مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال ينشر 10 آلاف جندي في القطاع الصحة العالمية: ثلاثة مستشفيات طلبت المساعدة في إجلاء المرضى قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) في وقت مبكر أمس الثلاثاء إن 17 فلسطينيا استشهدوا وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، بعد منتصف الليل جراء قصف الطائرات الإسرائيلية لمنزل في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة. كما استهدفت غارات الاحتلال منزل مصور صحفي في غزة بعد أيام من تشكيك مجموعة إعلامية إسرائيلية في تغطيته لهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر، وهو ما أدى إلى توجيه تهديدات له بالقتل على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ياسر قديح، الذي نجا من غارات ليلة 13 نوفمبر، إن أربع مقذوفات أصابت الجزء الخلفي من منزله، مما أسفر عن مقتل ثمانية من أفراد الأسرة. وجاء الهجوم بعد خمسة أيام من صدور تقرير منظمة أونست ريبورتنغ في الثامن من نوفمبر، والذي تساءل عما إذا كان قديح، وهو مصور مستقل، وثلاثة مصورين آخرين في غزة، لديهم معرفة مسبقة بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر. وقدم قديح صورا لرويترز خلال هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذه مقاتلون من حماس. وقال قديح إنه عاد إلى منزله قبل ساعة تقريبا من الغارات على منزله التي كانت تفصل بينها ثواني، ودون سابق إنذار، حوالي الساعة 7:50 مساء (1750 بتوقيت غرينتش). وقال إن إسرائيل هاجمت منزله، وعندما سئل عن السبب قال إنه لا يعرف. ولم تتمكن رويترز من التحقق من الجهة المسؤولة عن الغارات أو سبب استهداف منزل قديح، ورفض الجيش الإسرائيلي، الذي يشن هجوما عسكريا على غزة ردا على هجوم السابع من أكتوبر، الكشف عما إذا كانت قواته هي التي نفذت الهجوم. إلى ذلك ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلا عن الجيش أن هناك حاليا أكثر من 10 آلاف جندي إسرائيلي منتشرين في قطاع غزة في الحرب ضد حماس. وتتمركز تلك القوات بشكل رئيس في أحياء الزيتون وجباليا في مدينة غزة، حسبما ذكرت الصحيفة. ومنذ بداية الهجوم البري الإسرائيلي في نهاية أكتوبر، كانت هناك أيضا عدة حالات قتلت فيها القوات الإسرائيلية بنيران صديقة، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس. وأفاد تقرير فلسطيني ب"اقتحام" عشرات "المستعمرين"، الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من الشرطة الإسرائيلية. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أمس أن "المستعمرين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في محيط مصلى باب الرحمة. فيما شددت شرطة الاحتلال إجراءاتها العسكرية في محيط الأقصى". ووفق الوكالة، "نشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر من شرطة الاحتلال يلتقطون الصور وهم يأكلون في صحن قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى". وأشارت الوكالة إلى أن "الاحتلال يواصل التضييق على المصلين، ولكن الإجراءات ازدادت وحشية منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر الماضي". من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء أن المفاوضات بوساطة قطرية بشأن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ هجومها على إسرائيل، بلغت أقرب نقطة من التوصل إلى اتفاق منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر. وقال الأنصاري في مؤتمر صحافي في الدوحة إن "الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني أنها في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة". وأضاف "نحن متفائلون، متأمّلون جدًا. لكننا أيضًا حريصون جدًا على نجاح هذه الوساطة في التوصل إلى هدنة إنسانية". ويتوقع أن يتيح الاتفاق إفراج الجانب الفلسطيني عن عشرات من الرهائن، مقابل إطلاق إسرائيل عددا من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، ووقف الأعمال القتالية لأيام معدودة، وفق ما أفادت مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي لوكالة فرانس برس. وقال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية فجر الثلاثاء إنّ "الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة". وأتى تصريح هنية المقيم في الدوحة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن "اعتقاده" بأن الاتفاق وشيك. وسأل أحد الصحافيين الرئيس الأميركي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض "هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟"، فأجابه "أعتقد ذلك". وحين كرر الصحافي السؤال، ردّ بايدن "نعم". وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أنّ مئتي مريض تمّ إجلاؤهم الإثنين، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، من المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة إلى جنوب القطاع بعد ساعات على تعرّض المستشفى لقصف إسرائيلي دام. وقال المتحدث باسم الوزارة الطبيب أشرف القدرة لوكالة فرانس برس إنّ مئتي شخص تمّ إجلاؤهم من المستشفى الإندونيسي في جباليا إلى مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع. وأضاف أنّ الجيش الإسرائيلي "يحاصر" المستشفى الإندونيسي. وتابع "نخشى أن يكرّر ما فعله بمجمّع الشفاء"، في إشارة إلى أكبر مستشفى في غزة حيث تجري القوات الإسرائيلية عمليات تفتيش منذ الأربعاء. وبحسب منظمة الصحة العالمية التي توجّه خبراء منها إلى مجمّع الشفاء الطبي فإنّ المستشفى كان لا يزال فيه الأحد طاقم طبي من 20 فرداً وأكثر من 250 مريضاً. وعملية إجلاء المرضى من المستشفى الإندونيسي القريب من مخيّم جباليا تمّت بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو شرط وضعه الأطباء بعدما قصفت إسرائيل سيارة إسعاف في شمال غزة قالت إنّ مقاتلين من حماس كانوا يستخدمونها. وقال القدرة "لا يزال هناك 400 مريض في المستشفى، ونعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على اجلائهم"، مشيراً إلى وجود نحو ألفي نازح بداخل المستشفى وفي محيطه. من جهته قال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية امس الثلاثاء إن ثلاثة مستشفيات في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل طلبت المساعدة في إجلاء المرضى، مضيفا أنه يجري التخطيط لتنفيذ الطلب. وقال المتحدث كريستيان ليندماير إن المستشفيات الثلاثة هي مستشفى الشفاء الذي تم إنقاذ مجموعة من الأطفال منه، والمستشفى الإندونيسي، والمستشفى الأهلي. وأضاف أن هذه الخطوة هي الملاذ الأخير. وأوضح في مؤتمر صحفي بجنيف "إن ما يحدث يحرم جميع سكان شمال القطاع من سبل الحصول على الرعاية الصحية".