بداية نبارك لفريق العين الإماراتي تأهله للمباراة النهائية لأبطال آسيا، بعد فوزه بنتيجة الذهاب والإياب على الهلال، مباراة العودة يوم الثلاثاء كانت مباراة مليئة بالتطورات والتداخلات والأخطاء، رغم أن البداية كانت قوية بهدف هلالي ومن ضربة جزاء، إلا أن الرد العيناوي كان سريعا جدا، لاعبو العين كانوا حاضرين بدنيا وذهنيا، بينما لاعبو الهلال كانوا تائهين مستعجلين، ولم تساعد الخطة التي بدأ بها خيسوس لاعبيه، فكرة إخراج كولوبالي وإشراك بونو بدلا منه، لم تكن الفكرة السليمة، لأن مشكلة دفاع الهلال استمرت، وقدرته على عمل الهجوم الضاغط لم تكن فعالة لان الهجوم العيناوي كان قويا ومرعبا. منذ بداية المباراة وحتى بعد تسجيل الهدف الأول الهلالي، كنا ومن شاشات التلفزيون نشاهد ذلك الفراغ الكبير في منطقة الوسط، تأخير نيفيز وتقدم سيفتش مع وجود سعود عبدالحميد وميشيل على الجهة اليمنى، وياسر وسالم على اليسرى، جعل من خطة خيسوس ضعيفة جدا لأن منطقة الوسط كانت فارغة كليا، وهذا ما جعل من كل كرة يقطعها الدفاع العيناوي عبارة عن فرصة محققة لهم على مرمى الهلال، حتى حين حاول خيسوس إعادة سيفتش وتقديم نيفيز قليلا لتغطية الوسط، تأثر دفاع الهلال وبنفس الوقت فقد هجومه القوى المطلوبة، وهنا أسقط بلاعبي الهلال، إذ أصبح المطلوب منهم الهجوم جميعا أو التراجع جميعا، مما شكل عليهم ضغطا نفسيا وإرهاقا بدنيا، ورغم الفرص التي أضاعها لاعبو الهلال من ميشيل وسالم وسيفتش ولاحقا كنو في الشوط الثاني، وهذا دليل على فقدان التركيز، إلا أن نقطة حجم الفرص نفسها لم يكن بالشكل الذي يسمح معه إضاعة أي فرصة لاحقا. كريسبو مدرب العين قرأ الهلال من الذهاب، خاصة وأنه عانى من الهلال حين كان مدربا للدحيل القطري والخسارة الكبيرة المشهورة، كريسبو عرف أن قوة الهلال تكمن في أنه لا يسمح للخصم بالضغط عليه، وخيسوس بالمقابل الذي تلقى صفعة أخطاء لاعبي الدفاع في الذهاب، لم يحسن من التصرف في الإياب، وفكرة إشراك بونو بدلا من كولوبالي لم تكن تلك ضربة معلم أبدا، لان كريسبو لم يتأثر بهذه الخطوة، في الشوط الثاني حين تم إشراك سلمان الفرج وإخراج صالح الشهري رأس الحربة، والذي كان من المفروض عدم إشراكه أساسيا بوجود مالكوم متبادلا مع ميشايل وسالم مركز رأس الحربة، الفرج أعاد التوازن وحقق موضوع السيطرة النسبية للهلال، لكن الكرات الطويلة التي كان يلعبها دفاع العين في الشوط الثاني ضربت الهلال في الصميم، ورغم هدف سالم الرائع الثاني، ورغم على الأقل وجود ضربتي جزاء للهلال لم تحسب بشكل غريب من الحكم، إلا أن العين كان أفضل وكريسبو كان أفضل. نعم خيسوس يتحمل المسؤولية كاملة، لم يستعد جيدا للمباراة، لم يقرأ العين وطريقة لعبه، كان الأولى به هو تكثيف منطقة الوسط، خاصة وأنت في مباراة الهدف الواحد يفرق، كثف الوسط، امنع العين من امتلاك أي فرصة في تهديد المرمى، وسط قوي بزيادة عددية ودفاع ثابت، يعني أن العين الآن وقع تحت ضغط مهارات سالم وميشيل ومالكوم وتمريرات سافيتش القاتلة، لكن الكثافة الهجومية بتفريغ الوسط واندفاع الدفاع، خطأ ارتكبه خيسوس، ولعل هذه هي المدرسة البرتغالية في التدريب، ولعلها هي من جعلت المنتخب البرتغالي بعيدا عن تحقيق بطولات كثيرة، يبدأ جيدا ثم ينهار في المواجهات المتقدمة، ومنذ مواجهة الهلال مع الشباب في الدوري ونحن نبهنا أن هناك خللا في فريق الهلال حين يكون تحت الضغط. عموما خرجت الفرق السعودية من منافسة آسيا، والرهان على الهلال فشل، نتمنى الفوز للعين الإماراتي حقيقة في الكأس، ونتمنى أن يتم إعادة دراسة الحالة لكل فرقنا السعودية، حتى الهلال الذي نلتمس له أعذارا حقيقية وليست وهمية، غيابات مؤثرة وضغط مباريات، لكننا متأكدون من أن الهلال حين يغيب عن آسيا، لا يغيب كثيرا عن المنافسة.