الصديق والزميل العزيز الأستاذ فهد الحوشاني احد اهم المنتجين والمخرجين وكتاب المسرح، ارسل لي أيميل يطلب مني تحويل القصة التالية الى فيلم قصير للمشاركة به في مهرجان أفلام السعودية في دورته الحادية عشر القادمة، المهرجان الحدث الثقافي السنوي الذي يقيمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بتنظيم من جمعية السينما السعودية وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة للاحتفاء بالمشاركات الأدبية والثقافية في صناعة السينما، يجتمع فيه صناع الأفلام في بيئة سينمائية ملهمه. تقول القصة: إنّ طائرة إيرباص تطير في طريقها عبر البحر في خط مستقيم بسرعة 800 كم في الساعة، ظهر لها فجأة طائرة مقاتلة مزودة بتقنية Tempo Mach التي تمكنها أن تتجاوز ضعفي سرعة الصوت، يبطئ طيار الطائرة المقاتلة الشاب ويطير بجانب طائرة الإيرباص ويحيي قائدها الشايب باتصال لاسلكياً ثم يقول له: رحلة إيرباص رحلة مملة بطيئة أليس كذلك ؟ انتبه يا كابتن وألقى نظرة عليّ ماذا سأفعل، يقوم الشاب بشقلبة طائرته على ظهرها ثم يتسارع ويخترق حاجز الصوت ثم يصعد بسرعة إلى ارتفاع مذهل ويهوي إلى مستوى سطح البحر تقريبًا في عرض استعراضي خلاب، بعدها عاد الطيار الشاب مرة أخرى بجوار طائرة الإيرباص وسأل قائدها الشايب الكبير: حسنًا كيف رأيت ذلك ؟ يجيب طيار الإيرباص الكبير سناً وخبرة: استعراضك يا بنيّ مثير للإعجاب للغاية ! لكن ألق نظرة علينا هنا لترى ما يمكنني فعله ولا يمكنك فعله ، راقب طيار المقاتلة طائرة الإيرباص لكنه لم يشاهد شيئا حدث ! يستمر طيار الإيرباص في الطيران في خط مستقيم وبنفس السرعة، بعد خمس دقائق أجرى طيار الإيرباص اتصالاً لاسلكيًا مع طيار المقاتلة وسأله: حسنًا ماذا تقول الآن! يسأله قائد المقاتلة وهو في حيرة ودهشة: ماذا فعلت؟ يضحك طيار الإيرباص ويقول: نهضت وحرّكت ساقي وذهبت إلى مؤخرة الطائرة إلى الحمام وأخذت فنجانًا من القهوة وكعكة وأنتَ لا تستطيع عمل أي من ذلك الذي قمت أنا به! انتهت القصة والمغزى منها هو عندما تكون صغيرًا شاباً تبدو السرعة ويبدو الاستعراض وحبّ التفاخر والتظاهر، ولكن مع تقدّمك في السن واكتسابك للحكمة والمعرفة تفهم قيمة الراحة والسلام والهدوء، وهذا ما يسمى S.O.S اختصار للجملة Slower Older Smarter (أبطأ، أقدم، أذكى) أو بمعنى أبطأ كبار السن أبطأ أكثر ذكاء، أنا بدوري أهدي هذه القصة الى أصدقائي وزملائي المسرحيين الذين هم في نفس عمري وبالطبع من بينهم صديقي فهد لندرك أننا كبرنا وقد شبعنا نجاحاً وسعادة أحياناً وفشلاً وحزناً أحياناً، وأنّ الوقت قد حان للإبطاء من اندفاعنا وتهوّرنا، والاستمتاع ببقية رحلتنا في هذه الحياة الدنيا بهدوء وسلام، والسلام.