نالت المرأة المسلمة مكانة سامية في الإسلام، وهيأ لها سبل المضي قدمًا نحو تأسيس حياتها بما يضمن لها حقها، ومكنت لها الشريعة الإسلامية الأهلية في العمل وفق الضوابط الشرعية، فامتهن العديد من النساء المهن والحرف في عصر النبوة، ومن هذه المهن: التجارة فمن المعروف أن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت تاجرة ذات شرف ومال، ومن ذلك خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مال السيدة خديجة، وتوالى هذا النشاط لبعض النساء لاحقًا مثل الطب: فالصحابية رفيدة الأسلمية، صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ، وأول من شيد مستشفى ميداني في الغزوات الإسلامية، الدباغة: وهي من الصناعات والحِرف التي يحترفها بعض النسوة، ومن أبرزهم سودة بنت زمعة رضي الله عنها، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، عملت على دباغة الجلد الطائفي، النسج والغزل: ومن أشهر من عملن به ربطة بنت عبدالله الثقفية رضي الله عنها، وأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها حيث امتهنت الغزل وتصدقت به في مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم، صناعة الطيب والعطور: وفي الغالب كان الطيب من العنبر والمسك، ومن أبرز من عمل في صناعته سودة بنت زمعة، ومن عملن في تجارة العطور الصحابية الحولاء بنت تويت، والصحابية أسماء بنت مخرمة رضي الله عنهم فكانت تبيع العطر في المدينة، واستمرت في تجارتها حتى زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله، وكان لها ابن يبعث لها العطر من اليمن، فتبيعه للنساء في المدينة، الماشطات والخاضبات: عملت النساء في التجميل والتزيين، وعرف عن بعض الماشطات أنهم يترددن على النساء المشهورات بالثراء لتزيينهن حين يرغبن بذلك ومنهم أم زفر، وبسرة بنت صفوان رضي الله عنهم. * باحثة دكتوراه في التاريخ