اختتمت الدورة الثانية من المسابقة الوطنية للترجمة الأدبية من الصينية إلى العربية يوم 3 نوفمبر الجاري بجامعة هيلونغجيانغ بمدينة هاربين حاضرة مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، راعية المسابقة بالتعاون مع اللجنة الفرعية للغة العربية بالمكتب التوجيهي للغات والآداب الأجنبية التابع لوزارة التربية والتعليم الصينية، وشبكة أبحاث وترجمة الثقافة الصينية، ودار النشر للدراسات وتعليم اللغات الأجنبية. وحضر حفل الختام السيد يان مينغ نائب مدير اللجنة الفرعية للغة الانجليزية بالمكتب التوجيهي للغات والآداب الأجنبية التابع لوزارة التربية والتعليم الصينية ونائب رئيس جامعة هيلونغجيانغ، والدكتور فهد الشريف الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية ببكين، وقاو يان ده مساعد الرئيس السابق بجامعة اللغات والثقافة ببكين والعميد السابق لمعهد بانكوك، ولو يي وي نائبة رئيس الجمعية الصينية لبحوث الآداب العربية ونائبة عميد كلية الدراسات الشرقية بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، وتشانغ باو يان الأمين العام لكلية اللغات الشرقية بجامعة هيلونغجيانغ، ويان جيون نائبة عميد كلية الابتكار بالجامعة، ودوان تشي جيه عضو اللجنة الفرعية للغة العربية بالمكتب التوجيهي للغات والآداب الأجنبية التابع لوزارة التربية والتعليم الصينية ونائب عميد كلية اللغات الشرقية بالجامعة، وعدد من أساتذة وخبراء اللغة العربية من الصينيين والعرب . وأثنى يان مينغ، نائب رئيس جامعة هيلونغجيانغ، في كلمة القاها خلال حفل اختتام المسابقة على 300 طالب من حوالي 50 جامعة من جميع أنحاء البلاد شاركوا في المسابقة، وأدوا أداء جيدا على مدار ثلاثة أشهر، وأعرب عن تقديره الكبير للأساتذة والمنظمين ولجنة التحكيم الذين بذلوا جهودا كبيرة لنجاح المسابقة. كما أكد يان مينغ على أهمية المسابقة الوطنية للترجمة الأدبية من الصينية إلى العربية في تعزيز اللغة العربية والترجمة في الصين والدفع بتطوير القصة الصينية والخروج بالأدب والثقافة الصينية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، مشيرا إلى أن المسابقة توفر منصة لطلاب اللغة العربية في الصين لتعزيز التبادل الأدبي بين الصين والدول العربية والمساعدة في بناء جسر بين الجانبين. بدوره أشاد الدكتور فهد الشريف الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية ببكين، بنجاح المسابقة والحفل الافتتاحي، حيث اعتبر المسابقة خطوة كبيرة نحو تقدم اللغة العربية والدفع بالتبادل الثقافي والحضاري بين الدول العربية والصين. وقال الشريف: “لعل المسابقة المتميزة في مضمونها تمثل أحد مظاهر الاهتمام باللغة العربية على مستوى العالم، إذ يأتي هذا الاهتمام بها من قبل إحدى أهم المؤسسات التعليمية في دولة كبرى كالصين كشاهد على مكانة وأهمية وتميز اللغة العربية بين لغات العالم الأخرى، فهي تتميز عن اللغات الأخرى بقدرتها على التعبير بمخارج حروف ليست موجودة في لغات عالمية أخرى مثل حرف الضاد، وهي التي وحّدت العرب عبر تاريخهم الطويل، وكانت قديما لغة الحضارة عبر الأزمان والقرون. ولأهميتها أيضا كأحد أهم لغات العالم الحية منذ قرون طويلة وحتى الآن، فقد خصص لها يوم خاص وهو اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر في كل عام، وقد قامت منظمة اليونيسكو بعقد المؤتمر الأول للغة العربية عام 1974، وذلك إيمانا منها بدور اللغة العربية البارز في حفظ التراث الثقافي والإنساني للبشرية عبر القرون”، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية تولي بالغ الأهمية لتعليم اللغة العربية ودعم انتشارها على المستوى المحلي والدولي وفي كافة المحافل الدولية. ومن جانبه، قدم السيد قاو، أستاذ اللغة العربية بجامعة جيلين وممثل لجنة تحكيم المسابقة، تهانيه الخالصة لمنظمي المسابقة وأساتذة جامعة هيلونغجيانغ وجميع رعاة المسابقة، على نجاح الدورة الثانية من المسابقة الوطنية للترجمة الأدبية من الصينية إلى العربية، كما هنأ الطلبة الناجحين في المسابقة على تميزهم، مؤكدا على قدرتهم على تبوء مناصب مهمة في مؤسسات صينية وعربية مختلفة لما يتمتعون به من مستوى عال من الترجمة. ولدى إشارته إلى أهمية الترجمة في الاتصال والتواصل مع الآخرين، ودورها الكبير في نقل الحضارات من جيل لآخر، قال قاو إن الترجمة الأدبية من أرقى وأصعب أنواع التَّراجم، حيث يتم من خلالها نقل تراث فني وثقافي وقصصي من اللغة الصينية إلى اللغة العربية أو العكس، وتتطلب من المترجم إتقان القواعد النحوية الخاصة باللغتين الصينية والعربية، وتحقيق تماسُك النص من الناحية اللغوية، والمعرفة بمصطلحات ومفردات اللغتين وصياغة الجمل، وفي الوقت ذاته نقل المشاعر والأحاسيس، وجعل القارئ يتعايش مع الترجمة مثلما يتعايش معها أصحاب اللغة الأصلية.