زحام المطارات والقادمون من الغيب نحو الحضور... حقائبنُا المتعبة! الذاهبون إلى الصيف من بعضه. الواقفون بطابور أيامهم.. راحلين لأعمارهم ... زحام المطارات ..؟! ... لكنّ ظلك خلفك وحدكما .. حين تدهسه خطوات الفصول: من صيفها.. لشتائها من خوفها.. لرجائها ثم لا تنتبه...! * أيها.. العابرون بهذا الزحام.. بغير ظلالٍ تعالوا هنا.. أنا لا أعدُّ لظلي مكانا سواي حجزت له مقعدًا بجواري وفتّشه ضابط الأمن مثلي ساعته في يدي.. وهاتفه في جيوبي.. وأسماؤه كلّها.. كلها مِن أنا... تعالوا هناك... هناك هنا! سأنزعه من لسان الممرات أجمعه في زجاجة عطري وأتركه يورق الموطنا تعالوا.. بعيدا بعيدا... وخلّو مكانًا لنا! * في زحام المطارات حين عبور العيونِ.. زوايا المكانِ.. كراسيّها من بشر! أناسٌ يضيئون خلف الزجاجِ أوّلهم بائعو الوقت آخرهم ضائعو السبت! وأوسطهم رجلٌ في ربيع الظنون يحدث هاتفه عن عناء السفر! * زحام المطارات.. طائرة ذاكرةْ وعابرة.. سادرةْ وشيخٌ مسنّ يحدث أولاده عن مواعيد رحلته.. ثم يدعو الجميع بصوت جهورٍ على وجبةٍ للعشاء المؤجل منذ ليالٍ.. ويستبطئ الآخرةْ أخرى تخبّئ صبحًا شهيًّا بكمّامةٍ.. طفلٌ.. تدلّلَ... ثم اشترى وجبةً وتناثر منها .. زحام المطارات لا رحلة تتحرّى ولا قادم لا يحث الخطا! * الحقائب محشوّة بالفراق...! الكلام المؤجل منذ سنين.. العناق الرجوع.. المحمّل بالتعب الفوضوي اعتناق.. زحام المطارات .. طائرة لا تطيق انتظارا وساعة مستوحش.. لا تطاق..!