رحم الله العم سعد بن ناصر بن سعد السديري الذي عانى كثيراً من المرض، فنسأل الله أن يكون ذلك تمحيصاً وكفارة له في الدنيا، وأن يثيبه الجزاء الحسن على ما قدمه لخدمة الناس طوال عمله الذي شغل من خلاله عدة مناصب حكومية، كان منها: أمير منطقة المدينةالمنورة بالنيابة، ثم وكيل وزارة الداخلية، وأمين عام مجلس الأمن الوطني، ومستشاراً لوزير الداخلية، وقد كانت بينه وبين والدي -رحمه الله- الكثير من الألفة والمحبة حين كان يعمل مديراً عاماً لتعليم البنات بالمدينةالمنورة، فكان كلما قابله سموه يقول له: «أهلاً بالزميل الكريم». وقد كانت أعماله -رحمه الله- إبان وكالة إمارة المدينة محط التقدير والتكريم، إذ عمل على تطوير خطط المنطقة وظهرت بصمات هذه الأعمال لاحقاً، وهو ما جعل أمير المدينةالمنورة فيصل بن سلمان يقبّل رأسه في أحد اجتماعات وكلاء إمارات المناطق في المملكة بالمدينةالمنورة عام 2018م، في إشارة واضحة إلى تقديره لهذا الرجل، الذي لم يدخر جهداً في التخطيط والمتابعة ليخرج العمل دائماً في أفضل صورة. كما كان الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز -أمير المدينةالمنورة في عهد الملك فيصل رحمه الله- من أشد المعجبين بأخلاقه وأدائه، وأراد أن يكون معه بالإمارة، فكان أن أصدر الملك فيصل أمراً ملكياً بتعيينه وكيلاً لإمارة المدينةالمنورة، وأحب هو أهل المدينة وأحبوه، وقضى معهم قرابة 20 عاماً. كان مولده -رحمه الله- في مدينة الغاط عام 1358ه ودرس وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وترأس مجلس إدارة نادي أحد بالمدينةالمنورة ما يقرب أو يزيد على 12 عاماً، كما عمل في مجلس الأمن الوطني أميناً عاماً، قبل أن يصبح مُستشاراً للنائب الثاني ووزير الداخلية. نسأل الله العظيم أن يجبر مصيبة أهله فيه، وعزائي إلى أبنائه وإخوانه والأسرة الكريمة، ونسأله تعالى أن يغفر له ويرحمه، ويسكنه مساكن الفردوس الأعلى، ويوسع مدخله، ويجمعنا وإياه ووالدي بالجنة بإذن الله تعالى.