بثت تلفزات العدو الإسرائيلي مقاطع غير أخلاقية ومخالفة للإنسانية وللقوانين الدولية تظهر عشرات المعتقلين الفلسطينيين بملابسهم الداخلية ومعصوبي الأعين تحت حراسة جنود إسرائيليين في قطاع غزة، ما أثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين المعتقلين تعرف شهود عيان وصحافيون وأقارب على الصحافي ضياء الكحلوت مراسل صحيفة "العربي الجديد" في غزة. وأفاد موقع الجريدة أن مراسلها "من ضمن العشرات من المواطنين الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي. وتعمّد الاحتلال إجبار الغزّيين على خلع ثيابهم وتفتيشهم وإذلالهم عند اعتقالهم قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة". كما أكد رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، عبر منصة إكس أنه تعرف على الصحافي وكذلك مدير إحدى المدارس التابعة للأونروا وموظف في الأممالمتحدة. في مقاطع الفيديو والصور التي بثها تلفزيون العدو الإسرائيلي مساء الخميس في وقت الذروة، وانتشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر رجال مصطفون جاثين على ركبهم ورؤوسهم إلى الأسفل، وجميعهم يرتدون ملابس داخلية في وسط المدينة. ويشير تحليل للقطات أجراه فريق التحقق من الأخبار التابع لوكالة فرانس برس إلى أنه تم تصويرها في منطقة بيت لاهيا شمال غزة. من جهة أخرى روى فلسطينيون أفرج عنهم من سجون إسرائيلية مقابل رهائن إسرائيليين في إطار اتفاق هدنة لمدة أسبوع، ظروف احتجاز صعبة تدهورت أكثر بعد هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول / أكتوبر. وقالت ربى عاصي (23 عاما) التي أمضت قرابة عامين في السجون الإسرائيلية لصحافيين في الضفة الغربية عقب الإفراج عنها قبل أكثر من أسبوع، "الأوضاع في السجن صعبة جدا"، مضيفة أن الإسرائيليين سحبوا من المعتقلين بعد الهجوم "كل إنجازاتهم"، في إشارة إلى المطالب التي "ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة"، مثل الكهرباء والتلفزيون والزيارات والأغطية وغيرها.. "كلّ شيء سُحب". وذكر "نادي الأسير" الذي يتابع أوضاع المعتقلين الفلسطينيين أن زيارات الصليب الأحمر الدولي إلى السجون توقفت أيضا. ولم يعلّق الصليب الأحمر على الموضوع. وأضافت ربى عاصي "في سجن الدامون، سحب كل شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص، كنا سبعة ننام فيها بدون أغطية.. كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنّا مرات ننام جائعات". وتابعت، "كنا ننام على الأرض من دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار". وأشارت إلى أن عمليات التفتيش كانت تحصل "ونحن عاريات". وقالت عاصي: إن ظروف السجن كانت مختلفة عندما اعتقلت أواسط العام 2000 وحكمت بالسجن لمدة 21 شهرا بتهمة الانتماء لجمعية غير شرعية وإلقاء حجارة، وأطلق سراحها في أيار / مايو من العام 2022، قبل أن يعاد اعتقالها بعد أيام من الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس. وأعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن لديها "شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب وللإذلال، كأن يطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة". وتمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع على هذه الصور. وتحدّث الناشط رمزي عباسي (36 عاما) المتحدر من القدسالشرقية والذي أفرج عنه من سجن كتزيوت في صحراء النقب في مقابل رهائن، لوكالة فرانس برس، عن "ضرب صباحي ومسائي كلّ يوم، هناك أسرى كسرت أطرافهم بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر، ولا يتمّ تقديم أي علاج طبي لهم". وحكم على عباسي في شهر نيسان / أبريل بالسجن لمدة عام، وأمضى شهورا في سجن نفحة قبل أن يُنقل الى النقب. وقال إن "سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك دون طعام، ودون ملابس ولا يلقون أي اهتمام". وتشير "أمنستي" إلى أشرطة فيديو يتمّ التداول بها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها "جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين معتقلين، معصوبي العينين، وعارين، ومقيّدي المعصمين". ونقلت المنظمة عن فلسطيني من القدسالشرقية قوله إن محتجزين أُجبروا على "الإشادة بإسرائيل "، إلا أن ذلك "لم يساعدهم على تجنب الضرب". وأصدر المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية بيانا طالبوا فيه الوسطاء (مصر وقطر والصليب الأحمر الدولي) التدخّل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف "الهجمة الانتقامية" ضدهم. وأشار الأسرى في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا، إلى وفاة ستة سجناء في السجون الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر، ووصفوها ب"الإعدامات"، وتحدثوا عن "تهديدات بالقتل داخل السجون". اعتقال القوات الإسرائيلية عشرات الرجال وإجبارهم على خلع ملابسهم (إكس)