غزة.. هولوكوست العار في القرن الواحد والعشرين عبدالقادر فارس (غزة) منذ سبعين عاما واليهود يتباكون ويشتكون للعالم أنهم قد تعرضوا للمحرقة (هولوكوست) على يد النازيين في أوروبا، ومنذ تأسيس إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني قبل 64 عاما وإسرائيل تبتز العالم بأنهم شعب مضطهد يعيش في وسط بحر من العرب يريدون تدميرهم، بينما هي تمارس العدوان والحروب على الشعب الفلسطيني والدول العربية المجاورة، منذ عدوان عام 1956 مرورا بحروب 1967 و1973 ضد مصر وسوريا والأردن ثم حرب 1982 وحرب 2006 على لبنان، ثم الحروب الثلاثة الأخيرة على غزة في 2008 و2012 وأخيرا الحرب الدائرة على غزة من 25 يوما. غزة اليوم تتعرض لهولوكوست حقيقي على يد النازية والفاشية الجديدة في حرب إبادة عنصرية غير مسبوقة حصدت حتى الآن نحو 1330 شهيدا وأكثر من سبعة آلاف جريح وحرب تدمير ضد المنازل والمساجد والمستشفيات والمؤسسات، أدت لتدمير نحو سبعة آلاف منزل وتضرر أكثر من عشرين ألف آخر، وتدمير محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، ما انعكس على كل مناحي الحياة من نقص للمياه وبات يهدد بتوقف شبكة الهاتف والإنترنت وغيرها من مناحي الحياة. قوات الاحتلال ترتكب المجازر تلو المجازر، ولم تنج منهم حتى مدارس الأونروا (التابعة للأمم المتحدة) التي لجأ إليها النازحون من المناطق الحدودية، بعد أن طلبت منهم إسرائيل مغادرة منازلهم وإلا دمرتها فوق رؤوسهم، غير أن صواريخ الطائرات والمدفعية لاحقتهم في تلك المدارس ونفذت حتى الآن مجزرتين في بيت حانون وجباليا ذهب ضحياهما عشرات الشهداء ومئات الجرحى من النساء والأطفال، وشردت إسرائيل حتى الآن ما يقارب من 400 ألف مواطن. المرصد «الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، أصدر أمس تقريرا قال فيه، «إن نحو 82 % من الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، هم من المدنيين». وأضاف البيان: «إن الجيش الإسرائيلي صعد من استهدافه للمدنيين الفلسطينيين بالجملة في الأيام الأخيرة، دون اتخاذ الاحتياطات الضرورية بما يجنبهم آثار الهجمات». ووفقا للرواية الإسرائيلية، قتل 53 عسكريا وثلاثة مدنيين إسرائيليين، فيما تقول كتائب القسام، قتل في الجانب الفلسطيني 1300 مواطن وجرح أكثر من سبعة آلاف 30 % منهم من الأطفال و17 % من النساء، وهو ما يوضح أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين الخسائر الإسرائيلية والخسائر الفلسطينية، ويوضح حجم (الهولوكوست) في القرن الواحد والعشرين، والعالم يبدو أنه قادر على حمل وصمة العار من هذا الصمت.