أدان مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم الاستهداف العسكري للمرافق الصحية والطواقم الطبية في قطاع غزة، داعيًا إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية دون عوائق. وأكد أن الوضع الصحي في غزة غير إنساني ويزداد تدهورًا كل يوم مع استمرار الحرب، والمنظمة قامت خلال الأيام الثلاثة الماضية بعدة مهمات طارئة خطيرة، لنقل المرضى من مجمع ناصر الطبي بعد استهدافه إلى مستشفيات أخرى، مشيراً إلى أن سوء التغذية الحاد بلغ مستويات غير مسبوقة في غزة، بما يهدد الأرواح، بينما لا يتمكن برنامج الغذاء العالمي من الوصول بالمساعدات الغذائية إلى شمال القطاع. وقال إن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم حيث نزح 6 ملايين شخص داخليًا ومليونان آخران إلى دول الجوار، والمنظمة وثقت أيضًا عشرات الهجمات على المرافق الصحية في السودان منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل الماضي، وقد توقفت 75% من المرافق الطبية في مناطق القتال عن العمل، ويموت الناس بسبب نقص الرعاية الصحية الأساسية والأدوية، وتقوم المنظمة بالاستجابة على الأرض لمكافحة الفاشيات التي تنتشر، وتقديم الإمدادات الدوائية والمعدات الطبية، بما في ذلك عمليات واسعة عبر الحدود للوصول إلى المناطق المتضررة في دارفور وكردفان حيث تزداد الاحتياجات، مديناً بأشد العبارات استهداف المستشفيات وعسكرتها . وأوضح أدهانوم في مؤتمر صحفي إن دول العالم تجتمع هذا الأسبوع في جنيف لاستكمال التفاوض حول الاتفاقية الدولية للتأهب والاستجابة للطوارئ الصحية والأوبئة، كما يجتمع القادة مطلع الأسبوع القادم في كوبنهاجن، حيث يناقشون إدراج الاستجابة للأمراض غير المعدية ضمن التأهب والاستجابة للطوارئ، مشيرًا إلى أن عدم حصول مرضى السكري والسرطان والكلى على العلاج يمثل حكمًا بالإعدام. ولفت النظر إلى ان الكوليرا تفشت في 30 دولة، وأكثر الفاشيات خطورة موجودة الآن في السودان وإثيوبيا وهايتي وزيمبابوي وزامبيا، وقد أوصت المنظمة في أكتوبر 2022 بتعليق نظام التلقيح بجرعتين نظرًا لنقص المخزونات العالمية من اللقاحات، ليكون التلقيح منذ ذلك الحين بجرعة واحدة في مناطق الفاشيات لوصول اللقاح إلى أكبر عدد من الناس، ورغم هذا الإجراء الاستثنائي فقد نفد مخزون اللقاحات بينما تواجه 15 دولة حالات تفشي نشطة للفيروس، داعيا البلدان لاتخاذ الإجراءات الوقائية لتجنب تفشي الكوليرا على أراضيها، وضمان حصول السكان على مياه الشرب النظيفة الآمنة، والمراحيض، والاستثمار في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، ووضع نظم مراقبة للكشف السريع عن الإصابات وعلاجها ومنع انتشار الوباء، كما دعا إلى تكثيف إنتاج لقاحات الكوليرا . وأشار المسؤول الأممي إلى أن المنظمة أطلقت من صندوقها للطوارئ 16 مليون دولار لمكافحة فاشيات الكوليرا، كما أطلقت نداءً لتوفير 50 مليون دولار للاستجابة لفاشيات الكوليرا في أنحاء العالم خلال العام الجاري 2024 .