أعلن الجيش الأميركي الأربعاء سلسلة عمليات عسكرية ضد الحوثيين اليمنيين الذين يهددون الملاحة التجارية في البحر الأحمر، مؤكدا إسقاط أكثر من عشر مسيّرات هجومية وصواريخ ومحطة تحكم أرضية. وأفادت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان أنه قرابة الساعة 20,30 (17,30 ت غ) الأربعاء "أطلق المسلحون الحوثيون صاروخا بالستيا مضادا للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه خليج عدن. وتمكنت +يو أس أس كارني+ من إسقاطه بنجاح". وأضافت سنتكوم أنه بعد أقل من ساعة قامت المدمرة الأميركية ب"إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة إيرانية كانت على مقربة منها"، دون تحديد ما إذا كانت مسلّحة أم للمراقبة فقط. كذلك أعلنت سنتكوم في المساء أن ضربات أميركية دمرت "محطة تحكم أرضية للطائرات المسيّرة تابعة للحوثيين و10 طائرات مسيّرة انقضاضية (...) شكلت تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن القوات البحرية الأميركية في المنطقة". وفي وقت سابق الأربعاء، أكد الجيش الأميركي تدمير صاروخ أرض جو كان جاهزا للإطلاق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، كان "يشكل تهديدا وشيكا" لطائرات أميركية على ما أوضحت سنتكوم بدون أن تحدد نوع الطائرات. نفّذت الولاياتالمتحدة ضربات ضد الحوثيين بشكل أحادي أو بشكل مشترك مع بريطانيا، لكن الضربات الجوية السابقة ركّزت على هدف منع المتمردين من استهداف الملاحة البحرية لا التعامل مع أي تهديد للطائرات. وجاء في بيان "سنتكوم"، "قامت قوات القيادة المركزية الأميركية بقصف وتدمير صاروخ أرض-جو تابع للحوثيين كان معدا مسبقا للإطلاق". وأضاف أن القوات حددت "موقع الصاروخ في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وقررت أنه يمثل تهديدا وشيكا للطائرات الأميركية"، من دون تحديد نوع تلك الطائرات أو موقع الضربة. بدأ المتمردون استهداف سفن في البحر الأحمر في نوفمبر، قائلين إنهم كانوا يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين في غزة . لمحاولة ردعهم، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين الحين والآخر ضربات. واستهدف بعض الضربات الأميركية صواريخ قالت القيادة المركزية الأمريكية إنها تشكل تهديدا وشيكا للسفن، ما يشير إلى جهد مراقبة قوي يركز على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون ومن المحتمل أنه يشمل طائرات عسكرية. كما شكلت الولاياتالمتحدة قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات الشهر الماضي للمساعدة في حماية الشحن في البحر الأحمر الذي يمر عبره ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية. بالإضافة إلى العمل العسكري، سعت واشنطن إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، وأعادت تصنيفهم "منظمة إرهابية" في وقت سابق من يناير بعد أن أسقطت هذا التصنيف سابقا إثر تولي الرئيس جو بايدن منصبه. لكن هجمات الحوثيين استمرت، وأعلنوا الأربعاء أنهم استهدفوا سفينة تجارية أميركية "بعدة صواريخ بحرية في البحر الأحمر". وأفادت شركة الأمن البحري "أمبري" أن سفينة تجارية استُهدفت بصاروخ جنوب غرب عدن، وأن السفينة أبلغت عن انفجار على جانبها الأيمن، لكنها لم تذكر جنسيتها.