انطلق، يوم الأربعاء، الملتقى اللغوي السعودي الصيني؛ الذي يقيمه مجمع الملك سلمان للغة العربية بالتعاون مع هيئة الأدب والنشر والترجمة، ضمن مشاركة المملكة ضيف شرف معرض بكين الدولي للكتاب 2024، بهدف العناية باللغة العربية، وتعزيز حضورها الدولي. وشمل الملتقى جلستين؛ أدار الجلسة الأولى أستاذ اللغويات التطبيقية بقسم اللغات الأجنبية في جامعة الطائف الدكتور نايف البراق، وتحدث فيها عميد عمداء جامعة بكين للغات والثقافة الدكتور خليل لوه لين، وكذلك نائب عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين الدكتور فو تشيمينغ الذي تناول واقع اللغة العربية في الصين، وجهود تعليمها لغير الناطقين بها، لا سيما تعليم الخط العربي، فيما تطرق أستاذ اللغويات الاجتماعية في جامعة الملك سعود الدكتور ناصر الغالي، جانب اللغة العربية والتواصل الحضاري، وأكد أن اللغة العربية هي لغة إرث ثقافي ممتد، ولغة رسالة، ولغة دين سماوي، وتمتلك قوة حضارية، متناولاً دور الكيانات الثقافية السعودية في حفظ اللغة. وتطرق الدكتور علاء ممدوح عاكف، الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية بجامعة بكين، في الجلسة إلى تحديات دراسة لغة الضاد في الصين، لا سيما عدم وجود موقع إلكتروني ومنصات رقمية لتعليمها، والتحدي المتمثل في عدم وجود طرق بديلة وحديثة. وفي الجلسة الثانية حول "تأثيرات اللغة العربية على اللغة الصينية والعكس، بما في ذلك الألفاظ المستعارة والكلمات وظواهر الاتصال اللغوي"، والتي أدارها الدكتور ناصر الغالي، وشرح فيها الأستاذ الدكتور نايف البراق الفرق بين الاتصال والتواصل، والانفتاح الصيني على اللغة العربية، متمثلاً في إذاعة الصين العربية، وتلفزيون الصين باللغة العربية، وحسابات "الصين بالعربي" على منصات التواصل الاجتماعي، وغيرها من المبادرات التي تستحق التقدير، وكذلك ما يماثلها من مبادرات لتعليم اللغة الصينية في المملكة، عبر الأقسام الأكاديمية في الجامعات مترجمة لرؤية المملكة 2030 في تعزيز التواصل الحضاري والثقافي بين المملكة العربية السعودية والصين. كما أشار إلى أهمية الترجمة في مد جسور التواصل بين هاتين الثقافتين الضاربتين في جذور التاريخ. وشاركت الدكتورة فيلالي فريال الخبيرة الدولية في جامعة بكين للغات والترجمة، تجربتها في تعلم وتعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، فيما شهدت الجلسة أيضاً مشاركات لأكاديميين صينيين حول تأثير كل من اللغتين على الأخرى. يذكر أن مشاركة المملكة تأتي تحت قيادة هيئة الأدب والنشر والترجمة؛ بهدف إبراز الجانب الثقافي السعودي للجمهور الصيني، وإثراء مجالات التعاون المشترك في الأدب والثقافة والفنون، حيث يساهم في تمثيل المملكة مجموعة من الكيانات الثقافية السعودية؛ مثل هيئة التراث، ودارة الملك عبدالعزيز، ومَجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وجمعية النشر السعودية، بالإضافة إلى وزارة الاستثمار.