شنّ الجيش الأميركي فجر الخميس، للمرة الرابعة في أقلّ من أسبوع، ضربات في اليمن على مواقع تابعة للمتمرّدين الحوثيّين، استهدفت صواريخ كانت معدّة لإطلاقها على خطوط الملاحة البحرية التي أصبحت منذ أسابيع هدفاً لهجماتهم. وتأتي هذه الضربات في الشرق الأوسط، المنطقة التي تقترب أكثر فأكثر من حريق إقليمي، بُعيد ساعات قليلة على إعادة إدراج واشنطن المتمردين الحوثيين على لائحتها للكيانات "الإرهابيّة" بسبب استمرارهم في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنّه قرابة الساعة 23,00 ت غ الأربعاء نفّذ الجيش الأميركي "ضربات على 14 صاروخاً للحوثيين كانت معدّة للإطلاق من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن". وأضافت سنتكوم أنّ "هذه الصواريخ التي كانت على منصّات الإطلاق، مثّلت خطراً داهماً على السفن التجارية والمدمّرات التابعة لسلاح البحرية الأميركية في المنطقة، وكان يمكن إطلاقها في أيّ لحظة، ممّا أدّى إلى تدخّل القوات الأميركية لممارسة حقّها وواجبها في الدفاع عن نفسها". ونقل البيان عن قائد سنتكوم إريك كوريلا قوله "سنواصل أنشطتنا لحماية حياة البحارة الأبرياء". وأتت الضربات الأميركية الجديدة بُعيد تبنّي الحوثيين هجوماً استهدف سفينة قبالة ساحل اليمن. وبحسب سنتكوم، تعرّضت السفينة لهجوم بطائرة مسيّرة لم يسفر عن إصابات لكنّه خلّف أضراراً طفيفة بالسفينة. والسفينة التي ترفع علم جزر مارشال تملكها وتديرها الولاياتالمتحدة، حسب المصدر نفسه. وإثر الغارات الجديدة فجر الخميس، أكّد الحوثيّون مجددا مضيّهم في استهداف الملاحة البحريّة. وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة الأسبوع الماضي غارات استهدفت 30 موقعا في اليمن، قبل أن تستهدف القوّات الأميركيّة في اليوم التالي قاعدة جوّية في صنعاء. وأتت الغارات الجديدة بسبب هجمات الحوثيين المتكرّرة على الملاحة الدوليّة في البحر الأحمر. وردّاً على هذه الهجمات اعتمدت واشنطن استراتيجية تقوم على شنّ هجمات عسكرية ضدهم وإنشاء تحالف دولي للمساعدة في حماية الملاحة من هجماتهم. والأربعاء أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون أنّه طالب نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش منتدى دافوس الاقتصادي بأن توقف طهران دعم الحوثيّين. وكتب كامرون على منصّة إكس "يجب على إيران أن تتوقّف عن تزويد الحوثيين أسلحة ومعلومات استخباريّة وأن تستخدم نفوذها لوقف هجمات الحوثيّين في البحر الأحمر".