مباراة مجنونة بكل معنى الكلمة، مواجهة الهلال والعين في نصف نهائي أبطال آسيا بعد تأجيلها ليوم واحد بسبب الأحوال الجوية في الإماراتالمتحدة، لعبت الأربعاء 17 / 4 / 2024، العنوان الرئيسي كان: عندما يفقد الهلال تركيزه، هذا العنوان هو ما يؤكد النظرية المثبتة عن الهلال، وهي أن الهلال وحده من يهزم الهلال، وهذا ما حصل فعلا، حيث إن المباراة بدأت بمحاولة نفسية هلالية للسيطرة على العين الاماراتي، نعم أقول نفسية إن لاعبي الهلال اعتقدوا أن لاعبي العين دخلوا المباراة وهم خائفون من الهلال، وأنهم سوف يحاولون إبقاء الكرة في منتصف الملعب، وحقيقة هذا ما كنا جميعا نتوقعه، وكذلك العين نفسه كان يريد هذا الشيء وكان واضحا منذ الدقائق الأولى، لكن ماذا حدث في الربع الساعة الأولى من الشوط الأول، هو ما أخذ النتيجة نحو ما آلت إليه. لاعبو الهلال بداية كالمعتاد، نقل كرات بينهم في المناطق الخلفية، ثم نقلها إلى الأمام نحو سافيتش والدوسري، وانتظار اختراقات ميشيل، وتحركات مالكوم من كافة الاتجاهات مع دعم سعود عبدالحميد وياسر من الأطراف، كل هذه الخطوات كنا نتوقعها، وهذا أسلوب الهلال، لكن هذا الأسلوب كان يعتمد بالدرجة الرئيسية على مفصلية مهمة جدا، وهي ثبات الخط الدفاعي وعدم ارتكابه للأخطاء، وهذا الذي لم يحسب خيسوس حسابه، كولوبالي والبليهي مع مقدمتهم نيفيز، لم يكملوا نقل الكرة ثلاث مرات متتالية، تمريرات خاطئة، تمركز خاطئ، ردة فعل حين قطع الكرة خاطئ، تأخر ياسر وسعود في الارتداد، كل هذه الأمور حدثت دفعة واحدة، وفي فريق عادي يكفي خطأ واحد منها يحدث حتى يتلقى الفريق أهداف من الخصم، ولكنها مع الهلال حدثت كلها مرة واحدة، مما أدى إلى هدف أول سريع، وضربات جزاء متتالية بأخطاء من البليهي وكولوبالي ومن قبلهم العويس. أذكركم بمباراة الهلال والشباب في الدوري، التي لأول مرة نرى فيها الهلال منكمش وغير قادر على الخروج من منطقتهم، وضغط شبابي قوي جدا أربك الهلال بشكل كبير، وإن انتصر الهلال، لكن حينها قلنا إن هناك ناقوس خطر دق، وأن على خيسوس الانتباه لهذا الأمر، ولكن ما حصل مع العين أمر مختلف، لم يكن هناك ضغط عيناوي، بل أخطاء متتالية من لاعبي الهلال في الخط الدفاعي، عدم وجود نيفيز بحالته المعتادون عليها، ارتباك سعود عبدالحميد، وخروج ياسر من الفورما كاملا، عدم انتباه خيسوس للأمر مبكرا وبالتالي عدم عودة الوسط المتقدم والمهاجمين إلى مساندة الدفاع، لم يسجل أي حالة اختراق واحدة لميشيل، وبقي سالم وحيدا يحاول أن يصنع الفارق، حتى بدأ الشوط الثاني وشعرنا أن الهلال قد بدأ بالعودة إلى وضعه الطبيعي، لكن بلنتي كولوبالي إعادة الربكة بالهدف الرابع للعين، إلى حين دخول سلمان الفرج الذي بكل اقتدار أعاد الهلال إلى السيطرة في المنتصف، لتنتهي المواجهة بفارق هدفين، من الناحية النظرية يمكن تعويضهم بإذن الله تعالى في الرياض في مباراة الإياب. في الإياب، نعتقد أن القوة الزرقاء سوف تلعب، وروح البطل الزعيم بين جماهيره هي من ستحدث الفارق، نتمنى عودة ميتروفيتش، ولكن تشكيلة الهلال الحالية قادرة على عمل الريمونتادا، مطلوب فقط عودة نيفيز إلى حالته مع اقترابه من خطوط الدفاع لتقصير مسافة التمريرات وعدم تأثيرها إن حدث خطأ في إحداها، تثبيت سعود وياسر مؤقتا في النصف ساعة الأولى، وكل المطلوب هو تسجيل هدف مبكر في الشوط الأول حتى يعود الهلال الى المنافسة بانتظار هدف ثاني لتحقيق التعادل، ثم يلعب الهلال بروح البطل وثقل جماهيره لحسم المواجهة، مع ضرورة واهمية احترام العين الخصم العنيد، وتقدير أنه يمتلك هجوما قويا وقادرا على إحداث الفارق، لكن الربع ساعة الأخيرة من الشوط الثاني في العين، أكدت أن الهلال قادر على تحقيق الصعب رغم كل العثرات. د. طلال الحربي