تزخر المملكة بوجود العديد من البقاع الطبيعية الساحرة في كافة أرجائها لتشكل مع المتاحف والوجهات التراثية والتاريخية تجربة سياحية فريدة ومن هذه المناطق مدينة العلا والتي تتميز بعمق تراثها الإنساني وغناها الممتزج بالتاريخ والثقافة والجمال الطبيعي مما يمنح الزوار والسياح شعوراً بالعراقة والرحابة والهدوء والتي جمعت بين الطبيعة والتاريخ بدءاً من التكوينات الصخرية الفريدة والكثبان الرملية المنحدرة مروراً بالوادي المغطى بأشجار النخيل والحمضيات وصولاً إلى آثارها المتنوعة والتي تعود إلى آلاف السنين فضلاً عن عجائبها الأثرية الضاربة في أعماق التاريخ والمتداخلة ضمن بيئة صحراوية جاذبة، وتعد مدينة العلا التاريخية إحدى الوجهات السياحية والتي استطاعت المملكة أن تبرزها للعالم لما تحتويه من إرث تاريخي عظيم وطبيعة جبلية ساحرة وأراض خصبة ومياه وفيرة، وتشهد المدينة التاريخية الكثير من الأماكن المميزة والتي يحرص السياح على زيارتها حيث يقصدها سنوياً آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها، وموقع تجاري مهم على طريق القوافل القديم ( طريق البخور) والذي ربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها وربطها بالمراكز الحضارية في بلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر وكانت العلا في هذه السلسلة من المحطات التجارية نقطة التقاء وممراً آمناً لقوافل التجارة القادمة من إفريقيا وآسيا وجنوب شبه الجزيرة العربية وكانت التجارة تتمثل بالتوابل والعطور والبخور وتعتبر مدائن صالح إحدى العجائب الأثرية الخالدة التي يقف أمامها العقل البشري كثيراً للتفكير كيف استطاع الإنسان القديم تشكيلها في ظروف غير مواتية ومغايرة عن العصر التكنولوجي وهذه الآثار الإبداعية تعد مكوناً مهماً من مكونات السياحة وتحتل المكانة الأبرز في المملكة لما تتميز به من مواقع أثرية متعددة تمثل سجلاً حياً للحضارات التي تعاقبت على الجزيرة العربية وأهمية استغلالها سياحياً في تحقيق التنمية المستدامة في رؤية 2030 وتضم آثارها 153 واجهة صخرية منحوتة وتم تسجيل الموقع ضمن قائمة التراث العالمي ليصبح بذلك أول موقع تم تسجيله في المملكة. أخيراً: مدائن صالح هي الآثار والتاريخ وحينما تختزل من خلالها روعة المكان وعظمة الزمان عندها تتوقف الأعين أمام حيز مكاني مبهر للغاية يأبى أن ينكشف للزائر منذ أول وهلة لتنجلي عجائبه على مهل وفي استحياء شديد كاشفاً في كل مرة تجلياته عن معالم باهرة ومفاتن تشعرك أنك في مدينة ليست مثل كل المدن وأمام معالم تراثية تفوق الوصف والمشاهدة، وتحتاج لوقت أطول لسبر مكنون أسراره والغوص في روائعه الأثرية ويأتي تطوير المنطقة الثقافية للعلا والاهتمام بإرثها التراثي ترجمة عملية لرؤية سمو ولي العهد -حفظه الله-، والتي تهدف بالدرجة الأولى لتعزيز الانفتاح الثقافي للمملكة على دول العالم أجمع من خلال تحويل العلا لمتحف كبير وبصبغة عالمية تختص بالفنون والتراث والثقافة لتنويع مصادر الاقتصاد وتحسين جودة الحياة.