لا أظن أنَّ ما حدث للهلال في الشوط الأول من مباراة العين في العين كان يتوقعه أشدُّ المتشائمين تشاؤمًا بين الهلاليين، ولا أكثرهم تفاؤلًا بين جماهير العين، ولا أظنُّ أنَّ الأرجنتيني هرنان كريسبو المدير الفني لفريق العين كان يحلم قبل المباراة أن يتقدم على الهلال بثلاثة أهداف في شوط واحد؛ لكنَّ ما حدث أنَّ كريسبو كان يأمل بأن يسرق من الهلال هدفًا كما فعل مع النصر فوجد نفسه بمساعدة من جيسوس ولاعبي الهلال ومخادمة والفار الماليزي يخرج بثلاث سرقات. ذهب لاعبو الهلال بين الشوطين لغرفة الملابس، وفي غرفة الملابس كان لا بد من (كي وغسيل) لمن كانوا في الملعب مجرد قمصان زرقاء داخلها أجساد بلا فكر ولا روح، وبدأ الشوط الثاني البداية التي كان يأمل بها كل الهلاليين، هدف هلالي مبكر قلص الفارق، وكان يفترض به أن يعيد الثقة والاتزان نجوم الهلال، وأن يربك لاعبي العين ويعيدهم لحالة الشك والارتياب والقلق؛ لكن لاعبي الهلال لم يستوعبوا درس الشوط الأول فبالغوا بعد الهدف مباشرة بالاندفاع وافتقدوا للصبر ووقعوا في فخ الاستعجال، ولأنَّ في العجلة الندامة جاء هدف العين الرابع من مرتدة أخرى حولت مهمة الهلال وطموحاته من تعديل النتيجة وقلبها إلى محاولة تقليص الفارق وتأجيل الحسم إلى الإياب في الرياض. في الإياب يحتاج جيسوس للدقة في اختيار التشكيل المناسب، ولا مجال في مثل هذه المواجهات للمجازفة بإشراك ذوي القلوب الضعيفة والشخصيات الزجاجية؛ لذلك أعتقد أنَّ الهلال سيحتاج لتواجد بونو، والبريك، والفرج، وتقدم سافيتش مع مالكوم وسالم والشهري «إن كان جاهزاً»، مع ضرورة إيجاد الحلول لبعض الكوارث الدفاعية التي حدثت، والمساحات التي منحها دفاع الهلال بسخاء لسفيان رحيمي، ومصيدة التسلل التي اخترقها لاعبو العين مرارًا. هل رمى الهلال المنديل؟! وهل مهمته في التأهل باتت صعبة؟! هذا يتوقف على أي هلال سنشاهد مساء الثلاثاء في المملكة أرينا؛ هل هو الهلال السوبر الذي حقق 34 انتصارًا متتاليًا كان آخرها في نهائي السوبر في أبو ظبي أم هو هلال العين الذي قدم أسوأ شوط في تاريخه قبل أن يستطيع بربع حالته الطبيعية أن يسجل هدفين في مرمى خالد عيسى في شوط واحد، وحرمه مخادمة والفار الماليزي والحظ من أن يعدل النتيجة في الشوط الثاني؟! أمَّا إن ظهر الهلال في الرياض بحالته المعتادة فسيكون قادرًا -بإذن الله- مع كامل الاحترام للعين وكريسبو ورحيمي والحكم الكويتي أحمد العلي على أن يحسم تأهله من الشوط الأول، وستكون العين بالعين؛ لكن البادئ هذه المرة لن يكون هو الأظلم. قصف: ** تأجيل المواجهة التي زرعها اللبناني كارلو نهرا بين ذهاب وإياب نصف نهائي آسيا هو أقل واجب تقدمه الرابطة لممثل الوطن الوحيد، وإصلاح للخطأ الذي وقعت به في التعديل الأخير، العقلاء يدركون ذلك، والآخرون وجدوها فرصها لإشغال جماهيرهم عن النتائج (الشينة)، أو إشغال الجماهير الأخرى عن سلوكيات الدون المشينة! ** التأجيل لن يتسبب بأي ضرر على الأندية المحتجة.. الهلال هو من تسبب بالضرر! ** من المؤسف في إحصاءات اللاعبين حين تجد أمام لاعبين، مثل: نيفيز وسافيتش (تسديدة 0)! ** إذا كان الهلال جاهزًا للتغلب على الحكم أحمد العلي كما فعل أمام سابهان، فسيكون قادرًا على تجاوز العين!