة في معظم المناطق، في حين تتزامن نهاية شهر تموز/ يوليو الجاري، مع دخول الموسم المعروف ب «طباخ اللون»، الذي يطبع الاجواء بشدة الحر، وارتفاع الرطوبة وهبوب الرياح السطحية الساخنة، مع تشكل السحب العالية والمتفرقة التي تندفع من بحر العرب، وهي سحب عقيمة غالبا وغير ممطرة، فتتحرك من الشرق إلى الغرب، تبعاً لحركة الرياح النفاثة العلوية «الشرقيات»، وتتسبب بكتم الجو ليلاً على السواحل بشكل خاص، حيث يتميز الطقس في فترة طباخ اللون المسمى بطباخ التمر، بالمزيد من ارتفاع درجة الحرارة وهبوب السَموم، وذلك لتغير مهب الرياح الشمالية، وفق المتكرر سنويا في هذا الموعد عند ظهور نجم «المرزم»، ممثلا للمنزلة الخامسة من منازل الصيف، ويرتبط ذلك في بعض الاسباب بمؤثرات المنخفض الهندي، الذي ينشط صيفا فترتفع درجات الحرارة في معظم ارجاء شبه الجزيرة العربية. وتشير التوقعات الى استمرار شدة الحر في الاسبوع المقبل باذن الله، متوافقا مع دخول طالع (الهنعة)، الأخير بموسم الجوزاء، الذي يعد موعدا تقريبيا لبداية مرحلة زيادة الرطوبة على السواحل، وفي نهايته يدخل موسم «صباغ اللون»، كناية عن تأثير الحرارة الشديدة على التمور فيسمى ايضا «طباخ التمر»، وله ارتباط مباشر بمنخفض الهند الموسمي، الذي يجثم مسيطرا على أجواء شبه الجزيرة العربية، خلال فصل الصيف كل عام، ويختلف تأثيره فيبدأ تدريجياً من الجنوب باتجاه الشمال، حيث تبدأ التمور بالتلون والنضج عند اشتداد الحر، وهي الفترة المسماة لدى المزارعين ب(طباخ اللون أو طباخ التمر أو طباخ الرطب)، اعتبارا من منتصف يوليو حتى 15 أغسطس تقريبا، ويختلف الموسم من منطقة إلى أخرى، حيث يبدأ في الجنوب مبكراً، أما في الشمال فيكون متأخراً، وبمنزلة الذراع في 29 يوليو، التي يطلق عليها «المرزم»، تكون فترة الذروة لطباخ التمر، متزامنة مع السَموم، وتواجد الغيوم القادمة من الشرق، تحت تأثير العوامل الطقسية المصاحبة لمنخفض الهند الموسمي، وكذلك ترتفع درجات الحرارة لأعلى معدلاتها على مدار العام، متواصلة الى الموسم التالي المعروف ب(الكليبين)، في حين ان طالع المرزم الذي يستمر 13 يوما، اقترن بالعلاقة مع التمور، والذي يقول عنه العامة: «إذا طلع المرزم فامل المحزم»، الذي يعني نضج التمر وبداية جنيه بكميات كبيرة، وهي ايضا المرحلة الرطبة بمنطقة الخليج، التي تستمر على نحو متفاوت خلال أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، وتشهد هذه الفترة تقلبا في اتجاه الرياح، كما تتغير بين وقت وآخر بتأثير نسيم البحر، ويتراوح طول الفترة الرطبة بين يومين و 20 يوماً متصلة وخاصة في شهر أغسطس، الذي يؤثر بالحر الشديد وارتفاع درجة الحرارة المحسوسة، الى أكثر من الخمسينيات المئوية.