وفرت تظاهرة العشرات من العرب داخل اسرائيل قبالة أحد السجون الإسرائيلية، أول من أمس مطالبين بالإفراج عن جميع الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، فرصة لأركان اليمين للمطالبة بإنزال أشد العقوبات بهم بداعي أنهم أطلقوا شعارات تطالب الفصائل الفلسطينية بخطف المزيد من الجنود الإسرائيليين. وطالب رئيس لجنة القانون البرلمانية النائب من حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف دافيد روتم بنزع المواطنة عن المعتقلين ال 14، بينهم قاصران وسيدة يهودية يسارية، الذين اعتقلتهم الشرطة خلال التظاهرة بداعي تنظيم تظاهرة غير قانونية وارتكاب مخالفة التحريض والاعتداء على أفراد الشرطة. ونظرت محكمة إسرائيلية أمس في طلب الشرطة تمديد اعتقالهم لخمسة أيام، لكن اللافت ان النيابة العامة لم تدّع، في غياب أدلة كما يبدو، أن المتظاهرين طالبوا فعلاً بخطف جنود إسرائيليين ما يشكّك في صحة رواية الشرطة. وكان العديد من نواب اليمين وجهوا انتقادات شديدة الى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على شمله خمسة أسرى من عرب الداخل ضمن الأسرى الذين أُفرج عنهم الثلثاء الماضي. ورأى المنتقدون «ان الإفراج عن الخمسة يعزز نزعات التطرف لدى المواطنين العرب في إسرائيل ويمنح حركة «حماس» موطئ قدم» في أوساطهم. ووصف نائب رئيس الحكومة سيلفان شالوم تظاهرة أول من أمس ب «الفظيعة»، فيما قال روتم إنه يجب التخلص «من كل من لا يريد أن يكون شريكاً في هذه الدولة ويجب العمل على ترحيله من البلاد». وزاد ان دعوات المتظاهرين لخطف جنود «تثبت أهمية إقرار قانون المواطنة والولاء الذي لا يجيز للمحرضين على الدولة أن يكونوا جزءاً من المجتمع الإسرائيلي». وكانت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري أعلنت اعتقال 16 متظاهراً من العرب لدعوتهم خلال «تظاهرة غير مرخص لها» الى خطف جنود اسرائيليين بهدف مبادلتهم بآلاف الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية. وأوضحت ان الشرطة «اعتقلت الخميس 16 شخصاً من مواطنينا خلال تظاهرة امام سجن هشارون (شمال تل ابيب) وهم ثمانية رجال وست نساء اضافة الى قاصرين، وطلبنا اليوم من محكمة بيتح تكفا تمديد اعتقالهم لمدة خمسة ايام»، ولفتت الى ان «كافة المتظاهرين كانوا من العرب والتهم الموجهة اليهم خطيرة». الى ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» ان الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، الذي تمت مبادلته الثلثاء بمئات المعتقلين الفلسطينيين في اسرائيل، سمع الجيش الاسرائيلي قريباً من مكان احتجازه في قطاع غزة غداة أسره في حزيران (يونيو) 2006، حسبما روى والده. وبعد ثلاثة ايام على أسر شاليت في 25 حزيران 2006، شنّ الجيش الاسرائيلي عملية واسعة النطاق استمرت خمسة أشهر في قطاع غزة وأسفرت عن أكثر من 400 قتيل فلسطيني، كما فرضت الدولة العبرية سلسلة من العقوبات على القطاع. وروى نوام شاليط لصحافيين في متسبي هيلا (شمال اسرائيل) حيث تقيم عائلة غلعاد ان ابنه «كان مدركاً للعملية الجارية ولكل ما كان يحصل». واضاف: «لقد كان قريباً من الاحداث ومن ضجيج المعركة. لا أعتقد ان الامر مسر بأن تحلق مقاتلات اف-15 واف-16 (المقاتلات الاسرائيلية) فوقه وتقصف كل ما يتحرك». واطلق سراح شاليت (25 عاماً) الثلثاء لقاء الافراج عن 477 أسيراً فلسطينياً في اطار اتفاق مبادلة تم بوساطة مصرية بين اسرائيل وحركة «حماس» التي كانت تحتجزه في قطاع غزة. وينص الاتفاق الذي وافقت عليه اسرائيل في 11 تشرين الاول (اكتوبر) على اطلاق سراح مجموعة ثانية من 550 معتقلا في غضون شهرين. ولدى سؤال نوام حول تأكيدات «حماس» بأن غلعاد لم يتعرض للتعذيب، رد بضرورة عدم تصديق كل ما يقال. واوضح: «لقد مر في البدء على الاقل بفترات صعبة للغاية. الا ان معاملته تحسنت بعد الاشهر الستة الاولى». واحتجز شاليت في عزلة بعيداً من ضوء النهار طيلة اكثر من خمس سنوات الا انه سمح له بالاستماع الى الاذاعة الاسرائيلية، حسب أبيه.